• 17 آيار 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم القاضي المقدسي  : فواز ابراهيم نزار عطية

 

لقد آلمني كما آلام كل من اطلع على المقطع التصويري ببث حي ومباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمشاجرة التي تمت يوم امس في رحاب المسجد الأقصى بالقدس الشريف ثالث الحرمين وأولى القبلتين مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ما بين بعض المواطنين وما بين بعض المتطوعين ممن أُوكلت لهم مهمة العناية والتنظيم وترتيب صفوف ضيوف الرحمن.

دون البحث عن سبب تلك المشاجرة ومن افتعلها ودون الحديث عن المنظر الأليم بحمل الهروات وحمل أداة نقل الحصمى والضرب المتبادل، ودون الحديث عن تعيين لجنة تقصي الحقائق بصورة مستعجلة ليتم الاعلان عن النتائج ووضع الحلول وأخذ دروس العبر في المستقبل القريب، سيما أن جميع ذلك من اختصاص دائرة  الاوقاف، التي عليها أخذ زمام المبادرة  اليوم قبل الغد لمنع تفاقم الوضع ومنع هذه الظاهرة سيما بقي للشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة تقريبا 18 يوما.

وحتى لا أدخل في سجال مع أي كان، وكي لا يُفسر كلامي أنني احابي لطرف ضد طرف آخر، لكن في هذا الموقف الغير مهني وغير أخلاقي، ومنعا من أن يكون هذا الحدث سببا في تدخل سلطات الاحتلال تحت مسمى عدم ضبط اعصاب الصائم قبل الافطار ولمنع الفلتان الاجتماعي في دار العبادة في الحرم القدسي للمسجد الاقصى المبارك، أرى أن يتم تطبيق القاعدة الشرعية " درء المفاسد أولى من جلب المكاسب"، وعلى القائمين على إدارة المسجد الاقصى وضع خطة طارئة، حتى إن اقتضى الأمر منع الأكل والشرب بالطريقة التي شاهدناها في صحن القبة المشرفة وغيرها من الاماكن التي تعج بالمصلين.

المسجد الاقصى له حرمة  وله رونق خاص مما يجب المحافظة عليهما، فلا يجوز لأي كان تحت مسمى الرباط أو المحافظة على النظام، أن يكون سببا مباشرا أو غير مباشر في وضع سلطات الاحتلال يدها على آلية دخول المصلين، وبالتالي تدخل مجلس الاوقاف في هذه الحالة يجب أن يكون بهدف تفويت الفرصة على سلطات الاحتلال من زج انفها في استغلال تلك الواقعة " المشاجرة" بمزيد من السيطرة وخنق رواد المسجد الأقصى وزواره.

في الختام، أوصي كل من يشعر بأنه سيتسبب في غضب أخيه المسلم في رحاب المسجد الاقصى، أن يلتزم بيته ويصلي فيه خير له وللآخرين، لأن المسلم الحق هو الذي يتساهل ويصفح ويعفو ويلتمس لأخيه العذر ولا تأخذه العزة بالإثم حتى إن كان المقابل له هو من اعتدى، فثقاقة الله يسامحك اصبحت شبه معدومة في مجتمعاتنا، وكما يقال الشر من شرارة.

الأمر الذي يتعين علينا جميعا أن نفهم أن المسجد الاقصى هو دار للعبادة وليس مكانا للمبارزة والمشجارة أو مكانا لتقديم الزوادة.