• 26 كانون الثاني 2013
  • حارات مقدسية

تعتبر حارة الأرمن أحد الأحياء الأربع بالبلدة القديمة لمدنية القدس. الاحياء الثلاث الاخرى هي حارة النصارى، والحي الإسلامي، بالإضافة إلى حارة المغاربة / حارة اليهود (أقدمت إسرائيل على هدمها بعد حرب 1967 لتصبح "ساحة حائط المبكى"). هذا الحي معظم السكان فية من الارمن المسيحيين والذين يعتبرون انفسهم من الفلسطينين ، ويوجد دير قديم في هذا الحي هو وكذلك بعض المعالم الاسلامية، ويقع في جنوب البلدة القديمة ويطل على باب النبي داود

تقع  حارة الارمن جنوب غربي البلدة القديمة في القدس على مساحة قدرها 300 دونم أي ما يعادل سدس مساحة البلدة القديمة في القدس، وتتكون من مجموعة من البيوت كانت في السابق للحجاج واصبحت لاحقا بيوت مؤجرة للأرمن، اضافة الى الدير المكون من مدرسة و متحف وعيادة طبية..

.

نبذة سريعة عن سكان حارة الارمن

 بدأ ارتباطهم المقدسي حين  قصدت مجموعة من الحجاج المدينة القديمة جنوب غربي القدس منذ عام 325 م، معلنة ولاءها للديانة المسيحية. وتوالت الاجيال عبر السنين متماسكة وراسمة طابعاً خاصا تجلى بالحفاظ على روابطهم الأرمنية وولائهم الأسري، مع الميل للسلام والعيش الهادئ، و تماهٍ ملحوظ في عاداتهم وبساطتهم مع جيرانهم الفلسطينيين.

ووفق اقوال الأب "بكراد برجكيان" رئيس املاك بطريركية الارمن والحاصل على الماجستير في تاريخ الارمن، فان الطائفة الارمنية سميت بذلك نسبة الى البلد الذي جاءت منه "ارمينيا" الدولة المجاورة لتركيا بمساحة  تقدر ب 31 الف كم مربع.

 

تاريخ الارمن في بيت المقدس

 

جاءوا في القرن الثالث الميلادي الى القدس واستقروا فيها مشيدين لاحقا بطريركية خاصة بهم في القرن السابع الميلادي، التي أصبحت على مر العصور مقصداً لحجاج الارمن الذين عملوا على تأسيس الخانات ومراكز الضيافة، حيث اعتبروا الطائفة المسيحية الثالثة بعد الروم الارثوذكس واللاتين.وقد جاءت المجموعات الكبيرة الى القدس ضمن هجرة واسعة شملت بلاد الشام على اثر القلاقل عام 1915 م هربا من بطش الاتراك، في حين لم يتعرض ارمن القدس للأذى بسب التزامهم الصمت والتهدئة ، وتركيز جهودهم على استقبال الارمن اللاجئين الى فلسطين وتحديدا القدس وحيفا. ليصل عددهم  عام 1945 الى 5000 ارمني، تراجع الرقم فيما بعد ليصل في وقتنا الحالي الى 3000 ارمني موزعين على القدس و بيت لحم ورام الله وأجزاء اخرى من فلسطين.

شارك جزء من  الارمن أبان الانتداب البريطاني واندلاع الحرب العالمية الاولى في  جيش تحالف الاطلسي، وبعد عام 1948 التزموا الحياد وتجنبوا الغوص في بحر السياسة تحت الاحتلال الاسرائيلي.

" لم يتخيل الأرمن يوما أن تخضع القدس للاحتلال الاسرائيلي، كان الامر مستبعدا  بالنسبة اليهم".قال الأب بكراد، شعر الارمن في القدس بالاندماج مع العرب، حيث كان لهم شأن واهتمام من قبل السلطات العربية ، اما بعد نكسة 67 وسقوط القدس بيد الاحتلال الاسرائيلي فتنبهوا الى صعوبة التعامل مع المحتل، والاحتكاك معه، لانه لا يرى الا اليهود فقط.