• 24 آيار 2023
  • مقدسيات

  القدس - أخبار البلد - ان ما شهدته القدس هي خطوات تاريخية متسارعة في يوم واحد بكل ما في الكلمة من معنى ويثبت ان الحكومة الاسرائيلية حسمت أمرها بكل ما يخص الاقصى والوضع القائم فيه ، فبعد أن سمح رئيس الحكومة لوزيره المتطرف  ايتمار بن غفير بالاعتداء على الأقصى برفقة كبير الجماعات اليهودية المتطرفة الذي يعمل على تغير حال المسجد الأقصى ليصبح جبل الهيكل . وما رافق ذلك من تصريح للوزير من داخل المسجد في انتهاك آخر، أكد فيه أن السيادة هي لاسرائيل فقط في هذا المكان المقدس . بعد ذلك بأقل من ساعة كانت الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل تعقد اجتماعها الاسبوعي في  احد الانفاق تحت المسجد الاقصى وتكمل هذا المسلسل عقدت الحكومة بعد اجتماعها الاسبوعي مع لقاء مع جميع ممثلي جماعات الهيكل لتعزيز التنسيق والتكامل بين الجهتين، وتوحيد الجهد لتحقيق الهدف المشترك بتهويد المسجد الأقصى وتغيير هويته.

هذا الاجتماع مع جماعات الهيكل يعتبر الأول من نوعه في التاريخ وعلانية بين الحكومة وبين الجماعات التي كانت تعتبر في الماضي القريبة خارجة عن الصف الوطني وهامشية والآن أصبحت العمود الفقري للسياسة الإسرائيلية اليمينية الصهيونية القومية.

 وقد حضر الاجتماع ثمانية وزراء وخمسة أعضاء كنيست،  والوزراء هم وزير الخارجية ايلي كوهين، ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزيرة النقل ميري ريغيف، ووزير الاقتصاد نير بركات، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف، ووزير الاتصالات شلومو كاراي، ووزير التراث الحاخام أميحاي إلياهو، ووزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان، أما من الكنيست فحضر رئيس الكنيست عمير أوحانا إلى جانب أعضاء الكنيست حانوتش ميليفيتسكي وأرييل كيلنر ودان إيلوز وأميت هاليفي. وأما من طرف جماعات الهيكل فحضر أعضاء مجلس إدارة اتحاد منظمات الهيكل جميعاً برئاسة الحاخام شمشون إلباوم رئيس الاتحاد.

*وخلال الاجتماع، صرح رئيس الكنيست عمير أوحانا أن "من يسيطر على جبل الهيكل يسيطر على القدس ومن يسيطر على القدس يسيطر على أرض إسرائيل"، أما وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين فقال: "لقد كان لي شرف الصعود مع مجموعة من حوالي مائة عضو في اتحاد جبل الهيكل بتوجيه من الحاخام إلباوم". 

وتوجه إلى الحاخام شمشون إلباوم رئيس اتحاد منظمات الهيكل بالقول: "أنت تقوم بعمل مقدس يسعدني دعمه في كل عام"، أما ميري ريغيف وزيرة النقل فقالت: "يا له من تحول كبير ما أحدثناه في المكان، مهمتنا هي الصعود إلى جبل الهيكل وقول الأشياء التي نؤمن بها حقاً، لأن هذه بلادنا وقدسنا وجبل المعبد لنا".

*من جهته، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير: "كنت في جبل الهيكل اليوم، وقلت هناك إن السلطات بحاجة إلى تعزيز في كل من القدس والنقب والجليل. كانت هناك أيام مضت عندما كان الحاخام شمشون فقط هو وزملائه من يصعدون إلى جبل الهيكل. كانت بوابات الجبل فارغة. وفجأة، نفرك أعيننا جميعًا؛ فإذا برئيس الكنيست وأعضاؤه ووزراء الحكومة قادمون إلى هناك. هناك تغييرات ننفذها ببطء وهدوء".  ثم توجه إلى الحاخام شمشون إلباوم رئيس اتحاد منظمات الهيكل بالقول: "بفضل مثابرتك وتفانيك حتى في الأيام المعقدة والصعبة؛ سنتمكن من تحقيق الخلاص"، 

*الحاخام شمشون إلباوم رئيس اتحاد منظمات الهيكل رد بدوره: "نحن هنا لنشهد الدعم الكبير لعودة إسرائيل إلى جبل الهيكل، وشراكة الدولة العليا معنا والاعتراف الحكومي بنا، والمساعدة الحكومية والشرطية لعملنا". مضيفاً: "منذ ثماني سنوات كنا نتمنى أيامًا أفضل في جبل الهيكل، لكن في نفس الوقت يجب ألا ننكر الخير العظيم الموجود في المكان بالفعل اليوم، والعديد من الشركاء في هذا من كل السلطات الحاخامية والعديد من النشطاء". وختم مداخلته متوجهاً للوزراء وأعضاء الكنيست: "أتمنى للجميع القوة، وبفضل تفانيكم سوف تتحقق رؤية الأنبياء في النهوض بالمكان إلى مصيره".

يُذكَر أن هذا الاجتماع حضره كذلك رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاجيل ورئيس حركة بيتار العالمية يغال براند، وحركة بيتار هي الحركة الشبابية الأولى لتيار اليمين القومي الصهيوني، وقد أسسها الأب الروحي لهذا التيار فلاديمير جابوتنسكي، وحضورهم يشير إلى محاولةٍ لتوحيد جهود الحركة الصهيونية باعتبارها كياناً وحركة عالمية في استهداف المسجد الأقصى المبارك.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أقرت في جلستها الثانية في تاريخها التي عقدت في أنفاق الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك في هذه الجلسة مجموعة من القرارات والميزانيات لتهويد البلدة القديمة والقدس، من بينها تخصيص 17 مليون دولار لتطوير الأنفاق وتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك، والخطة الخمسية التالية للقدس، وتعزيز مكانة القدس "كعاصمة للشعب اليهودي" عبر العالم، وتشكيل لجان خاصة للتعامل مع المشاريع المتعثرة والبطيئة وتسريع وتيرة التهويد بالذات في المحيط الشمالي والجنوبي للبلدة القديمة.

وهنا تساءل الكثير من المقدسيين أن هذا التطور بالغ الخطورة يتطلع على الاقل بيانا من الدول العربية  وخاصة الخليجية تحذر من خطورة ما قامت بها الحكومة الاسرائيلية والتي بذلك هي تمس بأقدس المقدسات الإسلامية حتى للدول  العربية التي تعشق اسرائيل،  كما ان هذا يتطلب نشاطا دبلوماسيا أردنيا وفلسطينيا في جميع المنظمات الدولية  لشرح خطورة وأبعاد هذه الخطوات الاسرائيلية .

ورغم ذلك فلقد استبعد المحللون والخبراء بالشأن المقدسي اقدام الدول العربية وخاصة الخليجية على هذه الخطوة ، كما استبعد هؤلاء ان تقوم الادارة الامريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بازعاج انفسهم باصدار بيان ضد الخطوات الاسرائيلية فهذه الدول تخشى الغضب الاسرائيلي وغضب الجماعات الصهيونية عندها .