• 12 كانون الثاني 2021
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : نزار يوسف

 

منذ أيام، طالعتنا الصحافة (أنظر موقع عمان نت بتاريخ 20 كانون ثاني 2020 تحت عنوان "الكنيسة الأرمنية تؤجر جزء من أرضها لبلدية الاحتلال في القدس)، بخبر استئجار بلدية القدس الغربية وما يسمى صندوق تطوير شرقي القدس، وهي الشركة اليهودية التي ستتعمق في قلب حارة الأرمن أرض دير الأرمن، بعد أن حافظ البطاركة الأرمن ولأجيال تمتد إلى القرن الرابع على رونق وهوية وجمالية وتاريخ الأرمن العريق في قلب المدينة المقدسة، وفي ربط الأمور مع بعضها وبعد استهداف الحركات الاستيطانية وعلى رأسها حركة عطيرت كوهانيم باستهداف عقارات البطريركية الأرثوذكسية  في ميدان عمر بن الخطاب – باب الخليل، فإن المرء يدرك تمام الإدراك إن عملية التهويد تتسارع وبطرق أحيانا ملتوية وأحيانا أخرى بأدوات محلية تضعف أمام حفنة من المال، والهدف النهائي هو إنهاء ما تبقى من الوجود المسيحي، في قلب المدينة المقدسة، ولتصبح كنيسة القيامة وغيرها من كنائس الأرض المقدسة الى متاحف يرتادها الزوار.

وفي القصة حكاية، نرى أيضا في السنوات الأخيرة هناك استهداف لحارة النصارى، والبداية من باب الجديد، والمحاولات بشتى السبل مستمرة لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي للمنطقة، وتارة بحجة النشاطات الثقافية التهويدية، وتارة أخرى بإغراء أصحاب المحلات التجارية بإقامة الأنشطة المموّلة من صندوق شرقي القدس، للتوغل اليهودي في قلب حارة النصارى. هذا وبالرغم من الجائحة، فشاهدنا في الأيام الأخيرة وتحت ذريعة أعياد الميلاد وإقامة شجرة الميلاد، إسرائيليون يتوافدون ويملؤون الشوارع من كل حدب وصوب، مع ذهول القاطنين الساكنين في بيوتهم، فأصبحوا غرباء في بيوتهم. وجاءت القيود بسبب الجائحة لتوقف ولو لوهله  استهداف لحاره النصارى . 

والمحزن المبكي هو استمرار هذه السياسة الموجهة والمتصاعدة في تهويد حارة الأرمن وحارة النصارى وبالتحديد منطقة باب الجديد التي استشهد على أبوابها العشرات من الثوار، فنرى سكون مطبق من الكنائس، لدرجةٍ احيانا الخنوع لهذه المشاريع في عقر  دارهم، ومع ضعف عام  للصوت والهوية الوطنية التي تحافظ على وطنية ومسيحية ما تبقى من هذا الوجود الأصيل وشلل المؤسسات المسيحية أمام هذه الهجمة الاسرائيلية ومعاونيهم وهم  يهودا الاسخريوطي.