• 15 نيسان 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : ماهر ابو طير 

 

يقتحم عشرات المتطرفين اليهود، باحات المسجد الاقصى يوم الاربعاء، بحماية الشرطة الاسرائيلية، وفي ذلك الوقت يدخل آلاف السياح، بملابس فاضحة، الى ذات الحرم، وبحماية الشرطة الاسرائيلية، ايضا، دون ان تتم مقابلة هؤلاء، عربيا، الا بتصريحات صحفية.

يومان فقط، بعد الاقتحام، ويتم طعن امرأة، في القدس، اي امس الجمعة، واسرائيل تريد تلوين الحادث، فتقول ان القتيلة، بريطانية، في رسالة الى البريطانيين والاوروبيين، ان هذه ليست اسرائيلية، وان العرب في القدس، يقتلون عشوائيا

لا اريد ان اربط بين الحادثين مباشرة، لكن كل حوادث الطعن، في القدس، جاءت بعد تحرشات اسرائيلية، بمنطقة الحرم القدسي، والذي يعود الى تواريخ الحوادث، سوف يكتشف ان اغلبها وقع بعد اقتحامات للمسجد الاقصى، فاسرائيل لايمكن لها، ان تقتحم المسجد الاقصى، وتنتظر سكوتا كاملا داخل مدينة القدس

الاقتحامات لم تتوقف، وهي تجري على مراحل، والاسوأ من الاقتحامات، التي تريد نزع الصفة الدينية الاسلامية عن الحرم القدسي، عبر اظهار اشارات يهودية، السماح للسياح الاجانب، من كل دول العالم، بالدخول بملابس فاضحة، او غير مناسبة لقدسية المكان، والقصد هنا، تحويل المكان من رمز ديني، له قواعده عند المسلمين، الى موقع اثري، مثل اي موقع اثري آخر في هذه الدنيا

شهادات المقدسيين تتحدث عن سياح يأتون دوما بحماية الاحتلال الاسرائيلي الى المسجد الاقصى، وملابسهم اساسا، لاتراعي كون المكان له خصوصيته، وهذه احدى محاولات اسرائيل نزع الصفة الدينية الاسلامية عن الحرم القدسي، فإذا كان اليهود يقتحمونه يوميا، والسياح الاجانب يدخلونه ايضا، بملابس غير محتشمة، وغير مناسبة، واذا كان الاذان بات ممنوعا، فكم يتبقى من سمات الموقع الدينية الاسلامية، سوى الصلاة داخل المسجد

كل ما تريده اسرائيل، تمييع هوية المكان الدينية، وشطبها، فاليهود يقتحمونه، باعتباره يخصهم،والسياح بوعي او جهل، يدخلونه وكانهم يدخلون احد اثار ايطاليا او اليونان، بملابسهم غير المحتشمة، والخلاصة، محاولة تشويه هوية المكان، ونزع القداسة، عنه، امام هكذا ممارسات، وليسأل المتابعون المختصون، وسيعرفون ان هناك انفلاتا في الحرم القدسي، على مستويات كثيرة، تؤدي مجتمعة الى تحويله الى مجرد موقع اثري عادي، دون قداسة، ودون أي معايير أوحساسيات 

عن الدستور