• 20 كانون أول 2019
  • إقتصاد وحياة

 

القدس – أخبار البلد-  لم يتفاجئ  احد من سكان القدس من اختيار رجل الاعمال سامي أبو دية  صاحب فنادق الامبسادور من قبل مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية، الشخصية السياحية لعام 2019، حيث اعرب العديد من المقدسيين عن اعتقادهم ان أبو دية يستحق كل تقدير لما قام به في مجال السياحة ،  فلقد تمكن أبو دية خلال  الفترة الماضية ان يحقق نجاحات غير مسبوقة  في مجال السياحة والفنادق، حيث يعتبر فندق الامبسادور في الشيخ  جراح اهم فندق في القدس  ووجهة الشخصيات المقدسية والجهات الدولية والرسمية .

 بدوره اعرب رجل الاعمال سامي أبو ديه  عن اعتزازه وافتخاره بتكريم سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس دولة فلسطين له، كما أعرب عن شكره وتقديره إلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة سيدة الأرض، وفخره بمبادراتها وبإنجازاتها المتميزة منذ تأسيسها. واعتبر أبو دية هذا التكريم، بمثابة تكريم لكل مقدسي صابر مرابط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، كما أعتبره تكريما لكل المجتهدين والمبدعين من أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات، الذين نفخر بهم، وننحني إكبارا لإبداعاتهم، ونرفع رؤوسنا اعتزازا بهم، وبانتمائنا للأرض التي انجبتهم، الذين انبثقوا من حطام النكبة في رحلة تيه صحراوية قاسية، ليصنع كل واحد منهم أسطورته الذاتية، كجزء من أسطورة هذا الشعب العظيم.

وأكد أبو دية عقب تكريمه، على أن الشعب الفلسطيني ظل يدرك على الدوام مدى أهمية تعزيز مخرجاته السياحية والحضارية، ويعي الحاجة إلى تطويرها بكل وسيلة ممكنة، من منطلق وعيه بحقيقة أن الجبهة السياحية هي واحدة من جبهات معركة الدفاع الهامة عن فلسطين، وعن مدينة القدس، كما ظل يدرك، أن القدس ليست بيتاً للتعبد والصلاة والسياحة والتنزه فقط، وإنما هي ساحة جهاد وصبر، وفضاء ذاكرة تاريخية، ومركز حضارة وثقافة وعلم وتجارة، وهي الرقعة الأشد تموضعاً في الذاكرة، وشدد على أن البعد السياحي في ملحمة صمود القدس، واستعصاء هذه المدينة وانتصارها هو أعمق هذه الابعاد، وأكثرها تميزاً في حكاية هذه المدينة، التي بنت صورها التاريخية العابقة بسيَر الفاتحين والشهداء والمناضلين والشعراء، كمركز روحي يعلو ولا يعلى عليه، وكحاضنة للمقدسات والآثار والحرف والمنتجات الابداعية، وكل تلك الخاصيات المقدسية الفريدة في سياق الوعي المديد بأهمية المعطى السياحي في سيرة الكفاح الوطني في القدس.

وأشار أبو دية، إلى أنه رغم أن السياحة قد أصبحت اليوم بكل مرافقها ومكوناتها، بمثابة صناعة كاملة تحظى باهتمام الحكومات وبمجتمع رجال المال والاعمال في مختلف أنحاء العالم، ولكن السياحة في القدس أكثر أهمية ليس باعتبارها مصدرا مهما للدخل فقط، وموضعا للتشغيل فحسب، وإنما كونها صلة وصل واتصال مع العالم، يمكن من خلالها إبراز صورة شعبنا الثقافية والحضارية، وهي جسر الوصل الاهم بين أطراف الوطن ومع محيطنا الاقليمي والدولي، ففي فلسطين يحضر التاريخ باذخا، وتسمو المقدسات الإسلامية والمسيحية بجلالها ويروي كل حجر وقبة ورواق، حكاية من سيرتنا الخالدة خلود الدهر، وفيها كل ما يدعونا للصمود فوق ترابها والدفاع عنها وعن مقدساتها وعن رمزيتها ومستقبلها، وكل ما يستحقه الأمر من بذل وتضحية.

 وأكد أبو دية، على أن الفلسطينيون لم يتوانوا يوماً عن العمل بكل طريقة ممكنة، لتعميق حضورهم وتعزيزه، كأداة ناجعة من أدوات المعركة متعددة الأشكال، ولكنه نوه إلى أن معركتنا هذه معركة محفوفة بكل المعيقات والمصاعب الذاتية والموضوعية، مشيرا إلى أننا مدعوون جميعا اليوم وكلَّ يوم، إلى الاستعداد الدائم لمعركة الدفاع عن معالمنا الثقافية والسياحية والحضارية وتراثنا الإنساني، والتنقيب عن كل مقوم ٍمن مقومات الصمود، عن كل طاقة كامنة، والجري وراء كل بارقة أمل مهما كانت بعيدة، داعيا القطاع الخاص الفلسطيني وفي بلاد العرب والمسلمين، إلى مزيد من الاستثمار في كافة القطاعات في المدينة المقدسة، وتحديدا في القطاع السياحي، وخلق فرص عمل للشباب، مؤكدا على أن القدس وأهلها بحاجة لكل ما يدعم صمودهم وبقاءهم، من أجل أن تظل القدس حاضرة ثقافية عربية إسلامية خالدة، تهفو إليها القلوب، ويزورها المؤمنون والسياح والحجاج.

وأشار أبو دية، إلى أنه كابد كما كابد كل فرد من أبناء شعبنا وجهد في العمل، لإيمانه منذ اللحظة الأولى أن جهد الإنسان الفلسطيني وإبداعه، ما هو إلا عنوان قضية محمولة على صهوة فرس مجنح، تسكن قلبه، وتجري في عروقه، مجرى الدم من شهقة الميلاد الأولى إلى الزفرة الأخيرة، لنثبت للعالم بأننا على هذه الأرض المباركة خلقنا ومنها نحلق في أصقاع الدنيا كافة، ننشد ونغني وننشر الفرح الإنساني، ونرسخ تراثنا وحضارتنا وثقافتنا وفنوننا وعمقنا الإبداعي في سماء الكون، ونرفع إلى الفضاء الرحب، علامة النصر، ونمتشق بيارق الإبداع، ننقشها بالعرق والدم والدموع، ونصنع لوحة فسيفسائية تحكي ملحمة نضالنا جيلا بعد جيل، ونحفر في سفر الإبداع العالمي أروع المخطوطات بعز وكبرياء.

واختتم أبو دية، "بأننا على أرض فلسطين المباركة خلقنا، وعلى أديمها نحيا ونموت، جذورنا في أعماقها ضاربة، في ترابها نزرع، ومن مقالعها نعمر ونشيد، نحن أهل فلسطين، أصحاب أرضها، ومفاتيح بيوتها ومساجدها وكنائسها، نواصل الصمود على أرضها، وستظل فلسطين عصية، وستظل حاضرة كما شاء لها الله وشاء أهلها، رغم أنف الجميع"، متوجها بالتهنئة والتبريك إلى أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الميلادية المجيدة، وبمناسبة انطلاقة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، معربا عن تمنياته بأن يعيد الله علينا هذه المناسبات المباركة وقد تحققت آمال وتطلعات شعبنا بنيل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.