• 8 أيلول 2020
  • إقتصاد وحياة

 

بقلم : خالد الزبيدي

بعد حرب اسواق الصرف والضغط على بكين لكبح صادراتها، الى الحرب التجارية الامريكية المفتوحة ضد الصين منذ اكثر من ثلاث سنوات، الى خارطة طريق عدوانية جديدة تطلق حرب واسعة لمنع تمدد كبريات شركات تقنية والمعلومات والاتصالات والتطبيقات في مقدمتها هواوي عالميا، وهذه الحرب تتمحور حول برنامج الشبكة النظيفية، وهو بمثابة نهج شامل لادارة الثنائي ( ترمب بومبيو) لحماية الاصول الامريكية والمواطنين وامن المعلومات الاكثر خصوصية شديدة الحساسية، ووضع البرنامج الامريكي الجديد الحزب الشيوعي احد المؤسسات الخطرة التي تحاول النيل من التميز الامريكي، وصنفت الادارة الامريكية نفسها وشركاتها وضعها فوق مستوى الشبهات علما بان العبث بمعلومات البشر من الشرق الى الغرب امر طبيعي للشركات والمؤسسات الامريكية وكانه حق مكتسب.

البرنامج الامريكي يتكون من خمسة خطوط جديدة تركز على حماية البنية التحتية للإتصالات والتكنولوجيا الحيوية، وتتكامل الخطوط الخمسة ..( النقل النظيف ) بحيث يضمن عدم اتصال شركات النقل غير الموثوق بها في الصين بشبكات الاتصال السلكية واللاسلكية الامريكية حيث تشكل خطرا على الامن القومي الامريكي، وهذا يتطلب عدم السماح بالاتصالات دولية من والى الولايات.

والاسراع في إزالة التطبيقات غير الموثوق بها من متاجر تطبيقات الاجهزة المحمولة في امريكا التي تهدد الخصوصيات الامريكية التي تنطوي على مخاطر تقنية على حد وصف البرنامج الامريكي، وتؤثر بالمزاج العام الامريكي من خلال نشر ممنهج ومضلل يبث على موبايلات الامريكيين.

ومن محتويات البرنامج منع إستخدام الخدمات السحابية التي تستضيفها الشركات الصينية مثل "علي بابا" و" بايدو" وتينسنت"، وتهدف امريكا من وراء ذلك إبعاد الشركات الصينية عن نظيراتها الامريكية، وهذه الخطوة تشكل إضرار بالتقنيات الحديثة واليات السوق والمنافسة في وقت يسعى العالم الى تعظيم إستخدامات تقنيات الإتصالات والتعاملات الالكترونية وزيادة القيمة المضافة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد الذي يرهق الاقتصاد العالمي.

ما تقدم وغيره تندرج تحت حرب معلنة بين واشنطن بكين بعد ان حدد مؤخرا الرئيس الامريكي 45 يوما للشركات الامريكية للإستحواذ على تطبيق "تيك توك " الصيني، وهذه التطورات الدراماتيكية تتلاقي مع حجب الهند لعدد من التطبيقات الصينية، الا ان إرتدادات هذه الحرب ستجد صداها في الصين التي لها يد طويلة وعلاقات تجارية كبيرة مع اوروبا واسيا والامريكيتين.

ان تحقيق الصين معدلات نمو قياسية في شركات الاتصالات وتقنية المعلومات وتطبيقات منافسة وكفوءة، الى تحقيق اختراق في صناعة ومد شبكات الالياف الضوئية واللاسكية، بالمقارنة مع نظيراتها الاوروبية والامريكية، يضع الصناعات الامريكية على المحك في ظل عدوانية الادارة الامريكية وقدرة تنافسية وتقنية متطورة للشركات الصينة العابرة.