• 30 تشرين الثاني 2016
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : ماهر ابو طير

 

مؤلم جدا، ان يعجز اكثر من مليار مسلم، في هذا العالم، من منع اسرائيل، عن ممارساتها، التي وصلت حد منع الاذان في فلسطين المحتلة، وتغريم اي مسجد يرفع الاذان، غرامة تصل الى مئتي دولار.

كيف يمكن لهذا الاحتلال الجاهل ان يعتبر ان بامكانه محو هوية فلسطين، الدينية والتاريخية والثقافية و الانسانية، عبر تصرفات كثيرة، من بينها منع رفع الاذان، فهذا المحو مستحيل جدا لاعتبارات كثيرة.

تلك المراهنة على عجز أمة بأكملها، مراهنة قد تنجح مؤقتا، كما في ردود امة باكملها على قصة منع الاذان،  لكن لايمكن لاسرائيل ان تعيش طوال عمرها، وسط هذا الخطر، ووسط امة كبيرة تعتبرها جسما غريبا، لابد من استئصاله يوما ما، وهذه هي الحقيقة التي تتعامى عنها اسرائيل.

في هذه الدنيا، رأينا احتلالات ذكية، فالاحتلال على رغم عدم مشروعيته الا انه في حالات معينة يتصرف بذكاء، لكن الاحتلال الاسرائيلي، يتسم بغباء شديد، فهو يراهن على القوة، وعلى ضعف العالمين العربي والاسلامي، وهذه مراهنة مؤقتة، لن تستمر الى مالانهاية.

المثير هنا، ان اسرائيل تستثمر في النهايات، التي ستكون دموية جدا، خاصة، حين يصل الغرور بهذا الاحتلال، ظنه ان بالامكان، منع الاذان في كل فلسطين، وفي القدس، حصراً، والسعي لاحقا، لتهديد ذات المسجد الاقصى، اضافة الى مانراه من تهديد للبنية الاجتماعية، وتهويد المدن، وسرقة الارض، وبناء المستوطنات، وتشظية الشعب الفلسطيني.

هذا المشروع يحمل بذور الفناء في داخله، وحتى اولئك الذين يخططون لاسرائيل لايدركون هذه الحقيقة، اي اسباب النهاية، التي يغذونها في بنية الكيان، اتكاء على عوامل عدة، داخل فلسطين، وخارجها.

لدينا ادلة كثيرة، على ان هكذا اسباب ستقود في النهاية الى مصير سيئ لكل هذا المشروع، حتى لو نجح مؤقتا، خاصة، ان لاثوابت يمكن الوثوق بها طوال العمر، والمتغيرات لاتغيب، وهي كفيلة بتغيير كل المعادلات، وهذا كان حال احتلالات اقوى من اسرائيل ذاتها.

اسرائيل حين يصل بها الصلف والتكبر الى الدرجة، التي تعتبر الاذان مجرد صوت مرتفع يزعج المستوطنين، عليها ان تتوقع مالم يكن في الحسبان، فالوصول بالاحتلال الى هذه الدرجة من القباحة، بعد سفك الدماء، وتشريد الابرياء، يعني ان القوة تقترب من حافتها، والذي يقرأ تاريخ الاحتلالات في العالم، يدرك ان نهاية كل احتلال، كانت تأتي مباشرة بعد وصوله لاعلى درجات الطغيان في تصرفاته، فلا قوة مطلقة في هذه الدنيا، واي قوة لها عمر محدد، ومؤشرات على الاستمرار والنهاية ايضا.

علينا ان نثق ان هذا المشروع، لن يبقى طويلا، واننا برغم حالة الضعف التي نعيشها، الا ان نهاية اسرائيل آتية، يوما ما، فهي جسم غير طبيعي، يصر على ان يتمدد بكل القبائح التي يفعلها، والتي آخرها منع الاذان، وصولا الى ماينتظر الاقصى، وماعاشه الناس، من خسائر يدمى لها القلب على مدى ستين عاما.

كل قرار منع الاذان في فلسطين، يستهدف حصرا المسجد الاقصى، فذات الاحتلال تعايش مع الاذان وصوته على مدى ستين عاما، فلماذا تذكر الان صوت الاذان، الا اذا كان هناك مخطط قريب ضد الاقصى حصرا، يراد تمريره تحت هذه المظلة، وهذا يقول للجميع، ان المستهدف الاساس، هو الحرم القدسي، بشكل يتجاوز كل قصة الاذان؟!