• 26 آب 2013
  • حارات مقدسية

يعد حي الشيخ جراّح الكائن شمالي القدس واحداً من بين أبرز الأحياء العربية التي بدأت تتشكل في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو يقع إلى الشمال من مدينة القدس على بعد حوالي نصف كيلو متر.
الحدود
الحد الجنوبي: مدرسة المطران وكاتدرائية سان جورج للطائفة (الإنجيلية) الأسقفية العربية والمدرسة الأمريكية للآثار الشرقية Institute of Oriental Researches Albright   وقد عرف موضع مدرسة المطران في العهد العثماني بكروم المطران، وهي جارية في وقف الحاج موسى الخالدي، وكانت قبل ذلك تعرف بكرم حينكات، في حين أنّ ما كان يعرف بكرم عتاّب هو الذي يقع اليوم عند شارع عمرو بن العاص ومكتبة الأستاذ فهمي الأنصاري الكائنة في موضع مطبعة جريدة الفجر المقدسية سابقاً .
الحد الشرقي: أراضي وادي الجوز، وفي هذه الأراضي كان يقع كرم وقف الظهيري المعروف بوقف الشيخ محمد بن ظهير الدين بن جماعة الخطيب ويليه أرض السمار .
الحد الشمالي: التلّة الفرنسية، وما يلي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من الشمال، وقد كان كل من كرم الباشا الكبير (أقيم على جزء منه فندق الأمبسادور) وأراضي المحمديات الشرقية (أقيم على جزء منها دار جارالله) وأراضي المحمديات الغربية (أقيم على جزء منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) تشكل جميعها الطرف الشمالي لحي الشيخ جراّح .
الحد الغربي: أرض وقف البسطامي التي بُني عليها قبل سنوات قليلة فندقان لليهود أحدهما باسم Olive Tre e   والآخر باسم Novatel ويجري حالياً بناء فندق ثالث .

أسماء الحي

كانت أبرز الأسماء التي أُطلقت على هذا التجمع السكاّني اسم حي الشيخ جراّح أو محلّة الشيخ جراّح، وحي الحسيني نسبةً إلى عائلة الحسيني بسبب بنائهم لعدد من القصور والمباني في هذا الحي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وحي النشاشيبي نسبةً إلى عائلة النشاشيبي التي أنشأ أبناؤها عدداً من القصور والمساكن بجوار بيوت الحسينية، وحي القناصل بسبب تجمع عدد كبير من القنصليات العربية والأجنبية في هذا الحي .

لمحة تاريخية

يُنسب حي الشيخ جراّح إلى حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراّحي أحد أمراء الناصر صلاح الدين الأيوبي المتوفى كما يشير مجير الدين في مدينة القدس في سنة 598هـ/1201م والمدفون في زاويته التي أوقفها شمالي القدس وعرفت به (1) ؛ لم يذكر مجير الدين أنه كان طبيباً أو جراّحاً، كما لم يتطرق إذا ما كان قد عمل بالبيمارستان الصلاحي، ثم أنه أضاف إلى كلمة الجراّح ياء النسب؛ لذا يرجّح أن نسبه يرجع إلى من كان يعرف بالجراّحي أو بابن الجراّح .

ويفيد صاحب اللُّباب أن الجراّحي يُنسب إلى أبي محمد عبد الله الجبار بن محمد ابن عبد الله بن أبي الجراّح المروزي الجراحي المتوفى في سنة 412هـ/1021م، وهذه النسبة بفتح الجيم وتشديد الراء وفي آخرها حاء مهملة (2) ، وتتحدث التواريخ عن أسرة عرفت بالجراّح حكمت فلسطين كلّها بما فيها مدينة القدس في حدود سنة 401هـ/1010م لمدة قصيرة جداً لم تتجاوز الثلاثة
أعوام استطاع من خلالها بنو الجراح الطائيين بقيادة أميرهم في القدس حساّن بن مفرِّج الطائي بإخراج زمام الحكم في فلسطين من سلطة الفاطميين  ويذكر الأنطاكي  أنّ أمير آل الجراّح سمح لنصارى القدس بإعادة بناء كنيسة القيامة التي كان قد أمر بهدمها الحاكم بأمر الله الفاطمي في سنة 400هـ/1009م، ثم أنه أي ابن الجراح ساهم بتكاليف إعادة بناء الكنيسة .
لقد أخذ المكان المحيط بالزاوية الجراّحية يعرف بحي الشيخ جراّح بعد أن شكّل منذ العصر الأيوبي مزارع وكروم زرعت بالأشجار الحمضية والكروم، وقد عرفت الناحية الشرقية منه في العصر العثماني بموارس الجواعنة (الجاعونية) نسبةً إلى عائلة الجاعوني المقدسية، وعرفت الناحية الغربية منه بأراضي النقاع التي امتدت في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي لتشمل كل من أراضي السقا وعمرتا والمحمديات الشرقية والغربية .
استمر المكان الذي أطلق عليه اسم حي الشيخ جراح عدة مئات من السنين مليء بالكروم والمزارع، وقد أنشأ ملاّك هذه المزارع في العهد العثماني قصوراً (مساكن محصّنة) ضماناً لأمن الأراضي الزراعية ولقضاء أوقات من الراحة بعيداً عن الأسوار المنيعة في القدس، ثم عرف الحي منذ أواخر العهد العثماني القصور الفخمة الكبيرة التي تنافس على بنائها كل من عائلتي الحسيني والنشاشيبي.
وعرف حي الشيخ جراّح عدداً من الوقفيات الإسلامية في العهد العثماني كان من بينها الوقف المعروف بالشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحيم الديري المؤرخ في شهر ربيع الآخر سنة 952هـ/1544م، وفي حادي عشر ربيع الأول سنة 954هـ/1547م، ووقف الشيخ عبد القادر بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن داود المقدسي المؤرخ في أوائل شهر شعبان سنة 1029هـ/1620م، ووقف الحاج محمد الصغير السعدي في شهر رجب سنة 1254هـ/1837م، فضلاً عن وقف الحاج محمد أمين الحسيني بأموال محمد زكريا زكي بك 
لقد أخذ عمران الحي في الاتساع في أواخر القرن الرابع عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي خصوصاً بعد ازدياد العمران في الأراضي التي اشترتها عائلة الحسيني صاحبة النفوذ والمال آنذاك في القدس، ويذكر كل من Ruth & Landman أنه كان يوجد في منتصف سنة 1308هـ/1890م إلى الجنوب من زاوية الشيخ جراّح ستة مساكن فقط، هي قصور يونس الحسيني، ورباح أفندي الحسيني، وسليم الحسيني، وقصر نسيبة، وقصر العفيفي
لقد استقطب حي الشيخ جراّح قبل العام 1967م عدداً من القنصليات العربية والأوروبية، وقد أغلقت قنصليات الدول العربية بعد سقوط القدس العربية تحت الإحتلال الإسرائيلي، وكانت القنصلية السعودية تقع جنوب فندق الأمبسادور، بينما كانت القنصلية المصرية تقع في مكان المقر السابق للصليب الأحمر الدولي   Red Cross ، في حين استقرت القنصلية العراقية في منزل السيد رشيد النشاشيبي، والقنصليتين اللبنانية والسورية بالقرب من القنصلية السعودية، وقد استقـرت عائلات مقدسية مختلفة في هذا الحي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عائلة جار الله، والمغربي، والإمام، والنشاشيبي، والحسيني، وغوشه، ونسيبة، وهندية، والعفيفي، والعيسى، والعسلي، وشرف، والعارف، وغيرهم .
واليوم يتميز حي الشيخ جراح بالهدوء وحُسن التخطيط حيث أبقت القنصليات الغربية مبانيها في هذا الحي، وازدهر بوجود الفنادق لا سيما فندق الأمبسادور، والمؤسسات البحثية لا سيما المدرسة البريطانية للآثار في القدس (مدرسة كاثلين كينيون لآثار القدس)، ومؤسسة مركز اسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون، ومستشقى مار يوسف (الفرنساوي) ومستشفى العيون، وغيرها، في مقابل ذلك ازدادت الهجمة الاستيطانية على أراضي الحي، فأُنشيء على أراضيه مجمع كبير لحرس الحدود الإسرائيلي وصودرت مباني عديدة تقع بالقرب من مغارة صديق السعدي وأصبحت سكناً للمستوطنين .
يتشكل حي الشيخ جراّح من عددٍ من الأراضي الوقفية التي أوقفت في العصور الإسلامية المختلفة، لا سيما الفترات التي تلت العصر الأيوبي في القدس، وقد اشتملت سجلات المحكمة الشرعية في القدس على وقفياتٍ عديدة لأراضٍ تقع ضمن حدود حي الشيخ جراح، كما أوقفت بعض الأراضي الكائنة داخل هذا الحي أكثر من مرّة فأطلق عليها اسماءٌ عدّة، وقد تعاقب على ملكية هذه الأراضي عدد من أبناء مدينة القدس والقرى المحيطة بها، حيث اشتهرت بمزارع الزيتـون والكروم والتفـاح والتين والخوخ والمشمش والسفرجل وغير ذلك .
ازداد الصراع على أراضي الحي منذ زمن الإنتداب البريطاني على فلسطين، وقد كان للحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك دورٌبارزٌ في التشجيع على تحبيس الأراضي المحيطة بالقدس منعاً من تسرّبها إلى اليهود، ويعد وقف الميرالاي محمد زكريا زكي بك خير دليلٍ على ذلك .
أوقاف عبد الرحيم الديري
عرف حي الشيخ جراّح عدداً من الوقفيات الإسلامية في العهد العثماني كان من بينها وقف القاضي الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحيم الديري في شهر ربيع الآخر سنة 952هـ/1544م والذي اشتمل على مزرعة لوز ومشمش وتين وزيتون، وأوقف القاضي الديري كذلك في 11 ربيع الأول سنة 954هـ/1547م مزرعة زُرعت بالزيتـون والعنب والتفـاح والتين والخوخ والمشمش، وإثني عشر قيراطاً من قصرٍ مبني بالحجر والشيد يقع في أرض المزرعة الموقوفة، وصهريج مخصص لجمع مياه المطر .
لقد جعل القاضي زين الدين الديري منفعة وقفه تؤول إلى نفسه ما دام حياًّ، ثم إلى ابن عمّه العلاّمة الشيخ كمال الدين أبي الفضل محمد بن الشيخ العلامة شرف الدين أبي الضياء موسى الديري الحنفي، ومن بعده يكون وقفاً على ذريته، فإذا انقرضوا يكون وقفاً على مصالح قبة الصخرة المشرفة وسماط الخليل .
وقف اليمانلي
في أوائل شهر ربيع الآخر سنة 952هـ/1544م أوقف الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة شيخ الإسلام شمس الدين محمد اليمانلي الداري الشافعي قطعة أرض تقع في الناحية الجنوبية الغربية من حي الشيخ جراّح تعرف بـ"سيدي جرّاح" وبـ"ابن اليبرموني" تشتمل على شجر لوز ومشمش وتين وزيتون
وقف أبناء رجب الزعيم (خلّة نوح  المعرفة بأراضي السقاّ وعمرنا
في 29 شعبـان سنة 978هـ/1570م أوقف  كل من أحمد ومحمد ابني رجب الزعيـم (18 قيراطاً) من أشجار متنوعة أبرزها بُطْم وزيتون تقع على جزء من أرض النقاع تعرف بأرض عمرتا وبالقطعة الوسطى، وقد ذكرت وقفية أبناء رجب الزعيم حدود هذه الأرض على النحو التالي: جنوباً قطعة أرض بيد أولاد القاضي نجم الدين بن حامد ، وشرقاً الطريق السلطاني، وشمالاً قطعة أرض بيد ورثة محمد بن أرغون، وغرباً قطعة أرض بيد ورثة حسن بن عميرة .

أخذت هذ الأرض تعرف فيما بعد بخلّة نوح وأحياناً أخرى بأراضي السقاّ وعمرتا بدلاً من عمرتا والقطعة الوسطى، وهي تقع شمالي حي الشيخ جراّح بالقرب من أراضي المحمديات محاذية لمعسكر (مدرسة) البوليس البريطاني في الجبل المدور ولأرض جار الله حيث دار الشيخ حسام الدين أفندي جار الله، وقد أُنشيء على جانبٍ منها مدرسة عبد الله بن الحسين، وعرفت أرضي السقا وعمرتا كذلك بدءاً من سنة 1290هـ/1873م بأراضي وقف الصخرة المشرفة .  
استأُجرت هذه الأراضي من قبل السيد عمر أحمد علي شحادة صيام في شهر كانون الثاني سنة 1332هـ/ 1919م، وشرع عدد من أصحاب الأراضي الكائنة في خلّة نوح باستبدال قطعهم بقطعٍ أخرى حين ظهرت محاولات حكومة الإنتداب البريطاني استملاك أراضي خلّة نوح (السقا وعمرتا

وفي 23  رجب سنة 1934م الموافق 30 تشرين الأول سنة 1934م تقدّم شخص يدعى فهد حمدان يعمل موظفاً في المجلس الإسلامي الأعلى للمجلس بطلب استبدال أرضه الكائنة في أرض السقا وعمرتا المعروفة بوقف الصخرة، وقد نشرت الجريدة الرسمية  في 20 جمادى الثانية سنة 1366هـ الموافق 11/ أياّر / 1947م عدد 1571 صفحة 666 قراراً عسكرياً يقول بإستملاك إحدى القطع الواقعة في أراضي حي الشيخ جراّح تحمل الرقم 30096 وتبلغ مساحتها 5.500 متراً مربعاً
لقد بلغت مساحة أرض (خلّة نوح) السقا وعمرتا كما تذكر وثائق من مخلّفات الأوقاف الإسلامية في القدس حوالي 17.500 متراً مربعاً تشتمل على ثلاث قطع هي 30096 – 30097 – 30098 بالرغم من أنّ إحدى وثائق الأوقاف الإسلامية في القدس مؤرخة في سنة 1940م تفيد أنّه لا يمكن الفصل بين أيٍّ من أراضي عمرتا والسقا كونها كانت في الأصل قطعة واحدة، ثم أُنشيء على القسم الجنوبي منها حيث خلّة نوح بعد سنة 1967م مجمعاً كبيراً لحرس الحدود الإسرائيلي .

وقف الشيخ عبد القادر بن أحمد بن داود المقدسي

يعرف هذا الوقف بأراضي المحمديات الشرقية والغربية وهو يقع في الجانب الشمالي والشمالي الغربي من حي الشيخ جراّح، وتُقسم إلى المحمديات الشرقية، والمحمديات الغربية، ويقوم اليوم فوق أرض المحمديات الشرقية منزل عائلة جار الله المقدسية، في حين يقوم اليوم فوق أرض المحمديات الغربية وكالة غوث.
وتشغيل اللاجئين الفلسطينين غربي ملعب عبد الله بن الحسين، وإلى جوارها كان يقع معسكر (مدرسة) البوليس البريطاني، وأرض حسن أفندي الصلاحي، وقد أقيم المعسكر البريطاني قبل تاريخ 13/رجب/1353م الموافق 21 تشرين الأول سنة 1934م

   المحمديات الشرقية
في أوائل شعبان سنة 1029هـ/1620م أوقف الشيخ عبد القادر بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن داود المقدسي (16 قيراطاً) من الأراضي المعروفة بالمحمدية الشرقية الواقعة على الجزء المعروف بأراضي النقاع في حي الشيخ جراّح، وقد اشتملت هذه الأرض كما وصفتها الوقفية على شجر تين وزيتون وسفرجل وعريشة محمولة على جدار للتظلل من أشعة الشمس وغير ذلك . وكان الشيخ عبد القادر بن أحمد بن داود قد اشترى هذه الأرض وفق مراحل مختلفة بدءاً في 12 ربيع الآخر سنة 1017هـ/1608م، 12 جمادى الآخرة سنة 1017هـ/1608م، 19 جمادى الآخرة سنة 1017هـ/1608م، 8 ربيع الأول سنة 1024هـ/1615م، وكانت حدودها وفق النحو التالي: جنوباً كرم بيد الواقف ومن يشركه، وشرقاً درب الكرامية وتمامه الدرب السالك، وشمالاً كرم الدريهم، وغرباً كرم المحمديات الغربية .

المحمديات الغربية
أوقف الشيخ عبد القادر في أوائل شعبان سنة 1029هـ/1620م (14 قيراطاً ونيّف) من أراضي المحمديات الغربية المشتملة آنذاك على كروم عنب وشجر تين وسفرجل وزيتون وعريشة محمولة على جدار للتظلل من أشعة الشمس وغير ذلك، وكان الشيخ عبد القادر قد اشترى هذه الأرض وفق مراحل مختلفة بدءاً في 12 ربيع الآخر سنة 1017هـ/1608م، 12 جمادى الآخرة سنة 1017هـ/1608م، 9 جمادى الأولى سنة 1019هـ/1610م، 5 صفر سنة 1023هـ/1614م، 13 ذي الحجة سنة 1023هـ/1614م، 8 ربيع الأول سنة.

1024
هـ/1615م، 11 شعبان سنة 1028هـ/1619م، وقد كانت حدودها على النحو التالي: جنوباً غراس بيد الواقف وتمامه غراس بيد صالح المؤذن، وشرقاً أرض المحمديات الشرقية، وشمالاً قطعة الدريهمية وبجوارها أرض موقوفة على مصالح النبي موسى، وغرباً وقف النبي موسى .

وتذكر إحدى وثائق الأوقاف المؤرخة في سنة 1924م أنّ قطعة الأرض المعروفة بالمحمديات (نمرو 164) هي أرض ملك بموجب "قوجان طابو" مؤرخ في أول حزيران سنة 1325 رومي

أرض كرم النقاع

تقع أرض النقاع جنوبي أراضي المحمديات الشرقية والغربية غرب وشمال غرب زاوية الشيخ جراّح، وتعرف كذلك بأرض المقاع وأرض الجراّحية،ويبلغ مساحتها حوالي (12 دونماً) مقسمة إلى ثلاثة قسائم من حوض التسوية الأردني رقم (5)، وقد أوقفها الشيخ عبد القادر بن أحمد بن داود المقدسي في أوائل شهر شعبان سنة 1029هـ/1620م ، وكانت تشتمل وفقاً لكتاب الوقف على كروم عنب وأشجار زيتون وصهريج لتخزين ماء المطر، ويذكر سليمان درويش حجازي أحد الملاك المقدسيين والمهتمين بقضايا الأراضي أن محمد وإبراهيم معوه الصغير السعدي أوقفا في أوائـل شهر صفر سنة 1229هـ/1813م (17 قيراطاً) من هذه الأرض، في حين يوجد كذلك نص وقف لـ 18 قيراط من هذه الأرض مؤرخ في سنة 1254هـ/1837م يحمل اسم الحاج محمد معوه الصغير السعدي.

عرفت ثمانية دونمات من هذه الأرض في سنة 1310هـ/1893م بكوبانية أم هارون أو كوبانية سارة بعد أن استأجرها أحد اليهود لمدة محدودة (9) ، وتشير   وثيقة من مخلفات الأوقاف الإسلامية في القدس مؤرخة في 2 صفر سنة 1310هـ الموافق سنة 1891م أن عبدربه بن خليل بن إبراهيم معوه السعدي هو المتولي على هذا الوقف .
 8 إحياء التراث،ملفات وقف أرض النقاع؛ استحدثت السنة الرومية (المالية) في سنة 1209هـ وأصبحت تستخدم لضبط ميزانية الدولة العثمانية، وعرفت السنة الرومية بالسنة المالية، وتبدأ في أول نيسان وتنتهي في 31 أيار، ونجد اليوم فرقاً بين           

كرم المفتي

يقع كرم المفتي في الناحية الشمالية الشرقية لحي الشيخ جراح، وقد نسب الكرم إلى مفتي القدس السيد طاهر أفندي بن مصطفى الحسيني (1258هـ/1842م – 1326هـ/1908م) .

كرم الباشا الكبير

يقع كرم الباشا الكبير في حي الشيخ جراّح في الموضع الذي يقع عليه اليوم فندق الأمبسادور ومستشفى العيون (القديس يوحنا) والمستشفى الفرنساوي (مار يوسف)، وقد عرف قسم من هذا الكرم في عهد الإنتداب البريطاني بكرم راغب النشاشيبي، وقد شكّل جانب من كرم الباشا الكبير حيث يقع اليوم فندق الأمبسادور في الخمسينيات من القرن العشرين معسكراً للحرس الملكي الأردني .

أرض كرم التل

زرعت أرض كرم التل بأشجار الزيتون، وهي عبارة عن قطعة أرض تحمل الرقم 16 حوض 90 وتبلغ مساحتها (4970متراً مربعاً) جارية في وقف الصخرة المشرفة، وقد استأجرتها عائلة شحادة من لفتا في سنة 1328هـ/1909م، ثم استأجرتها كل من جريدة القدس وجمعية المكفوفين العربية بعد أن أوقفها زكي بك. .
الزوايا مقابر والترب التاريخية
يوجد في حي الشيخ جراح عدد من المواقع التي عرفت تاريخياً بأنها تضم رفاةً لأولياء أو مجاهدين أو مشاهير، ومن أبرز هذه المواقع الزاوية الجراّحية التي تضم رفاة حسام الدين الجراّحي، إضافةً إلى عددٍ من القبور والمقامات التي يرجع تاريخها إلى مختلف مراحل العصور الإسلامية المتأخرة .

ويعد مقام الشيخ صديق السعدي والذي يرجع إلى منتصف العهد العثماني أحد أبرز مقامات الأولياء الصالحين في هذا الحي، بينما يحد الزاوية الجراّحية من الجنوب مقبرة صغيرة المساحة أرضها من أملاك عائلة الحسيني في القدس تشتمل على قبور بعض رجالاتهم، وكان مجير الدين العليمي (900هـ/1494م) قد تحدث عن وجود تربة قديمة تقع جنوبي الزاوية الجراحية قال إنها ترجع لعددٍ من أتباع الشيخ الجراّح، ولا يعرف على وجه الدقة إن كانت أرض المقبرة الحسينية هي نفسها المقبرة التي كانت تضم رفاة أتباع الجراّحي، فهي تشتمل على ستة قبور مختلفة الأشكال بعضها كما أشرنا سابقاً لعائلة الحسيني في القدس.

الزاوية الجراّحية

تقع الزاوية الجراّحية على بعد حوالي كيلو متر شمالي القدس القديمة بالقرب من فندق الأميريكان كولوني في الجانب الشرقي من طريق نابلس، وتعرف بأسماء مختلفة منها تربة الشيخ جراّح، وزاوية الشيخ جراّح، وقد أنشئت في الفترة ما بين 583هـ/1187م – 598هـ/1201م (1) ، وتألفت موقوفاتها \من مجموعة من العقارات نذكر منها 19 قيراطاً من قريتي بيت عطار السفلى والفوقا، وقطعة أرض تعرف بالجراّحية بالإضافة إلى حراج أشجار وكروم