- 1 أيلول 2023
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - في الوقت الذي باتت فهي حياة المقدسي مهددة كل لحظة فمصير الجميع مرتبط بشكل مباشر بيد اي رجل امن اسرائيلي والذي يستطيع قتل اي مقدسي دون اية مساءلة قانونية، والامثلة كثيرة، فيكفي أن يقوم الشاب أو الفتاة بحركة اعتقد الاسرائيلي انها تشكل خطرا يمكن أن يقتله بكل سهولة ، في هذا الوقت نجد ان هناك من يحاول ان يقنع نفسه قبل سكان المدينة العرب أن المعضلة الأساسية في القدس هي معضلة خدمات فقط ولهذا نجده يروج لفكرة المشاركة بالانتخابات البلدية في القدس معتقدا ان الاخر يريده شريكا متساويا ، متناسيا أنه طالما لم يتم التعامل من قبل المؤسسة الاسرائيلية المسيطرة مع المقدسي بشكل مدني إنساني وليس باعتباره تهديدا أمنيا فإنه لن يكتب لخطواته أي نجاح .
وهذا ما تثبته تصريحات الدكتور أمنون رمون، من معهد القدس لأبحاث السياسات الذي يولى الشأن المقدسي أهمية خاصة ! والذي قال عن الخطة الخماسية التي أقرتها الحكومة تحت شعار تطوير القدس الشرقية وهي ليست كذلك في مراحلها الأولى أن تحذيرات رجال الأمن اجتمعت أثناء بلورت الخطة ووقفت مع خطاب السيادة وتوحيد القدس للسياسيين من اليمين والتقت مع الرؤية الاقتصادية لموظفي المالية، وأدرك هؤلاء أنهم بدون معالجة الـ 40 في المئة من سكان العاصمة، لن تنهض العاصمة.
تلك الخطة الخماسية التي حاول وزير المالية اليميني المتطرف بيتسالئيل سموترتش ايقافها باعتبار أن المقدسي لا يستحق اية خطة لتطوير قدراته ، بل يجب ابقاءه اقل علما ومهنية من اليهودي، لأنه يشكل تهديدا أمنيا على اسرائيل ولكن بسبب التدخل الأمني رضخ الوزير وصادق على تلك الخطة التي تخدم الأهداف الأمنية اولا والاسرائيلية ثانيا .
قال الدكتور وصفي الكيلاني المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى معرض تعليقه على الخطة الخماسية الاسرائيلية في القدس : " هناك عقدة لدى اليهود والمؤسسة الرسمية الاسرائيلية في فهم الآخر والتعامل معه ، وهذا يبدو واضحا في القدس ، لا شك أن المقدسيين شوكة في حلق الأسرلة والتهويد وفي مشروع القدس عاصمة أبدية وموحدة لانه حتى الان العرب هم الأكثرية في القدس الشرقية ولهذا فهم يخصصون الملايين من الدولارات من اجل تهويد القدس الشرقية مثل أسرلة وتهويد المناهج و الشوارع و بعض المؤسسات.
مضيفا الدكتور الكيلاني الذي كان يتحدث في برنامج " عين على القدس" الذي يبثه التلفزيون الأردني ويعتبر البرنامج الوحيد في العالم الذي يتناول الشأن المقدسي وما يجري في المسجد الأقصى : " هناك حالة استعجال لدى اليهود في تغيير الواقع بعد أن فشلوا في السنوات الماضية في إعطاء القدس صبغة يهودية ، وهذا شبيه بفشل أسرلة وتهويد عرب الداخل وقرى الخط الأخضر رغم مرور ٧٦ عاما على النكبة وسبب الفشل في القدس اولا قوة الهوية العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية ، ثانيا كثرة وقوة الانتهاكات التي تذكر العربي بأنه آخر ومميز ضده بشكل شبه يومي، ثالثا ان اليهودية غير تبشيرية ولا تستهدف الآخر ولا تقبله، ولهذا فهي تقدم إغراءات للفئة التي هي مستعد لقبول الأسرلة والتهويد بمعايير معينة وبدون الحفاظ على هوية فلسطينية أو إسلامية أو مسيحية واضحة وهذا سر تدفق المشاريع"