• 8 تشرين أول 2018
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : د سليمان غوشة

 

أفضل الف مرة ان تشعل شمعة حب من ان تلعن لون العتمة،هذا ما جرى طيلة شهر ونيف بالبلدة القديمة من المدينة التى نحب القدس

 وهذا ما فعله ”دوري العائلات ” في نسختها الثانية والتي جمعت القريب والبعيد وأحيت البلدة التى تنام على ذكريات الماضي الجميل ، وخوف من اقدام الجنون المحتل ، وتصحو على اذان وامل، وترقب الحاضر والغد !!

الْيَوْمَ صحوت انا وقد تملكني شعور الفراغ ! ماذا سأعمل الْيَوْمَ بعد انتهاء هذا الدوري؟ فلقد تعودت على العودة الى أماكن الطفولة،الى أماكن تعرفني وأعرفها،في كل الْيَوْمَ أسير للجزء الأحب،الى معبودتنا ، فينشرح الصدر بمرأى القبة الذهبية  قبة الصخرة المشرفة  وهي تعانق الأفق، وجدار البرج الأشهر  برج اللقلق يحرسها ، فهذا البرج لا زال البوابة الشرقية للمدينة ويحرس الحلم .

عبر مقبرة  اليوسفية حيث سبقنا الاجدادا ، تسير ويسير الى جانبك احيانا او مقابلك غرباء اللباس واللغة، فتصاب بالغصة لتدنيس المكان وسكانه الناظرين المنتظرين، فهل من حرمة للأموات،في زمن اللاحرمة للأحياء؟!،

من هناك تسمع وعبر الأسوار،أصوات غناء وأنشودة الحياة ، تقول نحن هنا .

في كل ليلة يتجمع في المكان بضع مئات من ابناء القدس واكنافها ، يهتفون لمن يحبون للأخ والعم وابن العم ، وفِي كثير احيان لذلك الذي يلبس لباس المنافس،ويتعانقون، وبعد ثوان ينسون حديث الأهداف ليتبادلوا احاديث الهم اليومي على مائدة طعام في المنارة.

بالامس اسدل الستار على هذا الدوري لأجد نفسي انتظر النسخة الاخرى منه ، وهي ما زالت بعيدة، ولست بصدد التقييم!!  فهذا سيقوم به المسؤولون عن المكان وعن الحدث ، وان كان من نقيصة فلها البحر والبر والقلب، وهي فقط النوستالجيا

فلولا هذا الدوري لما ذهبت يوميا الى هناك لأسترجع حلم وذكريات الطفولة

ولولا هذا الدوري لما جاء المئات ومن كل الأجيال يعمروا الأقصى بالصلاة  يمشون في ازقة البلدة،كل يشرح ويسترسل عن المكان وبالذات للصغار من الضواحي!!!

انتهى ولَم ينتهى اجر الرباط، وله هذا التواصل والترابط بين العائلات التى ذابت من اجل القدس دون عصبوية او جاهلية

البرج ببساطة أمسى نهج حياة، وان كانت الفعالية ممولة من شخص مغترب والتنفيذ من البرج كما تتطلب الأمانة بعمل المؤسسات الأهلية، إلا انها فعالية  تم تنفيذها من قبل كل القدس بقدها وقضيدها ، صغارا وكبارا ، كشافة وفرق إنشاد ومتطوعين، لجان طعام، لجان حراسة،اسعاف ، حكام، لجان فنية وإدارية، عمل اكبر من إلانا الشخصية، بل هي انا نحن الجماعة 

 ومن منطلق نجاح هذا الدوري،يمكن التفكير بدوري يجمع الأحياء، كل احياء المدينة ويقام في الفترة بين دوري العائلات،في ربيع كل عام، فيضم الأحياء ويآخي بينها كما فعل دوري العائلات، فتاتي بيت حنينا وشعفاط والضاحية وإلرام وضاحية السلام الى الزعيم ورأس العامود وسلوان والثوري ووأد الجوز والطور وحارات البلدةالقديمة والشيخ جراح والمكبر وصور باهر والسواحرة، تاتي بفرق تضم أبناء الحي لا فضل لأحدهم على الاخر الا بانتماء للحارة والفريق،لا فرق بين مسلم او مسيحي، فلاح او مدني،فتكون حلقة اخرى من لم الشمل في قيد الانتماء للمكان، 

علينا جميعا البحث عما يقربنا،وقل اعملوا ……