• 22 تموز 2020
  • أقلام مقدسية

 

 اثار تصريح رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز لصحيفة الغادريان البريطانية الكثير من التساؤلات الباحثة عن إجابات ، هذا التصريح دفعت الكثيرين الى اعتماد التلميح اكثر من التصريح في محاولة لفهم المغزى والتوقيت في هذا الوقت بالذات .

 الصحفي المعروف والكاتب ذو الخبيرة الطويلة  الصديق "خالد الزبيدي"  حاول قراءة التصريح بطريقته الخاصة واسلوبه المميز والذي بات معروفا لدى صاحب القرار السياسي والاقتصادي وللقارئ العادي من خلال مقالة خاصة لشبكة "أخبار البلد"

كتب خالد الزبيدي

على غير عادته تحول الرئيس عمر الرزاز الى محلل سياسي بدون مقدمة، وقدم معلومات حول الكيان الصهيوني وكأنها جديدة، وحذر من مخاطر ضم الاغوار واراض في الضفة الغربية على الإستقرار السلام في المنطقة، ويبدوا ان الرئيس لم يدقق في مخطط العصابات الصهيونية منذ قبل قرن حتى يومنا الذي يهدف الى بلوغ السيطرة الكاملة على ارض فلسطين التاريخية بدون سكان وإقامة الدولة اليهودية، اما إمكانية قبول خيار الدولة الواحدة يشكل سقطة باهظة الثمن لن تمسح من تاريخ الرجل وحياته السياسية، فالحديث عن ديمقراطية الدولة والمساواة بين السكان لا يعدوا كونه موضوع إنشائي قد يفيد طلب في إمتحانات الثانوية او اقل من ذلك.

تحذيرات الرزاز من عنصرية الدولة ( الابارتايد ) فهو امر واقع ليس فقط في العلاقة مع الفلسطينين وانما مع من يحملون جواز السفر الاسرائيلي من غير اليهود، والجدار والملاحقة اليومية وسلب الحقوق وحرمانهم من ابسطها هو اقسى صور الفصل العنصري، فقد فاق اليمين الصهيوني وجيشه الذي فقد العقيدة العسكرية جرائم النازية وممارسات نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا قبل تسعينيات القرن الماضي، فقد تحول جيش الكيان الصهيوني الى الة قتل للابرياء وملاحقة الاطفال وطلبة المدارس وكبار السن، وهذه الممارسات معروفة للعالم.

المراقبون يطرحون اسئلة كثيرة حيال تصريح الرزاز ..هل هو تغير الموقف الاردني المعروف والمشهود له مطالبا بحل الدولتين الذي يستند الى القرارات الدولية؟، او هو مجرد ضربة مقفي كما يقال بالمثل الشعبي، وبمعرفتي باليات وتراتب العمل السياسي ودهاليزه، فالتصريح هو بمثابة بالوان إختبار في ظل ظروف غاية الصعوبة سياسيا وإقتصاديا وحتى إجتماعيا، فالاردن بكافة اطيافه منشغل بالتعامل مع كورونا وتداعياته ومحاولات الإفلات والعودة الى الحياة الطبيعية، يأتي الرئيس الرزاز بتصريح صادم يضر ولا ينفع الحركة السياسية الاردنية ويهدد مستقبل الاردن والاردنيين ويعرض القضية الفلسطينية للتصفية.

صفقة القرن المشأومة تعطلت برغم دعم عواصم عربية لها وعقدت المؤتمرات واللقاءات، الا ان المواقف الاردنية والفلسطينية كانت صلبة نظريا ولم تسند الى مواجهة التعنت الصهيوني على ارض الواقع، ومحاولات إعادة طرح حل الدولة الواحدة  سبق وان طرح الا انه لم يقبل فالكيان الصهيوني يريد فلسطين خالية من السكان، وينظر بعدوانية وبطمع شرقا وادبياتهم ومناهجهم تؤكد ذلك ( إذ يتم تعليم الاطفال في المدارس ان ضفة شرق الاردن لنا )، لذلك طرح الرزاز بحسن نية او غير ذلك من نتائجه إعادة خلط الاوراق في المنطقة (وتحديدا حيال ملف القضية الفلسطينية) لن يكتب له النجاح، وانه ربما وصل الرجل مع هذا التصريح الى نهاية مأساوية في مسيرته السياسية.