• 13 تموز 2018
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : رشيد حسن 

  

 

ملاحظات مهمة، وربما هي الاهم في سياق متابعة الاحداث والتطورات الخطيرة، التي تعصف بالارض المحتلة، وخاصة ارتفاع وتيرة العدوان والاستيطان، وحرب التطهير العرقي، والتي تبلغ ذروتها هذه الايام، في اصرار العدو على هدم قرية الخان الاحمر وترحيل اهلها، كما فعل في قرية العراقيب «127» مرة، وام الحيران وابو نوار، ومسافر يطا...الخ.

وبوضع النقاط على الحروف..

فلا يمر يوم الا ويقوم العدو الصهيوني فيه، باستباحة المسجد الاقصى المبارك، والاعتداء على اهلنا المرابطين والمرابطات وطلاب العلم، ولم يكتف بذلك، بل قرر الارهابي نتنياهو مؤخرا، السماح للوزراء وأعضاء الكنيست بزيارة الاقصى، أو بالاحرى السماح لهم بتدنيسه.

هذا العدوان الممنهج السافر على أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، يعني بصريح العبارة، أن العدو يعمل على تنفيذ رؤيته التي يؤمن بها وهي:

هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه..

فالاقصى- يا سادة - في نظر الصهاينة مقام في «الحوض المقدس» مكان الهيكل.. وهذا يدفعنا الى التذكير، بمطالب «يهودا باراك» رئيس وزراء العدو الاسبق في محادثات «كامب ديفيد 2»مع الرئيس الشهيد ابو عمار، بحضور الرئيس الاميركي الاسبق كلينتون..

اذ طالب باراك بتقسيم الاقصى بين المسلمين واليهود، مطالبا بان يكون ما تحت المسجد ملك لاسرائيل.. وما فوق المسجد ملك للمسلمين، وهو مطلب عجيب غريب.. يكشف حقيقة اطماع العدو، وحقيقة أهدافه، واسباب مماطلته في الاستجابة لشروط واستحقاقات العملية السلمية، والتي تنص على الانسحاب من الاراضي المحتلة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية..

وهذا ايضا... يقودنا الى التذكير بمقولة ابن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني:

« لا مكان لاسرائيل بدون القدس، ولا مكان للقدس بدون الهيكل».

ان استعراضا سريعا لجرائم العدو في الاقصى والقدس، يؤكد ان العدو يعمل على تنفيذ وصية «ابن غوريون».. ويعمل بموجب ذلك على فرض الامر الواقع، وهو تقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين، على غرار ما حدث للمسجد الابراهيمي في مدينة الخليل، وهو ما يترجم فعليا على ارض الاقصى، ومن ثم افتعال اي حدث، يؤدي الى انهيار المسجد تمهيدا لاقامة الهيكل المزعوم.

وهذا يدفعنا الى التذكير بمعلومة هامة جدا كشفها المهندس رائف نجم، أحد المهندسين الخبراء، اذ اكد بعد زيارته للمسجد، واطلاعه على الحفريات، التي قام ويقوم بها العدو تحت اساسيات المسجد، أن الهدف الذي يسعى العدو لتحقيقه، ليس اكتشاف الاثار –كما يدعي- بل هو اضعاف اساسيات البناء، واضعاف جدرانه واعمدته الاستنادية، بحيث يكون معرضا للانهيار، جراء اية عوامل طبيعية كالزلازل والامطار الغزيرة..الخ.

ومن ناحية أخرى.. فان ترك الامتين العربية والاسلامية الاقصى وحيدا، وعدم النفير اليه، وعدم اتخاذ الاجراءات الفاعلة الرادعة، التي توجع العدو وتجبره التراجع عن مخططاته التهويدية الاجرامية، عن مخططات الضم والتوسع.. واهمها تجميد معاهدات واتفاقيات ما يسمى بالسلام، ووقف التطبيع واحياء المقاطعة الاقتصادية..

 كل ذلك شجعه، ودفعه الى تنفيذ مخططاته، والاعلان وبكل وقاحة عن هدفه في تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، على غرار المسجد الابراهيمي.. ومطالبة « يهودا باراك»..-كما اشرنا- وبكل وقاحة في قمة «كامب ديفيد 2» باقتسام المسجد مع المسلمين، على ان يكون ما تحته لليهود وما فوقه للمسلمين، وهو مطلب عجيب.. غريب، يكشف غرابة الاهداف والاطماع الصهيونية اللامعقولة.

باختصار..

الويل لأمة تنام عن مقدساتها.. ولا تنفر لتحريرها من الصهاينة المعتدين..

الويل والسحت لاموال الاثرياء العرب والمسلمين.. الذين رهنوا اموالهم للقمار، ولحسناوات باريس ولندن ولاس فيجاس ومونت كارلو..الخ.. وسباق الخيول واليخوت، ونسوا او تناسوا اسراج قناديل القدس والاقصى..

والمجد كل المجد لاهلنا المرابطين، وهم يدافعون وحدهم عن مقدسات الامة بصدورهم العامرة بالايمان، وقد أبروا بوعدهم وعهدهم بأن لا يمروا..

ولن يمروا..

عن الدستور