• 23 شباط 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم: اسماعيل مسلماني


مشهدان مؤلمان يحرقان القلب  ،فلاول مرة في القدس يسلط الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على بكاء رجلا هز واوجع قلوب الناس توجت بالغضب  وبمشاعر العطف والدموع لاسرة فقدت احلامها في بيت يطل على  المسجد الأقصى وروية بهاءه يوميا.

 فمشهد حاتم ابوعصب مطرودا  من منزله  جسد صورة جبل المحامل وبالتزامن مع اغلاق بوابة باب الرحمة،  اسمان يتشابهان كما قال محمود درويش لماذا تركت الحصان وحيدا؟!
حاتم المقدسي ذلك الاسم حمل اكثر من معنى للواجب  فهو عمل واجبه حتى اخر نفس وطلب الواجب لكن ترك وحيد  في الساحة ا! على بعد امتار كان باب الرحمة ينزف ويستنجد الواجب ، الصور اجتاحت مواقع الاعلام ، ولكن الصورة الاكثر وجعا كانت  ان ترى رجلا يبكي بحرقة على حجارة عاش معها سنوات العمر وسط جنود مدججين بالسلاح ! فنطقت دموع حاتم ....خرج من البيت بكرامة وعزة مكبلا رافعا راسة للسماء تحاكي مشهد القدس فحاتم  صورة حقيقة لمعاناة اهل القدس نموذج يمثل الحالة التي نعيشها في القدس صراع البقاء والوجود الحق في السكن والعيش بكرامة ، مشهد حاتم ليس جديدا ، وليس اول بيت يصادر  ،  فأصبحت قضية حاتم حجرًا أساسياً في إنهاء المعاناة التي استعصت على الحل منذ أكثر من خمسين عامًا. تجسدت مشاهد مماثلة على نطاق أصغر في البلدة القديمة في القدس وعلى مسافة أمتار من المسجد الأقصى.

استولت قوات الجيش  على منزل عائلة فلسطينية تعيش فيه منذ عام 1952، وطردت الأسرة المكونة من عشرة أفراد إلى الشارع بقرار محكمة إسرائيلية، وتم تسليمه إلى مستوطنين إسرائيليين الذي سارعوا الى رفعوا الأعلام البيضاء والزرقاء  في مشهد احتفال بانتصار يتكرر باستمرار مع طرد كل فلسطيني بالبلدة القديمة من منزله،  فقضي أفراد الأسرة ليلتهم في مكان مختلف وبدأوا سعيهم للبحث عن منزل جديد في مدينة يواصل الاحتلال عملية التهويد فيها بسرعة كبيرة. عاشت أسرة (أبو عصب) في وضع مأساوي منذ بدء محاولات إخلائهم، وخصوصا منذ إخلاء منزل كان يقطنه جيرانهم من عائلة (زلوم) قبل سنوات ثلاث، حيث حل مكانهم مستوطنون إسرائيليون.ولم يستسلم ظل يقاوم ومتمسك لبيت جده فتوجه الى لمؤسسات ونشر الحكاية وكتب وعلق انة لن يسلم البيت  لهم فهذا البيت عاش فيه جده في المنزل، والاسرة هاجرت عام 1948 الى القدس.

حكاية حاتم تماما لا تختلف عما يجري  في سلوان وحي الشيخ جراح فالقدس كلها مستهدفة ما يحصل هو  تهويد وطرد وتطهير عرقي بامتياز  واخراج اهلها لتصبح المدينة يهودية كما يخططون لها مستقبلا تحت قانون المحاكم وحجج واهيه وتزييف للحقائق وتلاعب المحامين ، وبالأخير تكتشف ان جمعيات مثل جمعية العاد وعطرات كوهنيم هم وراء حكاية كل بيت  من خلال المحاكم تحت بند (حارس املاك الغائبين) سيطروا على اكثر 71 منزلا في سلوان و في البلدة القديمة على 80 منزلا الان ، ما يجري بإشراف وبإيعاز من مؤسسات الحكومة كل ذلك ياتي في سياق انهيار الحالة العربية  ونقل السفارة الامريكية وسن  القانون القومي باعتبار القدس عاصمة لهم فالزمن مناسب لاقتناص الفرص في ظل وضع التفكك العربي العام فتجد القدس ونفسها  تقف وحيدة ، رغم ان هناك العشرات من القرارات الاممية بالقانون الدولي يمنع تغيير او منح ملكيه  لاسرائيل ما يحدث كله باطل وغير قانوني

مشهد اخر اغلاق بوابة الرحمة ، فالاعتداءات التي يتعرض المسجد الاقصى يوميا لا تتوقف  ، فقصة  اغلاق باب الرحمة  تاتي في ا=هذا الاطار  حيث الادعاء  من قبل الشرطة الاسرائيلية  أدت الى اغلاق الباب منذ عام 2003 حينما أقدم مفتش الشرطة العام على اتخاذ قرار بإغلاقه بحجة وجود منظمة إرهابية تدعى (لجنة التراث) والتي لا وجود لها نهائيا في هذا المكان.

 ولكن المخاطر كبيرة وراء اغلاق هذا الباب، حيث يدعي اليهود وأحزاب يهودية متطرفة ومتدينة  أن باب الرحمة كان يستخدم مدخلا رئيسيا للهيكل المزعوم ويقفون بمواجهته كأنهم سيدخلون من خلاله إلى ما يسمونها (قدس الأقداس) وتصب هذه المخططات ضمن نوايا تقسيم المسجد مكانيا وزمانيا وضم باب الرحمة والمساحة حوله  ،  وفي حرب عام1967م حاول وزير الدفاع(موشيه ديان) فتح الباب إلا أنه فشل  كما جرت محاولة لاقتحامه تم إحباطها في عام 2002م عندما حاول صهيوني فتح قبر ملاصق للباب من الخارج ،وحفر نفقاً تحته ينفذ إلى داخل المسجد الأقصى ،  لقد  اصبح المشروع  واضحا والهدف منه  السيطرة على الجهة الجنوبيه والشرقية على القصور الامويه واقامة حدائق مع مبنى ضخم وتل افريك أي طمس المعالم الاسلامية والعربية عن القدس