• 26 حزيران 2016
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم :  د سليمان غوشة

 

ان شهر حزيران بكل ذكرياته القاتمة ، وبدرجات حرارته القياسية هذا العام ، لم يمنع الألوف المؤلفة من المصلين ، من الحج الى أولى القبلتين ، وثاني المسجديين وثالث الحرمين الشريفين، تهادوا اليه منذ ساعات الصباح الباكر أفرادا وزرافات، ومن كل حدب وصوب ، ومن كل الفئات العمرية ، رجالا ونساءا مهللين مكبرين، هذا أقصانا، وهكذا سيبقى !!

في هذة الجمعة ولله الحمد(دائماً وأبدا) لم تشهد حالات تشوية لاعمدة  وبوابات الأقصى، كما في الجمع السابقة من المراهقين وتحديدا المراهقات حول مسجد قبة الصخرة، ودون البحث عن الأسباب ، هل هو زيادة في الوعي ، ام انتباه أفراد حفظ النظام ! ام عدم توفر الفرصة والوقت ! ام كل هذا وذاك معا، المهم اننا حافظنا على أعمدتنا الأموية كما يجب ، وذلك اضعف الإيمان

في هذة الجمعة كما في سابقاتها اختلط الحابل بالنابل، في مناطق خلف الجدار والحواجز،سيارات متروكة على قارعة الطريق دون اي اعتبار لأخلاق او دين او خوف، وعيون السلطة مركزة على دوار المنارة واكناف المقاطعة فحسب  متحملة ذم جل المصلين على اعتبار ذلك تقصيرا عن سبق إصرار ، ولا دخل للاحتلال به لا من قريب ولا من بعيد، والا فلم يستطيعون نشر قواتهم في نفس تلك المناطق لحفظ النظام لبعض مباريات كرة القدم ، ولا يفعلون لصلاة جمعة في رمضان.....

 في هذة الجمعة،حضرت وتواجدت بعض فرق الإسعاف من الضفة الغربية،بل ومن مخيماتها،فكان لمخيم الجلزون  وجود في ساحات الأقصى ،مساندا للفرق المقدسية وفيلق المتطوعين من ضباط وضابطات الإسعاف،،

 في هذة الجمعة ، حاولت بعض القوى السياسية استعراض عضلاتها كما في أعوام سابقة،عبر رفع شعاراتها وإعلامها ناسيين ومتجاهليين المطالب والإجماع بضرورة تحييد الأقصى عن الصراع بين القوى،خوفا من ان يتحول صراعهم وتسابقهم هذا الى ذريعة لتدخل الطرف الاخر،والعيون منصبة الان للجمعة الاخيرة من رمضان، ترقبا وخوفا من رد قوى سياسية اخرى، بشعارات وبوسترات تحول الأقصى والمصاطب والبوابات الى لوحات إعلانات 

  في هذة الجمعة،وطيلة الأسبوع المنصرم،لم نسمع او نقرا اي تصريح او اعتذار  او تفسير من القائمين على الترتيبات بالأقصى على ظاهرة(طيران) احدى معرشات الوقاية من الشمس والمنصوبة بساحة قبة الصخرة المشرفة، هذا الطيران والذي ادى لإصابة بالغة لساق احدى المصليات في الجمعة الثانية من رمضان، ولولا جهود المنقذين وإسعاف الهلال الذى سارع لنقل المصابة الى المستشفى لما مرت الامور على خير

 ومعلوم بان القائمون على التجهيزات يدفعون وفي كل عام مبالغ ليست بالقليلة لنصب وتجهيز وربما تثبيت تلك المعرشات،الا أننى وغيري قد لاحظنا ان بعضها مثبت هذا العام ،ليس بقواعد إسمنتية،بل،بمحاولة تثبيتها بوضع بعض لفائف الألواح الرصاصية الغالية الثمن والتى ولا شك نحتاجها للترميم ومنع الدلف، بل ان بعض المعاشات متروكة لقدرتها دون وضع المرابط الضرورية، وفي هذا خطر جم على المتواجدين

  في هذة الجمعة ايضا،لم نجد احدا من علية القوم،يصلى مع جموع المصلين(العاديين) ،بعضهم ان حضر للصلاة يسارع لالتقاط بعض الصور مع المسجد القبل او قبة الصخرة،او ربما مع بعض المسعفين ورجال حفظ النظام،اما الصلاة فتكون في ركن الV I P.  في القبة النحوية لمن لا يدرى،  في هذة الجمعة،قامت لجان الأحياء بعمل رائع للتنظيم والتسهيل على المصلين،فكان الشباب على كل مفارق وتفرعات الأحياء والشوارع،ليوجهوا جموع المصليين الى اقرب الطرق وأقلها ازدحاما،شباب حارة السعدية مثلا،نشروا الكراسى على طول الطريق العابر لحيهم،ليتمكن المارة من هناك من الاستراحة،ولمنع الاختناقات على باب الساهرة،ووضعوا عديد صنابير المياة لاغتسال المارة ورشوهم برذاذ الماء وفتحوا جامع الماذنة الحمراء لغرض استعمال الحمامات  شباب واد الجوز،اخذوا على عاتقهم تنظيم حركة السير في كل مفارق المنطقة الصناعية مما سهل حركة الجميع محليين وزائريين وخاصة ان قوات الأمن،غالبا ما تترك المكان مع وقت صلاة العصر،فتعود الفوضى لتحتل المكان

 في هذة الجمعة،وما بين صلاة الجمعة والعصر،وجنوح عدد ليس بالقليل للنوم وخاصة في المسجد المرواني محتلا مسافات اكبر مما يحتاج المصلى العادي للصلاة وفي احيانا اخر للنوم على درجات ومداخل المسجد،وفي هذا تضييق على الأخرين،وناشرا روائح مكانها ليست المساجد، في ظل عدم تفكير ايضا من القائمين بإمكانية وضع معطر وبخاخات مزيل الروائح، اللهم الا اذا كان خوفا من تحسس بعض المصليين،في ظل هذة الظاهرة لم يكن لنا الا الصبر ، ودعوة النيام الى ضرورة تجديد الوضوء وقد غلبت علينا حيلتنا 

  اللهم تب علينا،واجعلنا ممن يحسنون التدبير