• 19 أيلول 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : خيري منصور

 

المشهد الذي انغرز في عيوننا كالشوك ونحن نرى اعلام اسرائيل تخفق في سماء كردستان قبل ان يحدث الاستفتاء وتصبح دولة، اعادنا الى الماضي بكل ما تعج به الذاكرة من اشباح، وبالتحديد ما قاله هنري كيسنجر في مذكراته عن استخدام الورقة الكردية للضغط على الدولة العراقية خصوصا بعد عام 1973وقبول العراق بما سمي فك الاشتباك ! 

والسؤال هو كيف وجدت النجمة السداسية مكانا في ذلك الفضاء، وهل هو استفتاء حول استقلال كردستان ام اسرائيلستان ؟

للوهلة الاولى بدت المسيرات كما لو انها في تل ابيب او حيفا المحتلة، اما الهتافات فلم نسمعها جيدا ولو سمعناها لكنا بحاجة الى من يترجمها فوريا الى العربية .

ان كل ما اعقب احتلال العراق منذ اربعة عشر عاما هي في عمرها الحقيقي اربعة عشر قرنا هو من محاصيله، بل من اهدافه، وبرايمر الذي سمي حاكما مدنيا اول ما جرب خبرته فيه هو الجيش العراقي، وحلّه ذلك الجيش الذي حارب في معارك العرب كلها، وتحتفظ الجغرافيا الفلسطينية المقدسة له بمقبرة يحرسها التين والزيتون والزيزفون !

كان تشطير العراق واعادة رسم تضاريسه وخطوط طوله وعرضه طائفيا وعرقيا وجهويا هو رهان الاحتلال، حتى قبل حدوثه بربع قرن، ويمكن لمن نجوا من الزهايمر السياسي العودة الى تقارير بول فولفويتس عام 1979 عندما كان نائبا لوزير الدفاع الامريكي، فهل ما شاهدناه كان في كردستان ام في اسرائيلستان ؟ وهل هذا هو مشهد القطفة الاولى من حصاد الاستقلال ؟ 

ان وطنا يشغل ما يقارب العشرة بالمئة من هذا الكوكب وفيه خمسة بالمئة من سكانه لا يسمح له بالبقاء على قيد ذاكرته ووحدته ونشيده، لهذا كان لا بد من تحويله الى كسور عشرية وجمهوريات موز وجوافة ومطاط !!

 عن الدستور