• 25 آب 2012
  • وجوه مقدسية

  بحق تعتبر السيدة هند الحسيني رائدة العمل الخيري والتربوي في القدس فهي التي  وهبت حياتها  لمساعدة الاطفال بغض النظر عن اي اعتبارات سياسية او اجتماعية ، هي التي وهبت حياة الخاصة من اجل الحياة العامة ، فهذه السيدة التي لا يعرفها الكثير من ابناء الاجيال الجديد في القدس تستحق  كل تقدير وارتم وتستحق ان تكتب عنها الابحاث والكتب

 ولدت السيدة هند طاهر الحسيني في مدينة القدس الشريف عام 1916م. انهت دراستها الابتدائية في مدرسة البنات الإسلامية قرب المسجد الأقصى المبارك عام 1922م. ثم التحقت بالكلية الإنجليزية و تخرجت منها عام 1937م, لتعمل بعدها في حقل التعليم.

تركت مهنة التعليم عام 1945م و التحقت بالعمل الاجتماعي التطوعي, حيث عملت منظمة لجمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس و التي انتشرت فروعها في أنحاء فلسطين و كان عددها آنذاك 22 فرعا .
وتقول رفيقة دربها السيدة ماهرة الدجاني والتي هي ايضاى من رائدات العمل الاجتماعي والخير ومن مؤسسات الحركة الكشفية في فلسطيني"  بان نقطة التحول الكبيرة في حياة السيدة هند الحسيني كانت في 25 نيسان عام 1948م و إثر مجزرة دير ياسين قامت بالبحث عن المشردين و الناجين من أطفال دير ياسين, إذ شاءت الأقدار أن تلتقي بخمسة و خمسين طفلة و طفلا بلا أهل و لا مأوى بالقرب من كنيسة القيامة, و استطاعت بمساعدة السيد عدنان أمين التميمي استئجار غرفتين في سوق الحصر في البلدة القديمة لإيواء هؤلاء الأطفال و لم يكن حين ذلك في جعبتها سوى 138 جنيها فلسطينيا. و من قولها المأثور :" آليت على نفسي أن أعيش بهم أو أموت معهم, إذ تصورت و كأن الشعب الفلسطيني سوف يمحى و ينقرض لو مات أولئك, " واضافت و كيف يمحى شعبنا العظيم؟... لا و ألف لا".

و لما هدأت الأمور نسبيا إثر اتفاقية الهدنة الثانية بين اسرائيل والاردن نقلت الأطفال إلى منزلها في حي الشيخ جراح في القدس. و لما انتظمت الأمور بعض الشيء قامت بتوزيع الأطفال على مدارس القدس لتلقي العلم.
و بمساعدة أقربائها و بعضا من سيدات القدس, وجدت من الأنسب فتح صفوف لهم في حرم المنزل الذي يقيمون فيه, فاستعملت الكراج و مأوى الخيول و مبيت سكن ساسة الخيول كصفوف مؤقتة, ليكون هؤلاء الأطفال تحت إشرافها مباشرة.
لقد طرقت السيدة هند الحسيني أبواب العديد من الدول و المؤسسات العربية و الأجنبية لتجمع التبرعات و نذرت نفسها لخدمة مجتمعها إلى أن تمكنت في عام 1961 من بناء دور التسوية  والطابق الأول من عمارة المدرسة بتبرع من شركة أرامكو في الظهران. و في عام 1965 تم بناء الطابق الثاني للمدرسة بتبرع من آل الشايع في الكويت. و في عام 1969 تم بناء الطابق الثالث من عمارة المدرسة و صفوفها الابتدائية و الإعدادية و الثانوية و قسم المنزل الداخلي حيث يقيم بعض الطالبات اليتيمات.و في عام 1970م تم بناء عمارة الأطفال بتبرع من الكنيسة الألمانية اللوثرية و تدرجت الجمعية إلى أن أصبحت حيا بأكمله تملك ست عمارات و تحتوي على الحضانة و الروضة. والمرحلة الابتدائية و الإعدادية و الثانوية و قسم الكمبيوتر،والقسم الداخلي.حيث تقيم الفتياتاضافة الى  قسم الخياطة. ومبنى متحف التراث الشعبي الفلسطيني والذي أنشئ عام 1960م. و في عام 1971م تم إنشاء معهد التربية و الخدمة الاجتماعية,
و في عام 1982 تم بناء كلية الآداب للبنات بمساعدة من منظمة المؤتمر الإسلامي. كما تم في نفس السنة شراء بيت الأديب الفلسطيني الكبير المرحوم محمد إسعاف النشاشيبي لإعداده مركز أبحاث إسلامية و معهدا عاليا يمنح درجة الماجستير في الآثار و الحضارة الإسلامية في القدس الشريف.
 ىوعلى ضوء هذا الجهد الجبار لسيدة مقدسية في مجتمع محافظ شعر المجتمع الدولي بتجربتها و بدأ يدعوها لحضور مؤتمرات منها:
- مؤتمر خبراء التدريب المهني للشرق الأوسط و عقد عام 1952م في لبنان و قدمت فيه تجربتها "دار الطفل
  و الحقل الاجتماعي".
- حلقة الدراسات الاجتماعية الثالثة للدول العربية و عقد عام 1952م في دمشق بصفة مراقب.
- حلقة الدراسات الاجتماعية للدول العربية في عمان عام 1956م.
- الحلقة الدراسية عن دور المرأة الريفية و اشتراكها في برنامج النهوض بالمجتمع الريفي
و تنمية المجتمع في العالم العربي عام 1959م.

أوسمة حصلت عليها السيدة هند الحسيني:
1964: وسام البابا بولص الرابع بمناسبة زيارة القدس.
1980: وسام أديلاي دستوري التقديري الإيطالي للسيدات الرائدات في العالم.
1985: وسام الكوكب الأردني للتربية و التعليم.
1989: وسام الدرجة الأولى من الحكومة الاتحادية الألمانية.

كما كانت رحمها الله عضوا في عدة جمعيات و مؤسسات و هيئات اجتماعية
و تعليمية منها:

- عضو في مجلس إدارة الفتاة اللاجئة.
- عضو في مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي.
- من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية في القدس.
- عضو في جمعية مجلس إدارة جمعية اليتيم العربي.
- عضو في مجلس أمناء جامعة القدس.
- رئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبنات – جامعة القدس, المنبثقة عن مؤسسة دار الطفل العربي.

وكما قال الدكتور حاتم اسحق الحسيني رحمه الله في وداعها بتاريخ 4/10/1994: " .... فذكراها سوف تبقى حية عبقة من خلال عمل جميع تلامذتها و أصدقائها و محبيها الذين سيحققون لها كل أهدافها المنشودة".