• 26 كانون الثاني 2013
  • هموم

القدس- أخبارالبلد- في الوقت الذي سارعت فيه الشخصيات الرسمية والدينية إلى خيمة الإعتصام في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى ،  ساد الهدوء خيمة الإعتصام التي أقيمت على الأراضي المصادرة في حي شعفاط شمالي القدس، ولم تجد عائلة النيع (وهي احد العائلات التي تمت مصادرة اراضيهم) الا نفسها في الخيمه مع قوات الشرطة الإسرائيلية التي سارعت  إلى إزاله الخيمه وتهديد من تواجد بالإعتقال إذا اعادوا إقامة الخيمه مرة اخرى ،  مما حدى باحد أبناء العائلة أكرم إلى الصراخ بأعلى صوته الصادر من أعماق قلبه وكله حسرة وغضب في آن واحد :" مش شايف حد جاي يوقف معاي يقول  نحن معاك بالباع والدراع ما بدي منهم مصاري ما بدي منهم اكل ما بدي منهم شرب  بدي منهم يجوا هنا ويقفوا معي ويقولوا يا عمي نحن معاك .." ويستطرد اكرم وقد ضرب كف بكف :" حسبي الله ونعم الوكيل، فالله وحده هو الذي نشكو له ضعفنا وقلة حيلتنا.." 

 ويحمل اكرم  بين يديه حفنة تراب احمر غامق ويفركها ، قبل أن ويقول:  أذكر أن جدي كان يجلس تحت تلك الشجرة ويفرك بيديه تراب الأرض الاحمر، وكأنه الحنه يبقى لون التراب على يديه لمدة يومين كانه الحنه ، كيف لي ان اترك تلك الارض التي قال لي جدي ذات يوم أنها اغلى من الروح..!

 اما ام اكرم التي جلست في صدر الخيمه بكل عز فتقول أنها لن تتخلى عن الأرض فهي الدم هي الروح ولو دفعوا كل اموال الدنيا سنبقى صامدين ان شاء الله صامدين هذه ارضنا حيانا ولا نفرط فيها  وبدل الخيمه سوف نحضر مليون خيمه  

  ويذكر ان السلطات الاسرائيلية قررت مصادرة المساحات الواسعة مما تبقى من اراضي شعفاط بهدف شق طريق يربط المستوطنات شمال القدس من بسغات زيف رامون بمركز القدس والمستوطنات جنوب المدينة، مما يساهم بتمزيق الاحياء العربية الشمالية الى اجزاء لا ترتبط ببعضها البعض ، فبعد شعفاط هناك الشارع الجديد والذي يمزق بيت حنينا الى قسمين اضافين ويربط مستوطنات مباشرة بمدينة تل ابيب

 ومقابل هذا الكم الهائل من النشاط المكثف في تمزيق الاحياء العربية في القدس نجد ان القيادة المحلية من قوى وطنية وشخصيات تعمل باسم السلطة  منشغله في المشاركة  بإفتتاح معرض فني هنا ،  وحضور حفل استقبال لقنصلية اجنبية تقدم الدعم الكامل للاستيطان بالقدس ..!او الانشغال في توزيع التصريحات النارية حول خطورة الوضع في القدس لوسائل الاعلام  المحلية ..!