• 23 تشرين أول 2022
  • مقدسيات

 

 

القدس - أخبار البلد - مع تصاعد حدة الأزمة التي تعصف مدرسة اليتيم العربي ذلك الصرح المهني التربوي التعليمي في القدس ، ارتفعت الأصوات المقدسيين مطالبة الجميع بعدم تصعيد الأوضاع حفاظا علي ذلك الصرح ووقف التجييش الإعلامي وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تتداول الكثير من المعلومات غير الدقيقة بل المبالغ فيها والتي تساهم في تعميق الازمة بين الطلبة والمعلمين ولجنة اولياء الامور من جهة وبين إدارة المدرسة من جهة أخرى.

وأكدت العديد من المصادر المطلعة على الأوضاع مدرسة اليتيم العربي لشبكة " أخبار البلد" ان الكثير من المعلومات التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية فيها الكثير من المغالطات وأن الحديث العلني غير الملتزم وغير الدقيق من قبل البعض من شانه ان يؤدي الى نتائج غير متوقعة من قبل الجميع

والمحت تلك المصادر الى أن هناك خطرا حقيقيا يهدد المدرسة  اذا لم يتم رب الصدع باسرع وقت ممكن  ولهذا دعت تلك المصادر الى ضرور استكمال الجلسات في الغرف المغلقة بين لجان أولياء الأمور والمدرسين والمدرسة وعمان للوصول إلى حلول.

 من جهته أكد الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية  نائب رئيس مجلس الاوقاف في القدس ان  الاوقاف تتابع عن كثب ما يجري من تطورات في مدرسة اليتيم العربي ، كاشفا النقاب في لقاء مع وفد من المدرسة   قرار سابق بوقف الأرض التابعة للمدرسة وقفا خيريا صحيحا ولكن هذا الأمر لم يحدث بسبب بعض الخلافات في مجلس الإدارة مشددا على أنه سيطلع المسؤولين الأردنيين بما يجرى على أمل التواصل مع  إدارة الجمعية في عمان من اجل تجاوز الازمة الحالية واعادة المدرسة الى سابق عهدها .

ويذكر أن مدرسة اليتيم العربي تأسست قبل عام ١٩٤٨ في حيفا ، ثم انتقلت إدارتها بعد النكبة إلى القدس وعمان ... ومع مرور السنين استطاعت جمعية اليتيم العربي من شراء أرض مساحتها تزيد عن ٤٠ دونم في المنطقة التي تعرف الآن بمنطقة عطروت ،  وبدعم من الحكومة الألمانية تمكنت من المدرسة من بناء مشاغل تعليمية نموذجية ومسكن للأيتام ، في أوائل الستينات وحضر الراحل جلالة الملك حسين الى مدينة القدس خصيصا من أجل افتتاح هذه المدرسة التي كانت تعتبر الأولى من نوعها في المدينة المقدسة .

ومن أبرز من تولى الادارة التنفيذية للجمعية كان المرحوم الأستاذ حسن القيق رحمه الله  والذي بعهده  تطورت هذه المدرسة بشكل كبير وملفت للنظر  لسنوات طوال يشهد له بها بالتطوير وتخريج دفعات متتاليه من حملة المهن المتعددة. وبعد رحيل المرحوم حسن القيق تراجع أداء الهيئات الإدارية المتعاقبة على مدرسة اليتيم العربي، لعدة أسباب لا مجال الى سردها .

ومن المعروف ان القرار كان دوما بيد الجمعية الأم في عمان  وهي نفسها الممول الرئيسي لليتيم العربي بالقدس بمعدل تمويل سنوي ٧٥٠ الف دينار . وهذا جعل  من الجمعية في عمان  صاحبة القرار والسلطة.

في الاوانة الاخيرة  ارتفعت حدة الازمة الداخلية  الخلافات ما بين الإدارات في القدس وعمان  مما أسفر  عن سلسلة من استقالات أعضاء الهيئة الإدارية في القدس لعدم القدرة على التأثير الإيجابي في إدارة المدرسة، هذا الوضع أدى الى حصول تغيرات في الجمعية الأردنية ، وقبل عام ونصف تم انتخاب رئيس لها والذي بدوره قام بتعيين مدير تنفيذي مقدسي مشهود له بكفاءته التكنولوجية وتم تشكيل هيئة ادارة واعدة لتصطدم مؤخرا مع رئيس مجلس إدارة الجمعية في عمان اسفر ذلك عن استقالة المدير التنفيذي ، وبعد استقالته تم إعطاء صلاحيات واسعة للمدير المالي بإيعاز من الجمعية في الضفة الشرقية  .

وقالت مصادر مطلعة عن قرب عما يجري بأنه لا بد من تطوير الأداء ولا بد من الخروج من الدعم السنوي من الاردن لان الوضع المالي في الأردن آخذ بالتراجع. ومما زاد من تدهور الاوضاع العامة ضعف إقبال الطلبة في القدس ومحيطها  للالتحاق بالتخصصات المهنية ، اضافة الى  عدم الالتزام  بدفع الأقساط  التي هي ايضا  غير مرتفعة مقارنة بالمؤسسات التعليمية الاخرى قفي القدس  لدرجة ان نسبة تحصيل الأقساط السنوية لا تتجاوز 25% بل إن  العديد ممن تخرجوا لم  يلتزموا بدفع الأقساط ، هذا الدين يقدر بملايين الشواقل والذي تراكم على مدى سنوات طويلة ،  هذا الوضع ادخل المؤسسة برمتها في أزمة مالية خانقة  دفع الإدارة الى تقنين النفقات ودمج الصفوف المهنية والتفكير في فتح دورات متميزة هذا معناه الاستغناء عن بعض المدرسين خاصة وأن الأداء العام  لم يكن وفق التوقعات ولا حتى حسب المعايير التي وضعتها الإدارة فلقد تتجاوز نسبة النجاح في التوجيهي 25% ، هذه الخطوات من قبل الإدارة  قوبلت برفض من قبل المعلمين 

 وأكدت المصادر المطلعة أن مدرسة اليتيم العربية ترفض رفضا قاطعا استلام مخصصات وزارة المعارف الإسرائيلية حفاظا على استقلالية المدرسة وايمانا بعروبة المدرسة المميزة . وكانت  "راية سبيتاني" عضو لجنة المديرين في مدرسة اليتيم العربي قد وجهت رسالة إلى المعلمين في المدرسة أوضحت فيها ان  لجنة اليتيم العربي في عمان ليس لها اي صفة او دور في إدارة شؤون المدرسة حيث ان الجمعية في عمان فقط مالكة للأرض والمنشآت  بينما شركة اليتيم العربي المسجلة في القدس هي الجهة المستأجرة للمنشآت والمدرسة من الجمعية في عمان .

 وأكدت في رسالتها  الشهر الماضي  أن وزارة المعارف  الإسرائيلية بعثت  بتنبيه  واضح للمدرسة لضرورة تقليص المصاريف وإيجاد مصادر دخل جديدة وفي حال عدم القيام بذلك فسوف تقوم الوزارة باتخاذ الإجراءات ضد المدرسة