• 24 آب 2012
  • هموم

 القدس- اخبار البلد خاص

 في الوقت الذي يشتد فيه التوتر يوما بعد يوم في مقر شركة كهرباء محافظة القدس بانتظار معرفة ما الت اليه الجهود المبذولة لاخراج الشركة من ازمتها الحالية ، والتي تهدد باجراءات اسرائيلية حقيقية ضد الشركة العربيةفي القدس ، لم يبدى الشارع المقدسي تضامنا كبيرا مع شركة الكهرباء، حيث قامت "اخبار البلد" باستطلاع عشوايئ في الشاعر المقدسي حول ازمة شكرة الكهرباء فلقد اشتكى ابو السعيد من البلدة القديمة من طريقه تعامل الموظفين  وقال " انه اذا ما تاخرت عن دفع فاتورة واحدة فان الموظف المحترم ياتى وبدون اي سابق انذار يقوم بقطع التيار الكهربائي ، وعليك بعدها ان تتنقل من مكتب الى مكتب من اجل اعادة التيار، بينما هناك العشرات من العائلات تقوم بسرقة التيار الكهرباء بدون حسيب !! بينما قالت ام محمد من ضاحية البريد : ماذا يعنى ان تسيطر الشركة الاسرائيلية على شركة كهرباء القدس ؟! فهذه الشركة تاخذ التيار من اسرائيل وتبيعه لنا فقط !! ولكن الشاب محمد والذي عمل واالده بشركة الكهرباء دافع عنها قائلا: قد نقول بأن هناك تضخماً إدارياً وبطالة مقنعة وتوظيفات على اسس فئوية في الشركة،وقد يكون هناك بعض نماذج الخلل الإداري، ولكن في المقابل فإن عمال وموظفي وإدارة الشركة يعملون في واقع وظروف على درجة عالية من التعقيد والصعوبة،فهم في قلب الحدث والمواجهة ليس فقط مع الاحتلال، بل ومع الجمهور الفلسطيني والمشتركين، ولهذا فهم يستحقون التقدير والدعم منا جميعا ! واكتفى نائل صاحب محل في المصرارة بقوله شركة الكهرباء تعرف كيف تعطي رواتب عالية ومحسوبيات فيها وغير ذلك خدمتها ليست كما يجب ، وعند سؤاله عن الازمة الحالية قال انه لا يعرف اي شئ عنها !!

سرقة التيار الكهربائي

 هذه الاراء السلبية عن شركة الكهرباء مردها الى ضعف في العلاقات العامة وفي توعية الجمهور بهذه الصرح الوطني المقدسي الاصيل الباقي حتى الان ، ذلك الصرح الذي يواجه خطر حقيقيا  بسبب عمليات سرقة للتيار الكهربائيالتي تتستر عليها جهات نافذة وفي مستويات عليا أمنيا وسياسيا، وابعد من ذلك فهناك من يتبناها ويتستر عليها،والبعض يقوم ليس بالسرقة لبيته او مصلحته، بل يعمل على بيع التيار المسروق لجيرانه أو أقاربه،،فأين مصلحة الوطن والوطنية مما يجري؟،يتسال احد المصادر المطلعة في حديثه لاخبار البلد، وتشيرارقام الشركة الى إن نسب التيار الفاقد(أي المسروق) كبيرة ،ففي مخيم كمخيم عقبة جبر تصل النسبة الى 92%،،والدهيشة 57.40%،ومخيم شعفاط 76.64%،ودير عمار67.19 %،والأمثلة تطول وتكثر في القرى والأرياف والمدن،وبالملموس فنسب التيار الفاقد(المسروق) حسب معطيات شركة كهرباء القدس للمحافظات الواقعة تحت امتيازها هي لعام 2011 على النحو التالي: القدس34.62 %،رام الله 24.60 %،بيت لحم 24.05 %،أريحا 23.27 %.

 واضاف المصدر ان عمليات السرقة والبلطجة والزعرنة والاعتداء على موظفي الشركة ومقراتها وخطوط امتيازها وشبكاتها،تجري في ظل غياب المساءلة والمحاسبة وسيادة القانون،فلقد دفع العديد من موظفي الشركة  حياتهم لأنهم أرادوا حماية الشركة والدفاع عن حقوقها وتنفيذ واجباتهم،وحقوقهم ، فالقانون ( يمكن وصفه بالمهزلة ) المعمولة به في المحاكم الفلسطينية منذ عام 1962 ،والخاص بمعاقبة سارقي التيار الكهربائي،لا يغني ولا يسمن من جوع،بل يشجع على التمادي في السرقة،فهو يحدد عقوبة سرقة التيار الكهربائي ب 45 ديناراً أردنياً،؟

الديوان المتراكمة

وكان مجلس ادارة الشركة قد عقد مؤتمر صحفيا قبل اسبوعين وصف فيه يوسف الدجاني رئيس مجلس ادارة الشركة الوضع الحالي بالخطير، مؤكدا بأن "كهرباء القدس قامت بالتحذير من عواقب اهمال الديون المتراكمة ودعت الحكومةالفلسطينية مرارا لأخذ المسألة بشكل جدي وخاصة ان الشركة لا تولد الكهرباء وانماتشتريها من اسرائيل وتوفرها للمشتركين، الا ان هذه الدعوات ذهبت أدراج الرياح".وقال: "عملت الشركة على تأجيل دفع الديون المستحقة للشركة الاسرائيلية ما أمكن،ولكن الديون المستحقة لكهرباء القدس لم يتم تسديدها. ولقد قام مجلس الادارة، الذيهو في حالة إنعقاد مستمرالآن، باجراء مجموعة من الاجتماعات مع الحكومة سابقاوحاليا، ولا زلنا على اتصال مع السلطة الفلسطينية من اجل تجنب انقطاع التيارالكهربائي ولتجنب حجز الشرودعا المهندس هشام العمري مدير شركة كهرباء محافظة القدس للحذر من أثر هذهالاجراءات وخطورتها على المدى البعيد، بما فيها عدم إضافة نقاط ربط جديدة، حيث لنيتمكن المواطن الفلسطيني من الحصول على زيادة في كمية الكهرباء لتغطية احتياجاتهالمتزايدة مما يشكل تهديدا خطيرا للنمو الاقتصادي والعمراني والسكاني المتسارعوتزايد الطلب على الكهرباء في فصلي الشتاء والصيف.
وأكدالعمري أن الشركة ستفعل ما بوسعها "لمجابهة هذه التحديات وخاصة أنها صمدت طيلةالسنين الماضية في وجه محاولات السيطرة الاسرائيلية عليها وتخطت أزمات كثيرة بفضلجهود مثابرة أمنت التيار الكهربائي للمواطن الفلسطيني خلال أحلك الظروف". وأهاببالحكومة الفلسطينية "لإتخاذ خطوات فورية إما بتسديد ديونها فورا أو من خلال تغطيةهذه الديون من خلال فاتورة المقاصة".
وقال العمري في حديثه"ان مديونية الشركة لصالح كهرباء اسرائيل تصل الى 418 مليون شيكل، مؤكدا أن اجماليديون الشركة على المشتركين بما فيها المخيمات والسلطة تصل الى حوالي 550 مليونشيكل، موضحاً بأن السلطة تدين بـ 120 مليون شيكل لكهرباء القدس عن أثمان فواتيرمباشرة، إضافة الى 60 مليون شيكل هي فروقات ارتفاع التعرفة التي تعهدت الحكومةبتغطيتها ولم تغطيها. وان هناك ديون كذلك لقاء أجرة أرقام عمل ومنها منفذ منذ أربعسنوات ولم يتم دفعها، وفروقات اخرى عن التعرفة خلال الاعوام الماضية.وأوضح بأن "ديون المخيمات المباشرة تصل الى 202 مليون شيكل جراءعدم دفع الفواتير، وأن سرقات الكهرباء في المخيمات تبلغ 100 مليون شيكل، وأن الشركةاضطرت الى ان تلجأ للبنوك والقروض من اجل تسديد هذه الديون مما ترتب عليها ديونوفوائد بقيمة 50 مليون شيكل". وأضاف "ان السرقات في كافة مناطق الامتياز تكلفالشركة حوالي 150 مليون شيكل سنويا"، داعيا "السلطة الفلسطينية الى اقرار قانونالكهرباء المعدل الذي يشدد من عقوبة سرقة الكهرباء".كة الاسرائيلية على ممتلكات كهرباء القدس".

في هذه الاثناء  سيبقى الجميع في القدس بحالة تاهب وترقب لمعرفة ما يخبئ المستقبل لشركة كهرباء محافظة القدس  على امل ان يكون الحل لصالح بقاءها صراحا شامخا في شارع صلاح الدين ينبر سماء القدس