• 18 تموز 2021
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد – " ان ما شهده المسجد الأقصى  يوم الاحد هو تأكيدا لكل متشكك ان الأقصى قد تم تقسيمه زمانيا ومكانيا رغم انف المسلمين والعرب " هذا ما قاله احد رجال القدس الذي افنى عمره دفاعا عن الأقصى ولا يكاد يمر يوم بدون ان يتواجد هناك، وكان يعلق على قيام الشرطة الإسرائيلية بطرد المسلمين من أولى القبلتين بهدف السماح للجماعات اليهودية المتطرفة بالدخول بحرية كاملة  والصلاة العلانية هناك في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم . حيث قام نشطاء تلك الجماعات والتي تتلق الدعم الكامل من الحكومة بنشر فيديوهات وصور تؤكد انهم أصحاب المكان ، وقال  الصحفي اليميني ارئيل كهانا " ان ذكرى خراب الهيكل هذ العام مختلفة  ومرحلة تاريخية فبعد مئات السنوات أخيرا اليهود يصلون في جبل الهيكل بشكل علني وبكميات كبيرة كل التقدير للشرطة والحكومة الذين سمحوا بهذا الامر وهذه سابقة تاريخية  . هذه الحكومة التي تشكل الحركة الإسلامية في الداخل ، جزءا منها وتلقى دعم القائمة المشتركة وحزب ميرتس الساري يشكل جزءا منها ،  تعتبر الأكثر تطرفا من حكومة نتنياهو السابقة بكل ما يخص الأقصى وتغير الواقع القائم فيه . وقال احدهم ان ما جرى هو ليس اقتحام بل اعتداء غير مسبوق، وعلى هذا الاساس يجب التعامل معه

 الاقتحام  الاخير هو الأكبر من حيث عدد اليهود والذي تجاوز الاف بكثير بمن فيهم أعضاء كنيست حتى من حزب رئيس الحكومة اليميني نفتالي بينت والذي  اصدر بيانا اكد فيه انه اوعز للشرطة بمواصلة زيارات اليهود إلى جبل الهيكل بشكل منتظم وآمن حفاظا على النظام العام في هذا المكان.

 هذا التصعيد هو الأخطر في تاريخ الأقصى  والذي اثبت ان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الأقصى  وبدون أي منازع هو إسرائيل فقط ، فدائرة الأوقاف لا تستطيع ان تواجه   الحكومة الإسرائيلية لوحدها بدون الدعم العربي الغائب وبدون الدعم الإسلامي  الضائع .هذا ما يردده الشارع المقدسي الغاضب والذي يواجه الوضع لوحده وقد انهكته السلطات الإسرائيلية  ناهيك عن انه  فقد الثقة العرب والمسلمين .

وفي هذا الوضع المتدهور الخطير كان لازما على مجلس الأوقاف الذي يمثل الجهة الإسلامية العليا في القدس  اصدار بيان للراي العام حذر فيه من خطورة الأوضاع  في الأقصى التي باتت واقعا.

 وجاء في البيان الذي وصلت نسخة منه لشبكة " أخبار البلد"  ما يلي:

" يحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من مغبة ما تقوم به حكومة الاحتلال والمتطرفين اليهود من انتهاكات بحق حرمة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وخاصة تزامناً مع الأعياد والمناسبات الإسلامية، والتي تعبر عن تطرف وحقد دفين هدفه جر المنطقة الى حرب دينية لا تحمد عقباها.

ففي هذا اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) قبيل يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، عمدت حكومة الاحتلال الى انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك من خلال إدخال ما يزيد عن ألف ومائتي متطرف يهودي الى المسجد عنوةً في ذكرى ما يدعى خراب الهيكل المزعوم بحماية مشددة من أفراد الشرطة والقوات الخاصة المدججة بالسلاح.

حيث مكنت شرطة الاحتلال مجموعات المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد وعمل جولات استفزازية وأداء الصلوات والطقوس العلنية داخل باحاته، وذلك عقب اقتحام المسجد صباح اليوم وتفريغه من المصلين الذين جاؤوا للتعبد في هذا اليوم المبارك بعد الاعتداء عليهم واخراجهم بالقوة من المسجد، ومنعت موظفي الأوقاف من ممارسة عملهم وأداء واجبهم في حفظ وحماية المسجد.

ويؤكد المجلس أن هذه الانتهاكات والاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك جاءت بدعوات مما تسمى جماعات أمناء الهيكل المزعوم وبدعم وغطاء حكومي سياسي.

ويحذر المجلس مما تسعى اليه هذه الجماعات المتطرفة غير الابهة بعقيدة أكثر من ملياري مسلم حول العالم، من خلال المساس بأقدس مساجدنا في هذه الديار مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء.

ويؤكد المجلس بأن جميع ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وما تسعى للوصول اليه، لن يغير من الحقيقة الربانية بأن المسجد الاقصى المبارك بمساحته البالغة ١٤٤ دونم هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك الى أن يرث الله الارض وما عليها، وسيبقى اهل بيت المقدس والمرابطين في اكنافه حراسا أوفياء لعهد وذمة رسولهم الأكرم صلى الله عليه وسلم ومسراه المبارك.

كما يؤكد المجلس ومن خلفه المقدسيون وجميع المسلمين التفافهم ودعمهم والتزامهم بالوصاية الهاشمية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، والتي تعتبر صمام الأمان للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف."