• 16 أيلول 2012
  • حارات مقدسية

تعتبر "حارة السعدية" من اهم الحارات في البلدة القديمة من القدس الخالدة،  ولهذا فهي محط اهتمام الجماعات اليهودية المتطرفة والتي تتمكن بين الحين والاخر السيطرة على منزل هنا ومبني هناك، بمساعدة ضعاف النفوس وباغراءات كبيرةن وبطرق ملتوية اكثر ،  ولهذا فلم تعد تلك الحارة كما يعرفها الجميع ، فلقد اصبح مشهد العلم الاسرائيلي الذي يرفرف  من نافذ منزل او مجموعة من الحراس الاسرائيلين المدججين بالاسلحة تسير في ازقة الحارة بهدف حماية مستوطن هنا وعائلة من المستوطينين هناك مشهدا غريبا شاذا ولكنه مشهد يومي!

ان "حارة السعدية " كانت تسمى ايضا بحارة الأكراد نسبة للأكرد الذين قدموا مع صلاح الدين اللأيوبي والذين اقاموا فيها ، وتسمى ايضا حارة المشارقة نسبة للمسيحين الذين سكنوها خلال الإحتلال الصليبي
وهي من الحارات المتميزة بوجود عدد كبير من مقامات الأولياء والشهداء منهم ،الشيخ مكي،الشيخ البسطامي،الشيخ المالوي،  والشيخ ريحان وهو الصحابي  شمعون القرظي  ابو ريحانة ام المؤمنين زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم،  وكان قد سكن  وتوفي فيها ، ومن منافذ هذه الحارة الرئيسية أيضا باب الساهرة شمال المدينة، حيث الطريق إلي المسجد الأقصى المبارك ومعظم السكان في هذا الحارة من المسلمين .
حارة السعدية وحارة باب حطة هي إحدى المنافذ للمسجد الأقصى المبارك وفيها أثار من العصر الأيوبي
وكذلك يوجد فيها المدرسة الصلاحية التي قام بإنشائها صلاح الدين كمجمع علمي خرج كثير من العلماء في القدس ومنها الزاوية المولوية والتي يقيم فيها المؤيدون لهذه الطريقة حيث دخلت هذه الطريقة بيت المقدس في أوائل الحكم العثماني (925هـ–

 ولعل اهم ما يميز هذه الحارة  كثرة الكنوز الرائعة من الآثار الإسلامية، ومن هذه الكنوز مسجد المئذنة الحمراء ، الذي يقع في حارة السعدية داخل القدس القديمة ،وهو من أهم العمارات التي بنيت في العهد العثماني وتعتبر مئذنته من أروع المآذن في مدينة القدس، فنموذجها المعماري متأثر بفن العمارة المملوكية المتأخرة ، أنشأ هذا المسجد شيخ الشيوخ علاء الدين علي بن شمس الدين محمد الخلوتي قبيل عام 940هـ ـ 1533م  وقد أُطلق على هذا المسجد في النصف الأول من القرن السادس عشر اسم: مسجد الشيخ علي الخلوتي، نسبة إلى منشئه ثم أطلق عليه أهل القدس اسم "مسجد المئذنة الحمراء" نسبة إلى شريط أحمر كان يحيط شرفة مئذنته من أعلى
ويتألف مسجد المئذنة الحمراء من مبنى ومئذنة طويلة ومصلى يقع في الناحية الجنوبية الغربية من المبنى
ومئذنته من المآذن الدائرية التي ترتكز على قاعدة مربعة فوق الأرض، على عكس المآذن المحمولة على أبنية .