• 23 حزيران 2022
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد -  لم تعد سرقة التيار الكهرباء مقتصرة على فئة معينة من المجتمع  الفلسطيني ولا على بقعة جغرافية بحد ذاتها ، رغم ان تلك البقع الجغرافية باتت الاكثر جذبا حتى لرجال الأعمال الباحثين عن الربح الحرام من خلال سرقة التيار الكهربائي ، ووفق المعلومات المتوفرة فان التفاخر بسرقة التيار أصبحت حديثا عاديا ، فلقد قال أحدهم لصديق له  إذا رغبت يمكننا فتح عداد الكهرباء لك وعندها يمكنك  سحب الكهرباء بدون الدفع ، فرد عليه هذا الشخص يا صديقي هذا حرام وانا لا اريد ان اضئ بيتي بنور حرام حتى لا يحرمني ربي من النور الحلال في حياتي في مماتي .

 واليكم بعض الامثلة الواقعية جدا على اشكال سرقة التيار الكهرباء بدون وازع ديني واخلاقي .

 احد الاغنياء يملك عدة فيلات في أريحا قام مؤخرا بفتح العديد من اجل سرقة الكهرباء .

 احد رجال الاعمال يكسر قفل خزانة الكهرباء في برج سكني يضم  عددا كبيرا من الشقق ويقوم ببيع التيار الكهربائي للسكان .

 العديد من المخابز والمشاغل الصناعية والورش الكبيرة والصغيرة  وبعض المحاجر جنوب الضفة الغربية، اضافة  الى بعض ثلاجات البوظة  والعديد من هذه الاشكال تقوم بسرقة التيار الكهرباء علانية بعضهم يتخفى تحت ستار الوطنية .

 هذا الوضع دفع رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس ومديرها العام  المهندس هشام العمري  إلى نشر مقالة قامت شبكة " أخبار البلد" بنشرها بالكامل  يحذر فيها من أن الوضع لم يعد يتحمل ، واضاف فيها  

" ولأننا لا نقف موقف المتفرج من الأزمة الحالية، فإن طواقمنا الميدانية ورغم ضعف الاجراءات الأمنية في بعض المناطق تقوم بحملات تفتيشية واسعة في الميدان، حيث ضبطت مؤخراً منشآت صناعية ضخمة، وفلل سكنية في أريحا وغيرها، ومشاغل المنيوم في رام الله والقدس، وأصحاب عقارات كبيرة في كفر عقب، يقومون بسرقة ضخمة للتيار الكهربائي، بل أن هناك بعض المطورين العقاريين يقومون ببيع الكهرباء المسروقة إلى المستأجرين، نعم هذا حدث بالفعل، والمصيبة أنك تجدهم ليلاً ونهاراً يدعون إلى الانتماء، وهم فاقدين كل الانتماء لهذا البلد، بجشعهم الذي لا ينتهي.

إننا في الشركة، لا نطلب المستحيل، ولا نطلب دعماً أو منحةً من أحد، كل ما نطلبه هو التوقف عن السرقات ودفع الديون، ونؤكد لكم أن أبواب الشركة مفتوحة لتسوية الأمور المالية للمتخلفين عن الدفع وبما يتناسب مع أوضاعهم المالية، باعتبار أن ذلك هو الخروج الأسرع و الحل الوحيد من الأزمة التي بدأت تدخل في ذروتها، وهنا أريد أن أؤكد، أن شركة الكهرباء المقدسية لن تقترض من البنوك مرةً اخرى من أجل سارقي التيار الكهربائي أو الرافضين للدفع، حتى لو أدى ذلك إلى قطع التيار الكهربائي عن الخط كاملاً من قبل المزود وهو الجانب الاسرائيلي للخطوط التي تسببت في المديونية العالية وتتعرض للاستهلاك المسروق والغير مدفوع، هذا ليس تهديداً، إنما تحذيراً، فنحن غير قادرين أبدًا الاقتراض من البنوك، خاصة أننا ما زلنا ندفع التبعات المالية لأزمة 2019-2020..

 هذه المقالة التي نشرها رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس هي بمثابة صرخة في واد سحيق عسى ان يجب من يسمع و يعمل على إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.