• 12 تشرين الثاني 2022
  • مقدسيات

 

اسطنبول - أخبار البلد - كتب احمد هيميت 

 

 تعتبر قمة البوسفور الثالثة عشر  والتي كانت تحت عنوان " التحولات الكبرى التي ستقود الى التحويل العالمي "  ناجحة على صعيد الحضور العربي وعودة الوجود العربي الرسمية الى تلك القمة ، فلقد تمكنت هذه القمة من  حشد اكبر عدد من المشاركين العرب عبر محاور شيقة تحت نفس العنوان  ، فلقد خصص القائمون على  القمة  نصف اليوم الثاني كاملا للحديث عن الحوار التركي العربي بعد غياب طويل لهذا المحور عن تلك القمة ،  كما كانت  هناك جلسة اخرى عن العلاقات التركية الخليجية  .

 النجاح الاخرى الذي يحسب لهذه القمة رغم ا الصعوبات المالية التي واجهتها هذا العالم  هو  استضافة عدد من كبار الشخصيات العربية المؤثرة والذي تحدثوا في تلك القمة وعلى راسهم سمو الامير الحسن بن طلال  والذي شارك ايضا على هامش القمة باجتماع الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحوار التركي العربي .

 في كلمته امام المشاركين في القمة  كان الامير الحسن  حاد الذاكرة  شديد العبارات  رسائله واضحة  للحضور المميز  حيث طلب بالتعاون على اوسع مساحة من اجل مصلحة الانسانية والفئات الضعيفة من سكان العالم ، متمنيا ان تخرج هذه القمة من بوتقه الحوارات  الى فناء العمل والفعل .

 كما تحدث ايضا  عمرو موسى  تلك الشخصية التي لعبت دورا هاما في  المعترك السياسي والدبلوماسي العربي لعقود من الزمن  وقال في  كلمته بانه يجب العمل على خلق نظام اقليمي جديد يعتمد على تبادل المصالح والتعاون  واحترام الدول بعضها بعض .

 وكان المتحدث الثالث  هو نائب وزير الخارجية السعودي والذي اكد ان السعودية يؤيد الخطوات التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  وان السعودية تسير بخطى متسارعه وثابته  في تحقيق برنامجها الطموح  بما في ذلك الانفتاح على العالم  . 

 كما انه يمكن كتابة نجاح اخر حققته قمة البوسفور الثالثة عشر الا وهو تحقيق حلم راود الكثيرين من المثقفين والكتاب  العرب والاتراك ،  الا وهو عودة الحوار بين الشعوب العربية والشعب التركي، وهكذا حدث في هذه القمة عندما انعقدت الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحوار التركي العربي التي تأسست قبل سنوات في عهد الرئيس التركي السابق عبد الله غول  ولكنها وجدت نفسها في السنوات الاخيرة في عين العاصفة  الناجمة عن الربيع العربي وانعكاسات ذلك على المواقف الرسمية للدول العربية  التي ضربت بعرض الحائط مبدا الحوار ، لتدخل المنظمة مرحلة من عدم الاستقرار وفقدان الرغبة بالاندفاع اكثر نحو الامام رغم ان شعلة الحوار بقيت كما هي  بانتظار الوقت المناسب .

 ورغم ذلك عادت المنظمة الى الحياة في هذه القمة بفضل الرغبة القوية لدى بعض القائمين عليها وبالتحدي  رئيسها ارشد هورموزلو والدكتور خالد ارن وبعض الاعضاء المؤمنين باهمية الحوار وتم انتخاب هيئة تنفيذية جديدة بحضور مميز من الغالبية العظمى  من الدول العربي ، تلك الهيئة التنفيذية الجديد تستعد للانطلاق بهمة عالية من اجل الحوار وايمانا منها وكما قال الامير الحسن بن طلال  بمبدآ قبول الاخر والاتفاق على حق الاختلاف مع الحفاظ على مسافة واحدة من الجميع  .

 وهكذا اسد الستار على قمة البسفور في اسطنبول تاركة طعما لذيذ في افواه وعقول الحضور العربي بان القادم افضل ان شاء الله .