• 16 تموز 2020
  • حكايات مقدسية

 

  ويستمر الباحث المقدسي الهمام الشيخ مازن اهرام بالحث وجمع المعلومات عن حارات القدس ، تلك الحارات التي تبدلت وتغيرت ،ومنها من اختفى ومنها من تخول اسمه،ومنه تغيرت معالمه ، خذ الجهد المشكور من قبل الشيخ مازن اهرم هي محاولة لمنع طمس هوية القدس العربية والإسلامية، هذه المعلومات لم يقل الباحث اهرام انها كاملة ، لهذا فان كل باحث يعتقد ان لديه المعلومات فليتفضل ويقوم باكمال هذا النشاط الاكاديمي الوطني من الدرجة الأولى ، ونحن في "أخبار البلد" على نشرها كاملة خدمة للقدس وتاريخها واهلها .

بقلم : مازن اهرام

وحكايتنا اليوم هي عن حارة تقع على اهم واجمل واكبر واوسع باب على البلدة القديمة بل على القدس برمتها ، فمنه تفتح لك حارات القدس اذرعها ، وﻳﻘﺎل ﻟﻪ أﻳﻀﺎ ﺑﺎب ﻧﺎﺑﻠﺲ وباب دمشق وغيرها من أسماء .

‪ وﻳﻜﺘﺴﺐ اﻫﻤﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴس ﻟﻠـﻤﺴﺠﺪ الأﻗﺼﻰ ولكنيسة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ او كما كانت تعرف في ذلك الزمن باسم كنيسة القمامة‪ ،وﻣﻨ خلاله ﻧﻠﺞ إﻟﻰ ﺳﻮق ﻳﺴﻤﻰ ﺳﻮيقة ﺑﺎب ﺧﺎن اﻟﺰﻳﺖ وﻣﻨﻪ ﻧﺘﻔﺮع إﻟﻰ أﺳﻮاق ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮق اﻟﻌﻄﺎرﻳﻦ وﺳﻮق اﻟﻠﺤﺎﻣﻴﻦ وﺳﻮق اﻟﻘﻄﺎﻧﻴﻦ وﺳﻮق اﻟﺼﺎﻏﺔ وﺳﻮق‫اﻟﺤﺼﺮ وﻳﺆدي اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻨﻪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ واﻟﻤﺴﻤﻰ ﺣﺎرة اﻟﻨﺼﺎرى

 عندما تقترب من باب العامود يلفت نظرك باب صغير بالقرب من باب العامود اسفله من الجهة الشرقية حيث تشير الحفريات الأثرية ان هذا الباب هو الباب الأصلي من الزمن الروماني ، حيث حاولت تلك الحفريات ايجاد  آثار العمود الروماني الذي سميت البوابة على اسمه سابقاً، والذي رفعه الامبراطور الروماني ادريانوس ووضع فوقه نصباً له وكان العمود من الغرانيت الأسود بطول 14 متراً يتوسط مدخل المدينة، واعتبر من معالمها لدرجة أنه موجود على خريطة الفسيفساء التي اكتشفت في الكنيسة البيزنطية في قرية مادبا الأردنية

يقع ذلك الباب الروماني على عمق نحو خمسة أمتار، ويُدخل إليه عبر باب قوس نصر رومانيّ، ,كان يفضي إلى شارع "الكاردو" الروماني الذي يصل بين شمال المدينة وجنوبها وفي القرن السابع حتى العاشر الميلادي سُد قسم من مداخل الباب وتحول البرجان إلى معصرتي زيت، كما تحولت غرف السلالم إلى صهاريج ماء، وفي الفترة الصليبية سُد الباب بأكمله وشيّد باب جديد على مستوى أعلى وشيّدت منازل على الساحة الداخلية واستعمل قسم منها فقط شارعا، ورممت هذه المنازل في العهد المملوكي

وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني شيّد الباب الحالي حيث كان الجزء الأعلى من المدخل المركزي، واستعمل البرجان الرومانيان أساسات للبرجين الجديدين وشيدت جدران سميكة داخل الغرف الصليبية المملوكية وأصبحت أساسا للباب العثماني الذي صمّد بحلته حتى اليوم

وفي القرن العشرين أجريت حفريات في منطقة الباب، حيث أقيم جسر فوق البقايا القديمة وقامت بلدية الاحتلال بإنشاء مدخل جديد في واجهة الباب على شكل مدرج، ويحوي المدخل مجموعة سلالم للدخول إلى البلدة القديمة والخروج منها.


وفي العودة إلى الباب السفليّ الأيمن والمتحف الروماني داخله، إنه وأثناء سد مداخل الباب استعمل أهل القدس المساحة داخله كمخازن، ومعاصر حجرية للزيت يراها الزائر حتى اليوم، بالإضافة إلى قنوات فخارية مائية من الفترتين الرومانية والعثمانية لرفد المدينة بالماء

يضم المتحف قاعة متصلة بالباب الشرقي الآخر استعملت كغرفة حراسة للجنود الرومانيين، بالإضافة إلى درج يصعد إلى أعلى السور، حيث نقاط وأبراج المراقبة قديما، والتي تستخدم اليوم كمسار سياحي للتجوال حول السور، الذي تسيطر عليه بلدية الاحتلال أيضا وتفرض شراء التذاكر على مرتادي المتحف والسور.

يزخر المكان بآثار رومانية وبيزنطية ومملوكية، كلعبة رومانية محفورة في الأرض على شكل مربعات صغيرة وحجارة كتب عليها باللغة اللاتينية المستخدمة آنذاك، بالإضافة إلى بئر رومانية وبقايا "كوّة"  من العهد البيزنطي، ونسخة فسيفسائية من خريطة "مادبا" التي تعد أقدم خريطة للقدس

تتناثر في المتحف أيضا بقايا قواعد أعمدة الحوانيت القديمة، وتظهر جليّا القناطر المملوكية التي أقيمت لإسناد المحلات الحديثة فوق الطبقة الرومانية القديمة

يُرجعك الحيّز هذا إلى آلاف السنين حيث كان باب العامود ممرا رئيسا لجميع القوافل التجارية والأفواج السياحية التي قصدت القدس، بسبب اتساع مساحته وقربه من الأسواق الحيوية والأماكن الدينية وطريقه الممهد اليسير، تنهي سفرك عبر الزمن هذا، وتخرج من قوس النصر لتصعد نحو المستوى الحالي من باب العامود، لتشهد على الماضي والحاضر في آن واحد

ومن مدخل بوابة دمشق،المراقب للساحة الخارجية  والمتأمل لها بعناية يكتشف أن الدرج  المؤدي لباب العامود تم تصميمه على شكل الشمعدان السباعي  لغاية في نفس يعقوب

 تُشاهد ساحة سياحية بامتياز، تتضمن مدرجات وممرات ترشد الى الآثار الرومانية المكتشفة. لكن لا يخفى على الأهالي فهم يعرفون الحجارة والبوابة الحديدية،

ومن أهم المعالم حارة باب العامود :

 الزاوية اللؤلؤية

المسجد أﺛﺮي ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ‪ 120ﻣﺘﺮا ﻣﺮﺑﻌﺎ ‫وﻟﻪ ﺣﺪﻳﻘﺔ على يسار الداخل  من باب العامود  من الجهة الشرقية وجاء في الأنس الجليل لمجيرالدين أنه  أوقفها  بدر الدين  لؤلؤ  غازي سنة(775هـ/1373م)   وكانت بها  وظيفة التصوف للفقراء  القاطين  بالقدس  وتعرف اليوم  بمسجد الشيخ لؤلؤ ويوجد  حجرة على يمين الداخل  ضريح  بدر الدين لؤلؤ وقد أوقف عليها قرية ساور  وقد ذكر الدكتور كامل العسلي أنها خربة  تقع قريبة  من بركة العرّوب، أو كما تُعرف باسم بركة الشّط،. وتعود إلى الفترة الرومانيّة، وقد استخدمتها جميع الثّقافات والحضارات التي تعاقبت على فلسطين من أجل جمع المياه. وفي فترة ما، تم ربط البركة مع برك سليمان جنوب بيت لحم، إلّا أنها أفرِغت من المياه عام ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين،

مصبنة  سويقة  باب العامود

وقد جاء في كتاب الدكتور( محمد غوشه)حارة السعدية  الذي أبدع في الكشف عن مكنونات القدس  قال:

كانت هذه المصبنة  تقع في الصف  الشرقي  لسويقة  باب العامود  وشكلت في أواخر  العهد العثماني  إلى دكاكين  مختلفة  وأصبحت أجزاؤها  تُشكل  قهوة  زعترة وقهوة صيام  وحلويات  الجنيني  وتمتد  هذه المصبنة  أسفل  طريق السويقة  لتتصل  بالصف الغربي  من السويقة  حيث  كان بوجد  مصبنة  تعود  جذورها إلى  أواخر  العصر  المملوكي  تُعرف  بالخواجة  زاهد وذكر الدكتور محمد أن  المصبنة  عُرفت  بأسماء  عَدة منها مصبنة سويقة  باب العامود  ومصبنة  ابن بزَور   والمصبنة  الباشوية  نسبةً لمحمد  باش  محافظ القدس  ومصبنة  عبد الصمد ومصبنة حسن الحسيني  لوقفه بضع قراربط  فيها  ومصبنة  مصطفى  أبو

السعود .

مسجد مُصعب بن عُمير

الموقع:  على يمين الداخل  من باب العامود علما أن الداخل إلى مسجد مصعب بن عمير ينزل إليه من خلال عدة درجات من خلال  ممر  ضيق  منحدر  وفي نهاية الدرج الحجري مدخل باب المسجد على الجهة الشرقية  تبلغ مساحته خمسون متراً مربعاً وهو بيت الصلاة

الوصف المعماري :عبارة عن غرفة واحدة  بناء قديم يعود تاريخه  إلى الفترة الأيوبية  في بيت المقدس  ويلتف حول المسجد أبنية قديمة تشمل حوانيت تجارية ومساكن  للعائلات المقدسية

 المسجد(بيت الصلاة) مبني  بطريق الأقواس  المفلطحة  والتي تختلف زواياه باختلاف ارتفاع  جدرانه وأبعاده  وقد تم طلائه بمادة الجير  الأبيض

ويقع في الجهة الجنوبية محراب صغير له حُنية  مجوف

.وقد تم إقامة في أعلى  الطريق  أبنية أنشأتها سلطات الاحتلال  عبارة عن حوانيت تجارية  موازية للطريق العام الممتد إلى  سويقة  باب خان الزيت. في عام 1967م 

بعد الانتهاء من إنشاء الأبنية التي أقامتها سلطات الاحتلال  وحجب التهوية  وتراكم الرطوبة  وحجب الإضاءة  أصبح وضع المسجد من الصعوبة بمكان  وتم فصل التيار الكهربائي

وقد جاء في سجلات مؤسسة إحياء التراث الإسلامي:أن الأراضي  الممتدة  من مدخل  باب العامود  على جهة اليمين  تملكها  عائلة  الحسيني  وهي وقف  ذري  وعائلة  عزام    , وكان  سابقا  يشغل  هذه الأراضي  أل النصراوي  بائع دواجن  وطيور   ثم  ورشة  حدادة  تعود  إلى الشيخ  أبو الضبعات  ويليها  جنوبا  عائلة  طقش وعائلة قليبو  وبعض  من الحوانيت  الممتدة  على قارعة  الطريق  إلى خان الزيت

‫ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺸﻮرﺑﺠﻲ

 مدخل باب العمود مفرق طريق الواد الدرب المؤدي للمسجد الأقصى المبارك

المنشئ: عبد الكريم  بن مصطفى  الشوربجي أحد رجال  الحامية العثمانية

تاريخ ألإنشاء(1097هـ/ 1685م

التخطيط العام: شيد  هذا المسجد  بداية  كسبيل  ماء على المارة  ثم حول إلى مسجد وأصبح  تخطيطه مؤلفا  من مساحة مربعة هي بيت الصلاة  تعلوه قبة وفي  الجهة الجنوبية  محراب   مجوف  بسيط الهيئة ومن الجهة الشمالية للمسجد  يوجد قوس مرتفع بعقد حجري مدبب   في داخله شباكين اثنان  محاط  القوس بشدروان من الحديد  ويقع الباب من الجهة الشرقية بارتفاع متران بعرض  تسعون سنتمتر  تعلوه يافطة حجرية كتب عليها اسم المسجد وتاريخ الإنشاء ويعتبر  هذا المسجد من أهم  مساجد  البلدة  القديمة  العثمانية يتوسط  طريقين  طريق باب خان الزيت وطريق الواد المؤدي للمسجد  الأقصى

الواقف: الحاج عبد الكريم جور بجي بن مصطفى عام 1097هـ/1685م

تاريخ الوقف  : أوئل ذي الحجة سنة 1097هـ/1685م

 الموقوف: ثلاث دكاكين إحداها حولها  إلى سبيل  للشرب ,

 

سوق باب خان الزيت

 أنشأها الأمير سيف الدين تنكز الناصري (نائب الشام) في سنة (737هـ- 1336م)؛ وتعدُّ من أجمل أسواق مدينة القدس الواقعة داخل أسوارها

وتشكل هذه السوق المدخل الأساسي لأسواق البلدة القديمة.  وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الخان الأثري المسمى "خان الزيت".  وتمتد هذه السوق من أول درجات باب العمود إلى نهاية طريق كنيسة القيامة ولا تختلف هذه السوق معمارياً عن أسواق القدس الأخرى؛ فهي عبارة عن شارع طويل، يشتمل على عدد كبير من الدكاكين المتقابلة في صفين.  تمتد هذه السوق بموازاة شارع الواد، ولها مدخلان، يفصل بينهما ممر مسقوف على شكل قبو نصف برميلي محمول على عقود مدببة تتخللها فتحات تسمح بالإضاءة والتهوية. وقد ذكرها مؤرخ القدس والخليل (مجير الدين العليمي) وحدد موقعها، وذكر زقاق أبي شامة المتفرع عنها إلى جهة الشرق

وتتفرع من هذا السوق عقبات كثيرة شرقاً وغرباً تلبي احتياجات السكان السكنية والديمغرافية ومنها على سبيل المثال عقبة التوتة وعقبة المفتي وعقبة التكية وعقبة السرايا شرقاً، وطريق الجبشة وعقبة حارة النصارى ومدخل مدرج الى بطريركية الاقباط والمرحلة التاسعة من درب الآلام وتفرع في نهايته الى مدخل سوق الدباغة والصاغة واللحامين والمدخل الشرقي لكنيسة القيامة وبه معالم مختلفة اسلامية ومسيحية غير الحوانيت

. وتحفل سجلات محكمة القدس الشرعية ووثائق "مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية" بإشارات حول وقف هذه السوق على البيمارستان الصلاحي في القدس، وحول معاملات الأوقاف في إدارتها وتأمين أبوابها بالحراسة ليلاً.  وتقدم هذه السجلات أدلة على أن نشاط هذه السوق هو استخراج الزيت وبيعه وبيع السلع التي يدخل في تجهيزها؛ فقد رصد فيه عدد لا بأس به من المعاصر والمصابن

 ويشمل سوق الزيت  عدة حارات منها حارة المسعودي و حارة بني مرة ويليه سوق الفخر من جهة الغرب إلى الشمال. حارة الزراعنة: وهي تلي حارة بني مرة من جهة الغرب. وحارة ابو الشامات حوش الشاويش في السوق زقاق يعرف باسم زقاق أبي شامة الذي يعرف اليوم بحوش الشاويش، وفيه مسجد نسب إلى أبي بكر عمر الحلبي سنة 1652، وقد أغلق وأصبح عبارة عن محل، وعلى أثره أنشئ مسجد جديد ينسب إلى أبي بكر، يؤمه تجار السوق لقربه من محلاتهم، وهو من المساجد التي عمرت عام 1972. وختم بكيرات بأن السياحة في سوق خان الزيت أهم من السياحة في أي مكان آخر

ويشير الدكتور يوسف النتشة، مدير قسم السياحة والآثار في المسجد الأقصى إلى مسميات وأقسام السوق؛ حيث كانت هذه الطريق "الشارع" في العصر الروماني والبيزنطي تعرف باسم "الأكاردو"، والمعروف أن الأكاردو الروماني، والذي أعاد تجديده هادريان في 123م، كان يمتد إلى نهاية سوق العطارين اليوم، ولكن حينما بنى جستنيان كنيسة النيا "الكنيسة الجديدة" في أواخر القرن الخامس، فقد مدّ الأكاردو حتى وصل إلى النهاية الجنوبية للبلدة القديمة للقدس؛ حيث باب النبي داود اليوم

ويضيف النتشة في حديثه أن "هذا الشارع مقسم إلى عدة أقسام، كل قسم له اسم وكان له اختصاص؛ فالقسم الأول منه يعرف بسوق خان الزيت، وهو يمتد من مفرق باب العمود حتى أول سوق العطارين، وحتى منتصف القرن الماضي كان يتخلل سوق خان الزيت مجموعة من المعاصر والمصابن، وكل معصرة كان فيها مخزن كبير لزيت الزيتون، ومنها جاءت التسمية على الأغلب"