• 12 كانون الثاني 2019
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم القاضي المقدسي: فواز ابراهيم نزار عطية

 

منذ أن بدأ الصراع العربي الاسرائيلي كانت وما زالت القضية الفلسطينية العادلة محور الاهتمام العالمي، وما من شك أن القضية تعرضت لكثير من المؤمرات الداخلية والخارجية، بحيث كانت بين مدّ وجزر في قوة الحضور على منصات مجلس الامن والجمعية العمومية للامم المتحدة.

وبين الفينة والاخرى يخرج علينا من بني جلدتنا من اهل العروبة من ينادي تارة بشطب القضية، بزعم انها اساس الشقاء لبعض العرب، وتارة اخرى منهم من ينادي بالتطبيع الكامل مع الكيان الاسرائيلي كما صرح مؤخرا بعض الفنانين والصحفيين العرب من دول الخليج، ومنهم من استقبل رئيس حكومة اسرائيل وكأنه محمد الفاتح، ومنهم من يتوّق للقاء قريب.

انا شخصيا لا استغرب من آرائهم وتصرفاتهم والتي تعبر عن مشاعرهم المتضاربة نتيجة الصراعات الظاهرة في منطقة الشرق الاوسط، لكن نسي اولئك أن فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم، وانما هي ملك مشترك للامتين العربية والاسلامية تدار من الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

قد يقول قائل ان التطبيع شرطه واضح بإعادة الحقوق لاصحابها والرجوع لحدود الرابع من حزيران 1967، والجانب الاسرائيلي لم يستجب لهذه المبادرة، مما يعني الغائها حكما- هذا راي نحترمه-  لكن ليس كل طرف عربي يفهم ما نفهم ،ولا يمكن لنا وضع الشروط التي نرغب على الاشقاء العرب وفق اجندتنا الوطنية والتي تصب في نهاية المطاف لمصلحة الامة. 

ما يهمني على الصعيد الوطني ان القضية الفلسطينية العادلة يجب ان تكون وحدة واحدة، بغض النظر عن الاختلاف في الرؤية الداخلية والخارجية، وما يهمني بصفتي جزء من كل أن توحيد الجهود للمصلحة العامة، ونبذ الخلافات، والعمل بصورة جماعية بهدف  الوصول  لحق تقرير المصير وانشاء الدولة القانونية الراعية للحقوق الفردية والجماعية بنهج سليم وبتطبيق القانون على الجميع دون استثناء أو تمييز أو محاباة بسبب الدين أو اللون أو العرق أو اللغة....

كما ويجب ألا ننسى ان هناك من يحاول ان يُعكّر صفو مزاجنا من بني جلدتنا نتيجة تصريح هنا وهناك، بل نتيجة تصرفات غير مسبوقة تتعلق بالاستقبال العلني والهرولة والتسارع من بعض الانظمة العربية في اتخاذ الاستقبال لممثلي الحكومة الاسرائيلية نهجا علنيا، دون ان يعنيه قضيتنا العادلة التي تدور رحاها باتجاه بوصلة القدس، غير مكترثين للآلام امتنا العربية الفلسطينية على نحو يزيد على السبعة عقود.

ما صدر ويصدرعن بعض الكُتاب وآخرهم الكاتبة العربية الكويتية " فجر السعيد" قبل نحو اسبوع لا يشكل شيئا يُذكر من عظمة ما صدر عن رئيس مجلس الامة الكويتي السيد مرزوق الغانم، ويجب ألا يغيب عن اذهاننا ويجب ألا ننسى انه في اليوم من الايام ما تبناه وفعله- حيث له من اسمه نصيب- في المحافل الدولية عندما اجتمع ممثلوا البرلمانات العالمية في جنيف بتاريخ 18/10/2017 واستخدم عبارته الشهيرة امام ممثلي البرلمان الاسرائيلي" ان لم تستح فافعل ما شئت... وطردهم من القاعة...."  

في الختام، أجد أن العواصف العاتية التي مرت بها قضيتنا العادلة، وان كانت قاسية بما حملته من اتربة الخمول والمؤمرات والخيانات من هنا وهناك، لكن وعد الله حق ولا تبديل لكلماته بأن صاحب الحق قوي مهما بلغت الشدائد، وأنه كثير من ابناء امتنا العربية والاسلامية مازلوا يتنفسون بنفس مرزوق الغانم.