• 6 أيلول 2018
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : اسماعيل مسلماني 

 

لا احد منا استوعب حجم المأساة التي  وقعت بالقدس باعلان  ابنة القدس ” شرف الموت ” لتطوي صفحة حياتها، لتقدم لنا درسا إجتماعيا وتربويا وأخلاقيا وإنسانيا بإمتياز ، وهي اعظم رسالة قدمتها ابنة القدس على مذبح الحرية والتغيير الاجتماعي،  لتقول لنا : بموتي يتغير طريقة فكركم !  فلقد احدثت صدمة للجميع في موتها بهذه الطريقة ،  بحيث ضجة مواقع التواصل والاعلام والعشائر بتفاصيل قصتها،  لكننا لم نضع اصبعنا على الجرح !! ولم نجب على الكثير من الاسئلة
لماذا فعلت هكذا ؟ وما السبب ان تنهي موتها بشرف ؟
شهيدة التغيير الاجتماعي !؟
اسئلة كثيرة وموضوع شائك وحساس لمجتمع ذكوري بامتياز ، مقيد وفرض بقيود وحواجز العادات والتقاليد البالية ، ولا ننسى هنا دور الاحتلال في خرق النسيج الاجتماعي وهدم العلاقات الاسرية وزرع الفوضى والشك ، وصولا لحالة الهوس  من قبل البعض بالحفاظ على القيود بغطاء العادات والتقاليد البالية من خلال كي الوعي ، بحيث الابتزاز وانهيار القيم الاخلاقية والانسانية بسبب غياب ابرزها العائلة والمؤسسات والقوى التي تراجعت ذاتيا وموضوعيا .
في زمن الانتفاضة الاولى عام 1987 وتحديدا في بداية العمل النضالي تشكلت وحدة الصف الجماعي من القوى بهدف تلاحم الجماهير معا وحتى في ابسط عملها والذي تمثل بتوصيل الحليب والخبز لعائلة جريح  وزياره فلان بعد الافراج عنه ، بيوت الحارة  كانت مفتوجه للجميع ، بإختصار اشكال الصمود والدعم المعنوي خلق حالة قوة وارادة وصمود تلاحم شعبي بمعنى الكلمة من التزام الناس بالمحلات لدرجه التعليم الشعبي البديل ولجان الحماية مزايا الانتفاضة الاولى بنيت بالممارسة في الميدان ، طبعا ليس بالمثالية ، ولكن حجم الارادة اقوى بسبب تواصل وتعاظم وتلاحم الجماهير ،  وحضور القوى في الشارع وحتى البيت ونتيجة لهذا التعاضد والتلاحم بدأ الاحتلال يفكر باختراق الانتفاضة من زرع ونشر العملاء وقيامهم باسقاط البنات والشباب من خلال الجامعات او الصالونات او مراكز التجمع ، فهذه دور اي احتلال في العالم  والذي سيفكر بالضرب النسيج الاجتماعي ، 

 وبغض النظر من وراء هذا الشخص شبكة كانت  ام عصابة ، او أي جهة كانت فإن طبيعة الجريمة يتحمل المجتمع يتحمل نتيجها بصمته ونهاية  الموت المأساوي بحيث تركت اسرتها وانهت حياتها حفاظا على شرف العائلة !

وهل يعقل ان يحدث التغير المنشود  في المجتمع  من خلال ضحية وموت ؟هل الاهل سعداء بوضع حد لحياتها بيدها ؟ او ان تقوم العائلة بقتل الفتاة كما يحدث في مجتمعات اخرى اكثر تخلفا ؟ وكم فتاة ماتت و سمعنا نالت الموت جراء شرف العائلة ! شرف الموت 

 لتقول للجميع لكل اب وام واخ اجلسوا مع الابناء مدوا جسور الثقة والمحبة بينكم ،  فلا يعقل أن اب لا يجلس ولا يتحاور مع الابناء طيلة حياته ، الحياة ليست عملا  برغم تعقيداتها ، المطلوب الصراحة مع الابناء ومن ضمنها الحديث باي موضوع ، وحتى  موضوع الابتزار  الذي يمكن ان يحصل مع أي شخص! يمكن حله بالنقاش المفيد  الذي يبني علاقة عدم الخوف او كتمان الامر ، فلا يتردد الشاب او الفتاة بالتوجه الى الاب ان كان متفهما او  الى الام او اقرب شخص او جهات تشعر بالراحة معهم ،  المهم أن لا نسمح بالابتزاز هذا ما ارادت ان تقول لنا  تلك الضحية،: علموا ابنائكم على الشجاعة والصدق ، علموهم ان يقولوا كل شي  والشخص الذي يسكت عن الخطا ويعيش تحت التهديد الابتزار عليه ان  يتوقف.. وان لا يقبل ذلك  وان يذهب لاقرب الناس للمساعدة  

”نهى“ بنت فلسطين  وليست بنت القدس والذي حدث يجب ان يكون على مستوى فلسطين ،  فهى ليست (عطوة فراش ) ورسالة اخرى ارادت ان تقول لنا ”نهى“ اعيدوا  النظر بمسالة لجان الاصلاح والعشائر القائمة على النفاق والخوف والقوة وظلم الضعيف ، قدمت شرف موتها واوجعت قلوبنا فلنعمل على اعادة وبرمجة وتوحيد الجاهات باختيار اشخاص مناسبين وتشكيل مجلس اعلى للجان الاصلاح على مستوى الوطن 

وقالت لنا  نهى : غيروا عقولكم ......غيروا عاداتكم وتقاليدكم البالية ..عليكم ان تؤمنوا بالتغيير وان هناك طرق وبدائل  لمواصلة  العيش والحياه فالكون  ليس لون واحد ولا تتمسكوا برأي واحد ،