• 13 آذار 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم:  القاضي فواز ابراهيم نزار عطية

 

تتناول الصحف المحلية العربية والاسرائيلية والمواقع الالكترونية التي تبدي اهتماما للشأن السياسي المستجدات اليومية لأحوال مسجد باب الرحمة ضمن محيط المسجد الاقصى، وكلما ضبط اهل القدس تصرفاتهم، يتم تفويت الفرصة على ادارة الاحتلال لقمع أي فعل أو تصرف يدخل ضمن مفهوم الاخلال بالنظام العام في المسجد الاقصى ومحيطه، مما يزيد غيظهم ويزيد غضبهم وامتعاضهم، وخير دليل على ذلك يوم الجمعة الماضية  تمت صلاة الجمعة بجمع من المصلين بما لا يقل عن خمسين الفا، وانتهت الصلاة دون أي حدث يُذكر، وهذا سبّب دهشة وارباكا في صفوف جُند الاحتلال الذي عزز قواته بمختلف المسميات للقوات: الخاصة والشرطة والجيش والمتنكرين...واهل القدس ادوا صلاتهم بهدوء وسكينة وبعد انتهاء الصلاة كلُّ انتشر إما لبيته أو عمله.

هذا الامر بحد ذاته تحديا لسلطات الاحتلال، حيث تكبدت خزينته مصروفات مالية واعباء بشرية اضافية والنتيجة صفر: هدوء وسلام.

طبعا لا يروق الامر للسلطة المحتلة، فيخرج علينا ضابط يتحدى مشاعر ثلث سكان الارض من المسلمين بدخول مسجد باب الرحمة بحذاءه العسكري لمكان طاهر تخشع وجوه المصلين لربهم بِسَجَداتهم لخالقهم، وهو ذاته يتسكع بزجاجة خمر في محيط السجد الاقصى رغم تحريم الخمر في الديانة اليهودية كما هو في الديانة الاسلامية، ثم يقوم  بضرب وتحقير احدى المصليات ويحاول الاعتداء عليها بالضرب، دون ادنى محاسبة له على انفلات تصرفاته المخالفة لقانون الانضباط العسكري.

في نهاية المطاف تعج الصحف المحلية العربية بالتركيز على الاحداث المتسارعة في المسجد الاقصى من زاوية الاعتداء الغاشم، فيما تعج العناوين في الصحف الاسرائيلية بمقالات تحريضية ومطالبات للقضاء الاسرائيلي بالتدخل واصدار احكام ضد المصلين والقائمين على ادارة الوقف الاسلامي وزج المسجد الاقصى ومحيطه بقرارات قضائية ليست من ضمن صلاحياته أو اختصاصاته، بل طل علينا الامس واقع احراق و/أو محاولة احراق مخفر الشرطة في محيط المسجد الاقصى لفرض سياسة امر الواقع، وهو امر مشكوك فيه وهناك الف والف علامة سؤال على هذا الحدث.

المقام لا يتسع للحديث عن وجهات النظر بين الفريقين من اصحاب الاقلام وكيف يتم تفسير الامر والاحداث لمصلحة كل طرف، لكنني وبصفتي من ابناء واهل القدس، اتوجه لكل مسؤول في الادارة الاسرائيلية لتحكيم العقل وعدم جر القدس لحرب نحن في غنى عنها، واقول لهم أن طمع بعض الساسة من ابناء جلدتكم يوهمونكم بهيكل خيالي روته الاساطير ونفاه علماء آثاركم، بل ادعو العقلاء من الاسرائيلين ألا يسمحوا لفساد رئيس الحكومة الحالي وفق توجهات النيابة العامة الاسرائيلية وما خطه قلم النائب العام الاسرائيلي من أدلة تم توجيهها للسيد نتنياهو الذي سيحاكم عليها لاحقا في اشعال حرب دينية، كما ويجب ألا يمحي رئيس الحكومة فساده بدماء اهل القدس للخروج من تهم نسبة له لا علاقة لنا بها.