• 10 تموز 2018
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : ماهر ابو طير 

                                                                              

صيغ مختلفة، تم تسريبها حول وصفة الحل السياسي، التي أعدتها واشنطن، للقضية الفلسطينية، وكل الصيغ أسوأ من بعضها البعض، ولا يمكن لأي منها ان تنجح او تمر.
لم تعلن واشنطن حتى الان عن صيغتها النهائية، ولا تزال المنطقة تنتظر ما ستعلنه واشنطن، كما ان العواصم العربية التي على صلة بهذا الملف، اضافة الى ان الفلسطينيين لم يسربوا تفاصيل نهائية، او على الاقل، الى اين وصلت الاتصالات بشأن هذه التسوية المفترضة؟!.
هناك تفاصيل اخطر، تتعلق بوجود خلية سرية تشارك بها اطراف فلسطينية واسرائيلية وعربية واميركية، بخصوص الحل النهائي، وان هذه الخلية تجتمع من اجل الوصول الى صيغة مثلى بعيدا عن اعين السياسيين والاعلاميين.
لا احد يستطيع تأكيد هذه المعلومة، لان المعروف هنا، ان النفي سيكون سيد الموقف ازاء هذه المعلومات، لكننا نريد بشكل واضح، اعلانا حول ان لا مفاوضات سرية تجري، ولا اتصالات تتم بعيدا عن الاعين، وانه لا توجد هناك محاولات للوصول الى تسوية واعلانها بشكل مفاجئ، بعد الوصول اليها، بعيدا عن كل شعوب المنطقة.
تكرار نموذج اوسلو، من حيث السرية، ثم الصدمة والمفاجأة، أمر خطير في هذه المرحلة، اذا كانت هناك خلية سرية، حقا، ام اذا كانت هذه ايضا، من ضمن التسريبات، توطئة للحل، وللايهام بوجود توافق، فهذا امر لابد من توضيحه بشكل لا يقبل اللبس أو التأويل، كما ان الفرق كبير، بين الاتصالات السياسية، والمفاوضات السرية.
في المعلومات التي ينشرها الاعلام الاميركي والفرنسي والبريطاني، تفاصيل كثيرة، حول ما يسمى صفقة القرن ومن كثرة النشر، وعدم حدوث اي تطورات علنية، بات هناك يقين ان هذه الصفقة مجرد وهم، وان لا جذر لها على ارض الواقع، لكن هذا الرأي يخفي خلفه فشلا دبلوماسيا اميركيا، في حقيقة الحال، وهو فشل يرتبط بعدم قدرة واشنطن على تمرير حلولها، خصوصا، مع التأكيدات ان عواصم عربية مثل عمان والقاهرة، نصحت واشنطن بعدم اشهار هذا الحل، بصيغته التي تم الاطلاع عليها، لاستحالة تنفيذ هكذا صيغ، وهكذا حلول، لاعتبارات كثيرة.
سقف العرب، كان سابقا، كل فلسطين، فيما سقفهم اليوم، وصل الى اقناع الاسرائيليين فقط بالجلوس الى مائدة التفاوض، وهذه مهزلة تتعمق يوما بعد يوم لاعتبارات كثيرة، بما لا يبشر اساسا بالخير على صعيد القضية الفلسطينية وتعقيداتها، واهم ملفاتها التاريخية.
منذ اليوم، نريد من العواصم ذات الصلة، اضافة الى الفلسطينيين، ردا على أمرين، اولهما هل هناك مفاوضات سرية، تجري بين كل الاطراف بعيدا عن الاعين؟ وثانيهما، هل انتهت صفقة القرن، ام انها لا تزال محتملة، وبالتأكيد لدى كل هذه الاطراف اجابات واضحة؟!

 عن الدستور