• 13 تموز 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : القاضي المقدسي فواز ابراهيم نزار عطية

 

 

يحظى الإعلام الإلكتروني بدرجة متنامية في سوق الإعلام، وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه، بل اصبح الإعلام الإلكتروني يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية بتغيير نمط الوصول للمعلومة ونقلها في ظل التطور التقني الهائل الذي قد يكون قد يكون  بلغ ذروته في العصر الحالي.

 فأصبح واضحاً بصورة جلية أن الوسيلة الإعلامية الجديدة والتي يطلق عليها اليوم لغة العصر تمتاز بعدة خصائص: السرعة والتنوع والمرونة والتفاعل وقوة التأثير، وهو أمر كان مفقود في وسائل الاعلام السابقة، رغم عدم امكانية الغاء الوسائل السابقة بحيث مازالت تستعمل لدى شرائح لا بئس بها في مختلف المجتمعات، فالمذياع لم يلغ الصحيفة والتلفاز لم يلغ المذياع، وانما لغة العصر " الإعلام الإلكتروني " اصبح المسيطر المهيمن بصورة كبيرة على جمهور الطرق القديمة بتغير أنماط الاستخدام وفقاً  لإمكانيات الوسيلة الجديدة والمتوفرة بتكاليف زهيدة. 

وبالتالي الاعلامي الإلكتروني له اساليب مختلفة في التأثير على الحياة الاجتماعية للمجتمعات المحلية والدولية، فتارة يتم استخدام تلك الأدوات كوسائل إعلامية بهدف الحصول على الحشد والتجنيد والتعبئة وتكوين التحالفات، وتارة اخرى يستخدم الإعلام الالكتروني  لتوصيل الحقيقة ونقل المعلومة كما هي،  ليُترك الامر للمتلقي في التحليل ووضع المجتمع ضمن مسؤولياته ليحدد اولوياته في ادارة مكوناته.


لذلك ومن خلال منصات الاعلام الإلكتروني  وفق ما سيق اعلاه من معلومات مبسطة، أين تكمن الادارة والحكمة في ادارة بعض المواقع الرقمية في القدس في سبيل نقل المعلومة وتثبيت الحقيقة، وكيف يمكن استغلال تلك المنصات في الحفاظ على القدس في ظل الكم الهائل من التطور الرقمي والاطلاع المباشر لوقوع الحدث، كنتيجة  لإنتشار الخبر بسرعة البرق مع تطور وسائل الاتصال وتسجيل الاحداث على تلك الوسائل بصورة حية ومباشرة.

في القدس هناك الكثير من المواقع الالكترونية تتابع الاحداث وترصدها وتنقلها كما هي دون اي دور سوى النقل ، وبعض المواقع تنقل الاحداث بصورة عشوائية تدخل ضمن الحشد والتجنيد بهدف تحقيق رؤية معينة وايصال رسالة محددة من المتربصين دون الوقوف على المادة الاعلامية والهدف والتوقيت من نشرها، وهذا الامر بحد ذاته يدخل ضمن الاعلام الموجه هدفه الخريب.

وهناك مواقع تتسم بالموضوعية تنقل الاحداث وتنقحها وتحللها بهدف تفويت الفرصة على المتربصين ومنع التشويه وتقوم بتبيان الحق والواقع من النشر بأسلوب علمي ومبسط يمكّن جميع اطياف المجتمع من فهم المادة الاعلامية المنشورة لتحييد التأثير المباشر السلبي على القضية الاساسية للأمة وهي قضية القدس.

فتلك المواقع وإن كانت قليلة للأسف، ففاعليتها في سبيل نقل المعلومة وجعل التأثير الايجابي سيد الموقف على المجتمع المقدسي بشكل خاص والمجتمع الفلسطيني بشكل عام،  والسماح بتشريح الخبر بكتابة المقالات ونشرها على ذات الموقع لنشر فكر المجتمع ومدى تأثره من الاعلامي الرقمي وكيف فهمه، حتما سيؤثر بشكل ايجابي على القضية المحورية للأمة العربية والاسلامية

 " وهي قضية القدس" ، الامر الذي يميز تلك المواقع عن غيرها في تحمل المسؤولية الوطنية والقومية لأم القضايا العربية قضيتنا الخالدة القدس.

ومما لا شك فيه أن إدارة المواقع القليلة في البلد التي تمتاز بمهنيتها العالية  ليس وليد الصدفة، وإنني لست في مقام الحديث عن موقع معين ضد آخر ولست ومن منهاج التبعية لأحد، لكن كلمة حق يجب أن تقال لصاحب الموقع المميز لأمرين لا ثالث لهما، أولا لتشجيعه على الثبات والاستمرار في النهج العلمي المبسط الذي يصل نشره عقول الكبار والصغار المتعلم والمثقف والبسيط، وثانيا: لحث المنافسة المشروعة للمواقع الأخرى في السير على منهاج المهنية العالية في سبيل الحفاظ على القدس واهلها بشتى السبل والأدوات.

في الختام لا بد من كلمة شكر خاصة " لشبكة اخبار البلد" التي يديرها مديرها وصاحبها الصحفي المخضرم خليل العسلي، الذي اثبت على مر عقود مهنيته في الصحافة العالمية، ومهنيته في الحفاظ على القدس بأسمى وسيلة متقدمة ومتطورة عبر ما هو متاح له اليوم على الشبكة الدولية لإيصال المعلومة بكل مهنية ضمن منظور الأمن والأمان بسِلم وسلام.