• 24 آب 2022
  • مقدسيات

 القدس - أخبار البلد -  أثار ما كتبه عضو المجلس التشريعي السابق وأحد أبرز الشخصيات في القدس  حول الإعلام الرسمي  عاصفة من ردود الفعل في الشارع الإعلامي الفلسطيني ما بين مؤيد بشدة ومعارض حيث اعتبر المعارضون ما كتبه عبد القادر بأنه تجني كبير على الإعلام الرسمي، بينما قال البعض ان  عبد القادر كان بدبلوماسي في شرحه  وضع الإعلام الرسمي الفلسطيني .

 ونحن في شبكة " أخبار البلد"نعيد نشر ما كتبه الصديق محمد عبد ربه  في صفحته في الفيسبوك من مقالة حاتم عبد القادر  من باب الاطلاع ، ومن باب الاستفادة من النقد من أجل تحسين الأداء غير المرضي لكل وسائل الإعلام  الرسمي والخاص .

وكالة "وفا"..  يحكى ان 

\بقلم:  حاتم عبد القادر

يحكى ان صحفيا مرموقا عينه احد الرؤساء العرب رئيسا لتحرير صحيفة رسمية ذائعة الصيت ، وذات يوم قام بنشر مقال لأحد الكتاب المدرجة اسماؤهم على اللائحة السوداء ، فغضب الرئيس غضبا شديدا واتصل برئيس التحرير موبخا ، واعتذر الأخير كونه جديدا ولا يعلم بأمر القائمة ، وبعد مرور عدة أيام سافر الرئيس في زيارة رسمية لدولة أوروبية ، واصطحب معه رؤساء تحرير الصحف الرسمية باستثناء صاحبنا ، فما كان منه إلا أن سافر على نفقته الخاصة محاولا الالتحاق بالوفد ، لكنه فشل وتم استبعاده مجددا ، وعلى اثر ذلك أصيب بنوبة قلبية توفي على اثرها  ..   هذة قصة حقيقية حدثت بالفعل ، وهي مثال صارخ لدكتاتورية الإعلام الرسمي المقيد والمكبل ، الذي يحول الصحفي إلى عبد مسكون بالضعف والرهبة والخوف ، فلا يكاد يقع بين يديه مقالة او خبر حتى يضعه تحت المجهر باحثا مستكشفا عن اسم او كنية او لقب مدرج على اللائحة السوداء فينقض عليه حذفا فلن تجد له اثرا . . . هذا ما يحدث بالضبط مع إعلامنا الرسمي الفلسطيني بجميع مكوناته ، لديه لائحة سوداء طويلة عريضة تجدد كل ستة أشهر ، مثل الاعتقال الإداري،  

 كما أخبرني بعض العاملين  ، وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" التي واكبت النضال الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن ، ولعبت دورا إعلاميا مشرفا في الدفاع عن منظمة التحرير والقضية الفلسطينية  ، المصداقية المهنية لهذه المؤسسة الاعلامية العريقة  بدأت للأسف الشديد تتهشم ، وأصبحت الشخصنة والفرز الإعلامي يتحكم في جميع مفاصلها ، وأصبح التلاعب بالأخبار تحريفا وبالأسماء حذفا ، هو ما يشغل بال مسؤوليها على مبدأ الفرعون المصري " لا اريكم الا ما أرى "   .... الغريب في الأمر أن هذه العقلية إلى تجاوزها الزمن ما زالت سائدة للآن في زمن تفجرت فيه ثورة الاتصالات وتقنية الإعلام المتعدد والمفتوح ، الذي لم يعد يجدي معه 

 إخفاء الحقائق ، إذ سرعان ما تكشف مئات وسائل الإعلام ما أرادوا أن يخفوه ، على كل حال  ، انا اقول هذا الكلام ولست غاضبا من وكالة أنباءنا الرسمية لأنها شطبت اسمي واسم الأخ يونس العمودي من خبر لقاء مع السفير العماني في رام الله أمس الأول ، الخبر بكامل تفاصيله نشر في كل وسائل الإعلام ، واحمد الله أنني لم أتسبب في نوبة قلبية لأي من المسؤولين عن الوكالة ، الذين اتمنى لهم الصحة والعافية وطول العمر ...