• 28 نيسان 2020
  • حارات مقدسية

 

بقلم : مازن اهرام

 لقد وردت شبكة " أخبار البلدات" الكثير من ردود الفعل والتي تراوحت ما بين الشاكرة والسعيدة وما بين المستفسرة بعد نشر الحلقة الأولى من حارات القدس ، وكان عنوانها " باب حطة " ومن هذه الاستفسارات معنى  المسميات  مثل الحارة والمحلة والزقاق وغيرها .

 وعليه فإننا نبدأ حلقتنا الثانية بمحاولة شرح المسميات اعتمد على المصادر المتعددة  ، فالإطلالة على حارات البلدة القديمة  يحمل عبق تاريخ مضى وحاضر ضائع ومستقبل مجهولة ، وطالما ان الأجيال القادمة تجهل ماضيها فان الجهل سيكون العنوان ، ولهذا  نحاول من خلال هذه الابحاث التي ننشره تباعا تقديم شيء للأجيال القادمة ، وعليه فإننا نبدأ حكايتنا اليوم بتفسير  المصطلحات ونجد أن  كلمة حارة  مدلول على :

الشارع الصغير الذي يتفرّع عن الجادّة. والجدير بالذكر أن تسمية (الحارة) لم تكن تعني بالضرورة عند المؤرّخين الشارع الصغير، بل كانت تعني أيضا: المحلّة، وبلغة اليوم الحي أو المنطقة

الحارة: حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل وكل محلة قوم تدانى منازلهم، يقال: هم أهل حارة واحدة، لأنهم يحورون إِليها ، وأما الزقاق فهو الطريقُ الضيّقُ نافذًا أَو غير نافذ ، زُقاق [مفرد] أَزِقَّة: سِكّة أو طريق ضيِّق نافذ أو غير نافذ (يذكّر ويؤنّث) "تكثر الأزِقَّة في المناطق الشعبيّة- طاف في أزِقَّة مكَّة

الزقاق يكاد يقتصر على المدن العتيقة في مدن المغرب العربي وشمال إفريقيا عموما، بسبب الشوارع الضيقة جدا، فالمدن القديمة عادة ما تكون خالية من حركة السيارات، وفي بعض الحالات حتى الدراجات النارية و الدراجات الهوائية بسبب ضيق مساحة حركة المرور.

حارة باب الأسباط:

المدخل الرئيس إلى حارة الأسباط يبدأ من باب  الأسباط  لنتعرف على معالم الحارة  التاريخية  والعمرانية  العريقة بدايةً:

«باب الأسباط»:

 من أهم أبواب المسجد الأقصى، وظل المدخل الرئيسي إلى المسجد الأقصى على مدى العصور ويحمل اسم باب الأسباط في القدس بابان متجاوران:  الأول يقع في سور البلدة القديمة، ويفضي إلى طريق طويل تسمى طريق المجاهدين أو درب الآلام، تصل في نهايتها إلى شارع الواد وسط البلدة القديمة ، الباب الثاني، الذي يحمل الاسم ذاته، فهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك العشرة، ويقع في الزاوية الشرقية الشمالية للمسجد الأقصى

ومن مميزات هذين البابين أن الوصول إلى الأقصى من خلالهما لا يستلزم المرور عبر الحارات السكنية أو عبر أسواق البلدة القديمة؛ فالداخل من باب الأسباط الذي يقع في السور، ما عليه إلا الالتفات يساراً إلى ساحة صغيرة تعرف بساحة الإمام الغزالي، ومنها يصل مباشرة إلى باب الأسباط ، أحد أبواب الأقصى .

ولباب الأسباط الواقع في سور البلدة القديمة أسماء أخرى كثيرة، منها «باب الأُسود» ، و«باب القديس اسطِفان» ، و« سِتّي مريم» ، و«باب أريحا» أو «الغور» ، بوصفه يفضي إلى الشرق باتجاه أريحا

والأسباط من الأبواب الأصلية الأربعة التي بناها سليمان القانوني، وتؤدي إلى ساحة سُمّيت في الفترة المملوكية والعثمانية بساحة الغزاليّ ، نسبة للعالم أبي حامد الغزالي

وعلى الواجهة الشرقية لباب الأسباط ، التي تقابل الداخل للبلدة القديمة، زخرفات معمارية مميزة وبارزة، ذات طابعٍ دفاعي . يذكر منها ما يشبه المحرابين، على طرفي الباب، يعلوهما قوسان. بالإضافة إلى طلّاقات الزيت الحار والرماح على جهتي الباب، والحجرة الدفاعية الموجودة في منتصف الباب فوق قوسه بالضبط والميزة المعمارية الأبرز لباب الأسباط ، الواقع في سور البلدة القديمة، هي وجود أربعة أسود، أو فهود، بحسب بعض الروايات، يزين كل اثنين منهما طرفي الباب ، عن يمينه ويسار

وقد نسجت حول الأُسود الأربعة التي تزيّن باب الأسباط الكثير من الحكايات، منها ما ثبت في كتب التاريخ، ومنها ما يعدّ أساطير شعبية  والقصة المتواترة والأكثر قبولاً لهذه الأسود، إنها أخذت من بقايا خان مهدوم مملوكيّ البناء على أطراف القدس. ويقال إنه عندما بدأت الدولة العثمانية حملتها الواسعة لإعمار سور البلدة القديمة، كانت لا تتوفر أي حجارة صالحة تجدها، لذلك كانت هناك إعادة استخدام متكررة للأحجار من كافة العصور في بناء القدس وسورها

يُطلق على هذا الباب أيضًا اسم "باب الأسود" وذلك لوجود زوجين اثنين من الأسود يزينان واجهة الباب، وترجع قصة الأسود إلى حكاية طريفة تذكرها الأحداث التاريخية، حيث ذكر أن السلطان العثمانى سليمان القانونى حلم ذات يوم من أنه سيقتل من قبل أسد، هذا الحلم تزامن مع بناء سور القدس من قبل القانونى، فأمر بوضع أربعة تماثيل تخص الأسود، وتظهره فى جوانب البوابة، ويقال إن هذه الأسود نقلت من إحدى البنايات القديمة التى بناها القائد بيبرس عام 1264، بينما تشير مصادر أخرى أنها نقلت من أحد القصور الفاطمية بالقاهرة

وأطلق عليه العرب اسم باب الروحة (باب أريحا) لأن الخارجين من المدينة عن طريق هذا الباب يصلون إلى طريق أريحا، ويُطلق عليه المسيحيون اسم "سانت ستيفن" وهو القديس الذى يعتقدون أن قبره يقع بالقرب منه. وهناك تسمية أخرى هى باب "ستى مريم" وذلك لقربه من كنيسة القديسة حنة التى هى حسب المعتقدات المسيحية مكان ميلاد السيدة مريم العذراء

ويقال إن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس اتخذ تلك الأسود رمزاً له، وكان يزيّن بها المباني المملوكية، وما زالت تلك الأسود موجودة على بعض آثار المماليك في بلاد الشام

ويُذكّر محيط باب الأسباط بالتاريخ الذي مضى متعاقباً على الأمة العربية والإسلامية ؛ فعلى طرف الباب تحتضن مقبرة الرحمة رفات العديد من المجاهدين الذين شاركوا في الفتح العُمري والفتح الصلاحيّ للمدينة، ودفن فيها الصحابيان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهم جميعاً

كما أن الداخل من باب الأسباط الرئيس يصل إلى ما يعرف بـ«طريق المجاهدين»، حيث تقع في أحد البيوت على طرفه قبور بعض المجاهدين ممن شاركوا في جيش صلاح الدين الأيوبي لتحرير المدينة من الصليبيين

ومن التاريخ المعاصر المرتبط بباب الأسباط ، استشهاد عدد من الجنود الأردنيين جراء قصف مئذنة باب الأسباط ، إحدى مآذن الأقصى .

 وللمقدسيين ذكرى أليمة مرتبطة بهذا الباب   فمن خلاله اقتحمت الدبابات الاحتلالية الصهيونية وقوات المظلّيين الغُزاة بلدةَ القدس القديمة، في العاشر من يونيو 1967، لتعلن سيطرتها وعربدتها على المدينة وامتداداتها !!

ويعدّ باب الأسباط ، المدخل الشرقي الوحيد للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وللباب تاريخ طويل وهو من الأبواب التي حمل بين حجارته تاريخ المدينة ورفضها لكل الاعتداءات عليها، فهو أوسع الأبواب في المسجد الأقصى

وبُني باب الأسباط في العهد الكنعاني ، لكنه تعرّض إلى الخراب عدة مرات، حتى جاء القانونيّ وأعاد بناءه بطريقة فنية .. فهو أكبر الأبواب حجما يعلوه برج ثلاثي الاطراف وعلى جانبيه محرابان يعلوهما قوسان صغيران مدبّبان، أما الباب فتعلوه قوس كبيرة نقشت عليها الكتابة باللغتين العربية والتركية وتبيّن مُرَمِّم هذا الباب وهو السلطان سليمان القانوني والقائم على الترميم الحاج حسن آغا، بالإضافة الى وجود أسدين أعلى الباب

مؤسس باب الاسباط

لباب الأسباط لوحة كتابية تأسيسية توجد على الواجهة الجنوبية الداخلية وتبلغ مساحة هذه اللوحة 80 سم x 40 سم. وقد كتبت بخط الثلث العثماني وحالتها جيدة وان كان السطر الثاني يعاني من تآكل بعض الحروف. ونص الكتابة

أمر بإنشاء هذا السور المبارك مولانا السلطان سليمان بن سلطان سليم خان.. خلد الله ملكه بتاريخ في سنة خمس وأربعين وتسعماية

وأكد الدارسون على ان باب الأسباط أكثر مكان يمثّل معالم القدس التاريخية ، فبعد الدخول من باب الأسباط للداخل للبلدة القديمة من القدس، وبالقرب من ساحة الغزالي ، كشفت الأثار وجود حفرية أثرية لسبع عشرة طبقة تاريخية واضحة المعالم لتاريخ القدس والعصور التي مرّت عليها

وما يميز هذا الباب وقوعه بين ساحتين وفضاء خارجي رحب، فقبله ساحة كبيرة، وهي التي تجمّع المرابطون فيها ، ويفضي إلى ساحة كبيرة أيضا تصل إلى طريق الخان الأحمر وصولاً إلى طريق أريحا

لا بأس ! فالأُسود ما زالت رابضة لا تحرّك ساكناً، وأراها تحرس البوابة، كما اعتقد الصينيون والفراعنة، وبالتأكيد فإنها لن تنهش بأنيابها مَن يمرّ من تحتها .. وإن رأته وحيداً .. ما دام مُسالِماً

وتستقبل الغَرب، وتقصد المسجد الأقصى، فثمّة طريقان ، كما أشرنا ، الأول يُفضي إلى باب من أبواب المسجد ويحمل الاسم ذاته «باب الأسباط» ويَبْعُد عن باب الأسباط الأول ، الذي هو أحد أبواب المدينة ، خمسين متراً.. والباب الثاني تصله عبر طريق المجاهدين وهو باب حُطّة

طريق باب حطّة هذا نموذج لكل شوارع القدس القديمة ، شكلاً وسعةً وأقواساً وحجارةً وروحاً وريحاً..

وإن باب الأسباط أول أبواب السور الشمالى من جهة الشرق، ويبلغ ارتفاع الباب خمسة أذرع ونصف، ويعقب هذا الباب عبر الجهة الغربية رواق معقود طوله اثنان وسبعون ذراعا وعرضه ثمانية أذرع، يتصدره أربعة شبابيك مطلة على بركة الأسباط، والذى أخذ اسمه نسبة إليها، وموقع الباب فى الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد الأقصى ويلتقى مع سور المدينة وسور القدس، ونمط هذا الباب المعمارى تكمن فى فتحة عقد المدخل، وتم ترميمه عام 1817، ويعقب هذا الرواق ساحة أقيم عليها سبيل ماء من قبل السلطان سليمان ومدخل الباب يتشكل من عقد مدببة يؤدى إلى ساحة المسجد الأقصى، ويعقب رواق ساحة أقيم عليها سبيل ماء من قبل السلطان سليمان القانونى

سبيل  باب الاسباط (سبيل ستي مريم (943هـ/1536-1537م)

أنشئ سبيل باب الأسباط المعروف بسبيل ستنا مريم في عهد السلطان سليمان القانوني، في سنة 943هـ/1536- 1537م. وتطل واجهته الجنوبية على الشارع العام. وهو على بعد بضعة أمتار من باب الأسباط إلى الغرب كانت توجد كتابة تأسيسية بأعلاه، ولكن تلك الكتابة أُزيلت. وهي موثقة في بعض الكتب. وتماثل ما كتب على الأسبلة الأخرى

و"السبيل" هو عين ماء وما يلحق بها من متعلقات، وقد زودت بصنابير للمياه وهو مكان عام للشرب جعل ماؤه سقاية لعابري السبيل من قبيل صالح الأعمال ويعرفه البعض الآخر بأنه بناء صغير يخصص في الأماكن العامة وأركان الأبنية الدينية والمدنية للشرب

ويعود إنشاء أسبلة الأقصى إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، وجدد كثير منها أو استحدث في العصر العثماني بأمر من السلطان سليمان القانوني (926-974هـ/1520-1566م) الذي تميَّز عهده ببناء الأسبلة


وعلى يسارك ثمّة ساحة مستطيلة، كانت تُعرف بساحة الغزاليّ ثم صارت فضاءً لمندوبي وكالة الغوث «الأونروا» لتوزيع المُؤن في هذه الساحة ، على اللاجئين الفلسطينيين ، من سُكّر وطحين وزيت وصابون ومعلّبات وبودرة حليب وملابس مستعملة .. الخ

وتتحوّل هذه الساحة ، في الأعياد خاصة ، إلى ساحة للمراجيح، حيث يُقيمون أربع مراجيح في الأعياد الإسلامية والمسيحية، ويأتي الصغار ليشتروا اللهو والمرح فيها ، وما هي إلاّ خطوات حتى تصل باباً من أبواب الأقصى هو باب حُطّة، الذي أسماه الأجانب باب المغفرة، فتنفتح ساحات الحرم الشريف بساحاته وزيتونه ومصاطبه الطاهرة اللانهائية

وباب حُطّة من أقدم وأوسع أبواب المسجد الأقصى العشرة ، يقع على سور المسجد الشمالي ، وهو باب بسيط البناء مُحْكَم الصنعة ، مدخله مستطيل ، وتعلوه مجموعة من العَلّاقات الحجرية ، كانت فيما مضى تستخدم لتعليق القناديل وينفتح الباب على حارتين عربيتين إسلاميتين هما «حارة السعديّة وحارة باب حُطّة ، اللتين تشكلان الركن الشرقي الشمالي للبلدة القديمة ،

إضافة إلى «حارة باب الواد» الواقعة من باب حطّة إلى طريق الواد غرباً

ومن المعالم أيضاً ، من ذلك الدرب المؤدي لباب  حطة  للمسجد الأقصى  يوجد على يسار الزقاق   رباط  المارديني

الرباط المارديني ر 763هـ/1361م)

 الموقع باب حطة مقابل المدرسة  الكاملية  وشمال التربة  الاوحدية  على يمين الداخل  الى الحرم القدسي الشريف , اضاف مجير الدين (وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح  صاحب ماردين  , وشرطه أن يكون  لمن يرد  من ماردين , وقد  وقف  الدكتور كامل العسلي  على محضر ثابت  بوقفه , بتاريخ سنة  ثلاث  وستين  وسبعمائه 763

 وممن تولى  مشيخة  هذا الرباط  في سنة 1164 السيد  وفا اللطفي (س.ش. 237 ص 105)وبالخروج من المسجد الاقصى عبر باب حطة باتجاه الشمال، يمكن مشاهدة اخر محطات هذا المسار حيث يقع الرباط المارديني في الجانب الغربي من طريق باب حطة الى الشمال من التربة الاوحدية .

يتكون الرباط من مدخل يعلوه عقد مدبب يؤدي الى دركة (ممر موزع) توصل الى قاعتين كبيرتين معقود كل منها بقبو والى الغرب منهما يوجد غرفتان تستخدمان اليوم كحانوت. واما مؤسسا الرباط فهما سيدتان من مدينة ماردين من عتقاء الحاكم الارتقي صالح بن غازي الذي حكم 712-765/1321-1363. وقد اطلع مجير الدين على كتاب وقف الرباط الذي خصص لاقامة الزوار القادمين من الجزيرة الفراتية من مدينة ماردين. ومبنى الرباط بسيط تغلب عليه العمارة المحلية وهو الآن دار سكن، هذا وهناك وثيقة تثبت ان الرباط كان عامرا ببعض نساء اهل ماردين في عام 795/1392. 

 ومقابل ساحة الغزالي  في جهة المقابلة  تقع الصلاحية بروعة عمارتها ، ونقلاً عن  رسالة ماجستير في التاريخ   للإخت  رويدة  فضل  أحمد بكلية الدراسات العليا  في جامعة النجاح  الوطنية  عام 2015م :

ذكرت أن  الصلاحية  تقع في شمال  المسجد الأقصى  المبارك  في حارة المطوية  الشرقية بالقرب من السور الشرقي  للمدينة  عند باب الأسباط  إلى الشمال من طريق المجاهدين  أُقيمت  في موضع  بيت  القديسة  حنة  والدة  السيدة  مريم بنت عمران  أو مكان  قبرها  وذكرت رويدة   الرحالة  اللقيمي  عند زيارته للقدس  قائلاً(فمن جهة الشمال  المدرسة الصلاحية  بباب الأسباط  تعرف قديماً  بصند حنة  ثم صارت في الأسلام  دار العلم  يُقال  أن فيها  قبر  حنة  أم مريم  أنشأها  صلاح الدين الأيوبي  حين فتح القدس  ووقفها على السادة الشافعية (لطائف ص156).

وأضافت  رويدة أن الصلاحية  يحدها  من الشمال  طريق برج اللقلق  ومن الجنوب  طريق المجاهدين  ومن الشرق  طريق  برج اللقلق ومن الغرب  باب حطة  وقد شملت مساحتها على(3,550) دونماً واستحوذ ما هو مسقوف  على (1812متر مربع) وتشمل  ذلك مساحة  الكنيسة  التي بلغت (840متر مربع) والغرف  التي انتظمت  في محيطها (972متر مربع) وأما  المساحة غير المشمولة  بالعمران  والمتمثلة  بالحديقة  فقد بلغت  (1738 متر مربع )

 وتشير  الروايات  إلى أن صلاح الدين  بدأ باستثارة  علمائه (583هـ/1187م) في بناء مدرسة   للفقهاء  للشافعية   وقفها  لمصلحة المسلمين  وأوقف عليها  الأوقاف  الجليلة  وفوض تدريسها  ووقفها  للقاضي  بهاء الدين  أبو المحاسن  يوسف  بن رافع المعروف  بابن شداد (632هـ/1234م)  الذي حفظ  القرآن  في صغره  وأتقن  القراءات  والتفسير   وغالب كتب الحديث  ونال منصب  الفقيه  الشافعي .

 ويذكر أن تاريخ  وقف المدرسة  (13رجب )(588هـ/1187م) حيث إن صلاح الدين  اشترى من وكيل بيت المال  في القدس  الشيخ  محمد بن أبي بكر بن خضر  كنيسة  صند حنة . كما وأن  نص الوقفية  الذي ما زال  ماثلاً حتى اليوم  فوق  باب الكنيسة  مباشرة  منقوش  على حجر  بحجم (144سم=50سم) حيث نقش  بخط النسخي  الأيوبي البارز  وهو يتكون من  خمسة أسطر  ونص النقش :

 بسم الله  الرحمن الرحيم , وما بكم من نعمة  الله فمن الله هذه المدرسة المباركة  وقفها مولانا  الملك الناصر  صلاح  الدنيا والدين  سلطان  الإسلام  والمسلمين  أبي المظفر  يوسف  بن أيوب  بن شادي  محي دولة أمير  المؤمنين  أعزه الله  وأنصاره  وجمع له بين الدنيا  والأخرة  على الفقهاء  من  أصحاب  الإمام  أبي عبدالله  محمد بن إدريس  الشافعي  رضي الله  عمه  سنة ثمان  وثمانين وخمس مائة .

 ولايزال   النقش  الذي يعلو الباب  الرئيس للكنيسة  قائماً حتى يومنا هذا  فلم يحدث  عليه  أي من  عمليات  التغيير  أو التحريف  بالرغم من عودتها  كنيسة  عام (1856هـ/1316م)  ويعزي ذلك  إلى احترام  رعايا  طائفة  الأباء  البيض والقائمين  عليها  لصلاح الدين  الأيوبي  وأن النقش يمثل  جزأً من تاريخ  الكنيسة  حسب ما يتناولونه حتي اليوم

ومع المسير بضعة أمتار نجد مقبرة المجاهدين وتحوي رفات المجاهدين الذين قضوا  وبالجهة المقابلة يوجد باب الملك فيصل وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك وعلى جانبيه تقع المدرسة الأمينية  يقابلها البكرية .ثم تارة أخرى نجد يمنناً  عقبة درويش  ، ونرتقي لنهاية  الدرب  حيث المدرسة العمرية  ويقابلها عقبة درج صهيون

 وهنا تبدأ حارة أُخرى من حارات القدس