• 19 حزيران 2020
  • أقلام مقدسية

 

بقلم :   ارشـد هورموزلو

لعل أغلبكم قد قرأ مؤلفات ستيفن كوفي، الكاتب والمنظر الأمريكي (1932- 2012) فهو خبير بأمور العائلة ومنظر في فنون القيادة ومستشار في أمور المجتمع واستاذ بارع.

لقد قرأت في التسعينات من القرن الماضي كتابه المعنون (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) وقد ترجم هذا الكتاب الى 38 لغة وحقق مبيعات تربو على 15 مليونا. فإذا لم تكونوا قد قرأتموه بعد فإنني أوصيكم بحرارة أن تفعلوا.

وبالتأكيد فان القاء الضوء على هذا الكتاب بشكل مختصر هو أمر في غاية الصعوبة. إلا أننا يمكن أن نورد النقاط الرئيسية السبع التي يتناولها الكتاب.

   - كن استباقيا أي مبادرا

   -  ابدأ العمل والغاية في ذهنك

   -  ابدأ بالأهم قبل المهم

   -  فكر بمبدأ مكسب- مكسب

    -  افهم ثم فهّم

    -  التواصل بالتكاتف

    - اشحذ الفأس، ويعني ذلك غيّر نفسك بالشكل الأفضل

ولنقتبس شيئا من مقولاته:

  ّ اعلم أن التعلم بدون أن تعمل بما تعلمته يعني عدم التعلم. والمعرفة بدون العمل تعني عدم المعرفة. ّ هل يجب أن تكون هذه المقولة نبراس حياتنا؟ أنا أثق بأنكم ستجيبون بالإيجاب.

إن العادات السبع المذكورة قد تلقي الضوء على ما نعتقده ونؤمن بما جاء في تحليلاته من أننا يجب أن نبحث عن الخطأ في أنفسنا. وعلاوة على ذلك فيجب أن تعلموا بأن علو المنزلة التي سترتقون اليها يتوقف على أطواركم. وعدم العمل بذلك رغم العلم به يدل بالتأكيد على العجز، ولكن يجب أن نعلم في نفس الوقت بأن الادعاء بمعرفة كل شيء دون استثناء يعني عدم المعرفة بل يدل على الغرور الزائف وهو خاطئ بالتأكيد.

ينبغي علينا أن نعلم بأن الارتقاء إلى القمة يقتضي العمل الجماعي، فلا يمكن لأي كان أن يقود جماهير غير مؤمنة بالهدف أو فير مبالية به. فالجماهير الغاضبة التي تنزل إلى الشارع تحديا للظلم إنما يستمعون لصوت ضميرهم. أليس كذلك؟

ما نريد أن نصل اليه في هذه العجالة هو الحاجة إلى التغيير. فالمجتمعات التي لا تستطيع تغيير نفسها إلى الأفضل ولا تستطيع التخلص من اخطائها والتأكيد على مسلماتها الصحيحة محكومة بالفشل. ولذلك فيجب التفكير في التغيير في كل شأن وميدان.

يقال إن الفشل لا أب له، فعادة لا يتحمل أحد مغبة الفشل ومسؤوليته. ولكن الكراهية التي تنبع من هنا لها أب هو الجهل. ولعلنا يجب أن نعلم بأن القاعدة الأساسية في تبنّي التغيير هي الشعور بحرية الرأي. فمن يتصرف بإدراكه وحريته ولا يخضع بسبب او بآخر للآخرين هو الذي يحقق النجاح. فكما تعلمون فإن الطيور التي تلد في القفص تعتبر الطيران جريمة، ولذلك فإنها لا تسعى لذلك إطلاقا.

إن القضايا المقدسة تبنى على الأفكار الصحيحة والمعتقدات الحقيقية، فمن يؤيد أن يقود المجتمع يجب أن يعي ذلك وأن يتخلى عن هواجسه ومصالحه الشخصية قدر الإمكان، ولا يكفي أن يؤمن بالفكر بل عليه أن يجعل الآخرين يؤمنون به أيضا.

صحيح أن الارتقاء إلى القمة صعب المنال، ولكن الأصعب من ذلك هو البقاء على القمة. فالمجاميع التي لا تؤمن بالفكر الراقي الصحيح لا تستطيع البقاء هناك إطلاقا.

ماذا نفعل إذن؟ لنفكر في مقولة أخرى للعالم ستيفن كوفي:

  - ّ عندما ترتقون إلى القمة تصرفوا بكياسة مع الذين تمرون من جانبهم وكونوا لطيفين معهم، فإنكم ستمرّون من جانبهم مرة أخرى عندما تنحدرون نزولا من القمة. فلن يستطيع أحد في النهاية من البقاء على القمة. ّ