• 31 تشرين أول 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : الكاتب عزام أبو السعود

 

لدينا في الحارة ديك لم أحدد موقعه، لكن هذا الديك لديه مشكلة ترتبط بمشاكل العصر من جهة، وبممارسات بلدية القدس في الأحياء العربية من جهة أخرى! كنت أعتقد أن مشكلة ديك الحارة مرتبطة بأن خم الدجاج الذي يقيم به، يقع تحت عمود إنارة، لذلك هو لا يميز بين الليل والنهار، لذلك يبدأ بالصياح أحيانا في منتصف الليل، شاعرا بأن الفجر قد بدأ ، وهو يريد أن تستيقظ دجاجاته، لكنه بدلا عن ذلك، يوقظني وربما غيري من سكان الحارة، ولا نعرف النوم بعدها.
لكن فكرتي تغيرت أمس ، وتأكدت من وجود نظرية جديدة: فقد استيقظت على صوت قرقعة مزعجة في الساعة الواحدة الا ربعا بعد منتصف الليل، الصوت المزعج طبعا كان صوت سيارة جمع النفايات التابعة لمقاول جمع النفايات المعين من بلدية القدس، اختار سائق شاحنة النفايات أن يفرغ حاوية النفايات قرب منزلي في هذا الوقت من الليل، وبدأت القرقعة بين حديد الحاوية وحديد سيارة جمع النفايات، هذا الصوت أيقظني من النوم، وأيقظ الديك أيضا .. ذهبت سيارة النفايات، لكن الديك استمر بصياحه لمدة ساعة كاملة، ربما اكتشف أن دجاجاته لم يشبعن من النوم، فهن متثاقلات لا يستطعن فتح أعينهن .. حينها أدرك أن الفجر لم يقترب وأن عليه أن يخلد هو للنوم ، ويجعلني قد أضعت النوم، فلم تكفني ساعة من القراءة بعدها كي يعود النعاس يدب في العيون فأتمكن من النوم، وأصبحت أقوم بالتعويض عن قلة النوم بنوم ساعة في الضحى، مباشرة بعد شرب فنجان قهوة الساعة العاشرة صباحا، وكم يؤلمني أن يتذكرني الأهل والأصدقاء في تلك الساعة فتبدأ التلفونات تتوارد فتضيع غفوة الضحى وأصبح بين حانا ومانا .
كانت هذه مقدمة لدعوة الأهل والأصدقاء أن يتكرموا علي ويؤجلوا الاتصال بي لما بعد بعد الحادية عشرة، أو يبكروا بالإتصال قبل العاشرة ... سبب طلبي هذا ليس شخصيا ولا هو نوع من " المزرطة" بل سببه أن بلدية القدس تزعج ديك الحارة !!!