• 21 شباط 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم القاضي المقدسي : فواز ابراهيم نزار عطية

 

عام 2019 سيكون عاما مميزا على جميع الاصعدة في القدس خاصة وفلسطين عامة، والاحداث تتسارع  و تتدحرج ككرة الثلج، ومجسات  الاختبارات الموضوعة من الكيان الاسرائيلي يوم بعد يوم في ازدياد بصورة يصعب تحسسها أو التقاطها- وللتذكير معركة البوابات الالكترونية لم تنتهي بعد- فمهما تآمرت عواصم العالم الغربي وبعض عواصم عالمنا العربي في تشتيت الانظار عن القضية الدولية رقم واحد  في العالم وهي القضية الفلسطينية، لن يستطيع احد اغفالها لسبب بسيط، وهو أن دولة الاحتلال واحدة في العالم فقط "وهي اسرائيل" تحاول اخلال توازن النظام الدولي باستمرار احتلال الاراضي العربية من مناطق عدة منها : سوريا ولبنان وفلسطين. 

لذلك تجرى اجتماعات القيادة الاسرائيلية في عواصم عربية وأخرى غربية مختلفة ابتداء من مسقط قبل اربعة اشهر وصولا إلى وارسو الفاشلة التي جرت الشهر الجاري حتى الاجتماع القادم المستقبلي القريب أو البعيد في..... أو في.... أو في أية عاصمة عربية أخرى، لن يجدي لهم اية نتائج مادام المحور المحيط بفلسطين: مصر بشعبها العظيم، والأردن  قلب الامة  النابض بشعبها الباسل ضمن الخط الاول والاخير للدفاع عن القدس واهلها.

ومهما حاولت القيادة الاسرائيلية من طمس الحقيقة وإنشاء أو المحاولة في إنشاء تحالفات وهمية مع بعض الانظمة العربية فالشعوب لهم بالمرصاد، بحيث يجب ألا يغيب عن ناظرنا وأذهاننا نحن اهل القدس خاصة وفلسطين عامة، مسيرة الاحتجاجات والمظاهرات الضخمة لأهل اليمن السعيد في مناطق مختلفة من بلادهم  قبل ثلاثة ايام رفضاً للتطبيع مع " إسرائيل" ولمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.

كما ويجب ألا ننسى أن الاحتلال يتربص هنا وهناك، ويحاول فرض سياسة الامر الواقع في هذا العام بشتى السبل والوسائل خصوصا قبل اجراء الانتخابات المزمع اجراؤها في شهر نيسان من العام الجاري في ظل الحرب الكلامية بين المرشحين الاسرائيليين ، والبدء بإعادة احياء فكرة السيطرة المادية وخلق واقع جديد في المسجد الاقصى من خلال باب الرحمة "الباب الذهبي"، سيما أن هذا السيناريو الجديد القديم بعد حادثة البوابات الالكترونية عام 2017 لن يكون الاول والاخير، فسيستمر المحتل بجس نبض اهل القدس من حيث مدى ولائهم لبلدتهم ومقدساتهم في ظل تزايد الفجوة في الفوارق المادية والمعنوية بين شرقي القدس وغربها.

لذلك يقظة القيادة الهاشمية - ممثلة بالملك الاردني عبد الله الثاني - بما لها من ولاية دينية على مقدسات المسيحيين والمسلمين على حد سواء، واصرار الملك على إعادة تشكيل مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس بتركيبة موسعة  وبأسماء معتبرة، ورفع عدد الأعضاء من 11 الى 18 عضوا له أهمية بالغة ولو من الناحية المعنوية، بحيث سيؤثر ايجابا على المرحلة القادمة التي تحدق بالقدس وأهلها، رغم هرولة اللقاءات في مرآب السيارات والتدافع في الجلوس بجانب قيادة الكيان المحتل، حتى أن سياسة قنص وحجز جزء كبير من المستحقات المالية لذوي الشهداء والاسرى من ضمن سلسلة الاستفزازات، لتركيع  القيادة الفلسطينية ، هدفه  القبول بما يسمى بصفقة القرن لتصفية خط الدفاع الاول "القدس" التي هي درّة وجوهرة القضية الفلسطينية.

وأضيف على ذلك، أن الخط الاول والأخير للدفاع عن القدس "هم أهلها" الذين سبق وأن تم تجربتهم في احداث شهر تموز من عام 2017، وبالتالي ندعو الادارة المحتلة بعدم فرض أمر أو واقع جديد على مقدسات المسلمين والمسيحيين، وبعدم إعادة تجربة عام 2017، لأن في القدس رجال لا يستهان بهم.