• 16 تموز 2018
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم :  د، سليمان غوشه

 

يحلو للسياسيين استخدام عبارة،الكرة في ملعبهم،او ان هذا السياسي او ذاك قد سجل عديد نقاط، اما في هذه الأيام فنرى كل الفئات بما فيها السياسيين يلهثون خلف الكرة،حياتنا كرة،غذائنا وعشاءنا كرة

مشاكلنا وخلافاتنا حول الكرة،لتعرف كم هو حجم الانقسام بين حركتا فتح وحماس وبالتالي ما بين الضفة الغربية وغزة،انظر لخلاف او جدال ما بين مشجع للريال وآخر للبرشا.

مع كاس العالم والذي أخذ شهر من عمرنا وجل وقتنا،  وهذه تاتي مرة كل اربع سنوات،يزيد استهلال التبغ والاراجيل والمكسرات،ويزيد الإقبال على المقاهي والمطاعم لحضور المباريات،واليوم نحن بانتظار النهائي لنرى كم من المفرقعات سيدوي في السماء،وهل سنكسر الرقم القياسي لخريجي التوجيهي.

مشكلتنا ان السياسة تدخل حتى في خلاف الزوجين او الست وحماتها، وكم من النوادر والخطب صرف عنها النظر لان الانسة تشجع الطليان الوسيمين والأخ يناصر الفرنسيين وجلهم من افريقيا دليل اخر على الاستعمار الحديث او على وجود ثقب الأوزون وتصاعد درجةحرارة الكرة الارضيّة.

في البدء حاولنا تشجيع العرب، فقهرونا،وكما انتظرنا الجيوش العربية للتحرير يبدو اننا سننتظر فوز احدهم بكأس العالم،او ربما سنكتفي بالعبور للدور المواجهات المباشرة كما عبر العرب خط بارليف،

التوانسة جاؤوا بتسريحات شعر حديثة،المغاربة بداوا بهدف ذاتي الفراعنة،شجعناهم تارة بسبب صلاح اخرى بسبب السيسي،وبالنهاية عندما تشاطر العرب على بعض كالعادة اعتبرنا ان المصريين الذين باعوا الجزر من اجل الدولار لن يتورعوا عن بيع مباراة، فهناك من  يلقبهم بالفراعنة ونحن نلقب بالفدائيين رغم وجود طلائع للبعث وفدائيين لصدام وابطال العبور لمصر وفينيقيي للبنان،المهم نحن نبحث عن الاختلاف

تعليقات وسائل التواصل زاخرة  على هزيمة اصحاب وعد بلفور،فهناك من دعا الى عدم إرسال اولادنا للدراسة بجامعاتهم وخاصة اولاد الذوات والصفوة والوزراء، وفكرة منع تدريس اللغة الانجليزية من المدارس،ورمي كتبهم في نهر دجلة، عفوا بالبحر الميت ان سمحت لنا اسرائيل

شجعنا ايسلندا لرجولة لاعبيها وصدق انتمائهم، والبعض بسبب إشاعة بحثهم عن رجال عرسان مقابل جنسية فورية والكثير من الدولارات ايضا

الان لا تغيب صور رئيسة كرواتيا عن المواقع وعن الأخبار،البعض وبصدق ذكر حسناتها وعددها وتواضعها، فهي لا تلبس الماركات ولَم ترى في مطاعم العشر نجوم،ولَم نعرف حتى اللحظة اَي تفاصيل عن حياتها الزوجية ولا باي جامعات ومدارس مرموقة يدرس اطفالها،هذة التى باعت السيارات والطائرة الرئاسية وانتقلت لبيت من غرفة نوم واحدة،وتنازلت عن سبعون بالمائة من راتبها والتى تاتي لتشاهد المباريات على طائرات التشارتر الرخيصة وليس فقط بالدرجة السياحية

هذه الحسناء الشقراء،أتوقع انها شقراء كما غالبيةابناء بلدها كرواتيا ، هذه الحسناء بأفعالها،ان فكرنا بكل ما ينقص زعماءنا فهي النقيض تماما،بدل التركيز على حسنها الخارجي وخلط بعض صورها باخرى ليست لها بملابس السباحة،لنثبِّت للعالم مرة اخرى اننا نفكر بهرموناتنا ولذا نحن في الحال الذي وصلنا اليها !!!

نعم شاركت كرواتيا والصرب والبوسنيين كل في ذبح الاخر كما في سربرينيتسا ولكن هذة كرة قدم،وجدت للمتعة لا لخوض الحروب عبرها، هي كرة معبأة بالهواء لا غير، ليس بها جني علاء الدين ولا المهدى المنتظر،فمن أراد فله متعة المشاهدة للتسلية والرياضة،ولا فرسولنا الكريم نصح بالرماية والسباحة وركوب الخيل،ان أردنا ان نلتزم حرفيا بالنص وبقينا ضيقي الأفق كالعادة

انا مع كرواتيا ولا إكره منكم احدا يا مشجعي فرنسا

فنعم لابن لابن مودري ولابن راكيتش ولابن ماندزوك وهذا معني الأسماء التي تنتهي بيتش ولا تاتي من الانجليزية بيتش تماما كما اوغلو بالتركية،وتقبلو احترام سليمان عطا وغلوا