• 4 تشرين الثاني 2023
  • مقدسيات

 القدس -أخبار البلد - " اذا استمر الوضع على ما هو عليه الان  في القدس فإن نسبة البطالة سوف ترتفع بشكل كبير في صفوف المقدسيين  " بهذه العبارة لخص "زياد الحموري" مدير مركز القدس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية الأوضاع في القدس منذ الحرب الاخيرة على قطاع غزة والتي بدأت قبل أسبوعين .

 ووفق الإحصائيات الرسمية  الاسرائيلية فان نسبة البطالة في مدينة القدس بحدودها الحالية التي لا تشمل كل البلدات والقرى الواقعة خلف جدار الفصل  ٨%. للعام ٢٠٢٢ بينما تشير الاحصائيات الفلسطينية الى ان نسبة البطالة في القدس هي ١٤ ٪ لأنها تشمل محافظة القدس بما في ذلك كل القرى والبلدات خارج الجدار الفاصل .

أما بالنسبة القوى العاملة للشباب من عمر ١٥ إلى ٢٤ ومعظمها تعمل في مهن خدماتية إسرائيلية  نسبتها ٢٥% من القوى العاملة للرجال معظمها موجودة هذه الايام في البيوت بسبب وضع الحرب وإغلاق المصالح التجارية والسياحية وهذا ما شدد عليه الحموري مضيفا في حديثه "اخبار البلد "المقدسية :

ما نراه اليوم هو الاجراءات الاسرائيلية بما في ذلك الاغلاقات وتقطيع الاحياء العربية اضافة الى ارتفاع وتيرة العنصرية في التعامل مع العمال العرب من قبل الجمهور الاسرائيلي ومن قبل حتى أصحاب العمل  بما في ذلك المؤسسات الرسمية مثل البلدية ووزارة التربية والتعليم الاسرائيلية، بل ان هناك اعتداءات على العمال  في أماكن عملهم " 

 هذا الوضع ادى الى احجام الكثير من العمال والموظفين الذهاب إلى أماكن عملهم لعدة اسباب اهمها العنصرية وصعوبة التنقل بين القدس والأحياء العربية الواقعة خلف الجدار " 

 وأنهى الحموري حديثه بالقول : ان جو التحريض المتصاعد الذي يسود القدس  ذلك التحريض الصادر من كبار المسؤولين الإسرائيليين من امثال وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ساهم بشكل كبير في زيادة حدة التوتر والخوف في اوساط العرب بالمدينة المقدسة .

وهذا ما حدث سعيد موسي ٣٤ عام  من سكان كفر عقب  شمال القدس  خلف الجدار والذي يعمل في احد اكبر مجمعات التموين شمال القدس والذي بعد غياب لعدة أيام وخشية فقدانه مكان عمله قرر أن يخوض مغامرة الوصول الى مكان عمله الذي لا يبعد سوى دقائق من حاجز قلنديا فما ان وصل الى الحاجز تفاجئ انه مغلق ولا يسمح بالمرور منه،  وبعد طول انتظار قرر تجربة حظه بحاجز حزما البعيد ورغم ان المسافة ابعد ولكن لقمة العيش صعبة كما قال سعيد موسى مضيفا أن عددا كبيرا من العمال من القدس لم يتمكنوا من الوصول الى اماكن عملهم ولهذا تجد أن المجمع خالي من الموظفين والعمال . بينما قال أحد العمال الآخرين طالبا عدم ذكر اسمه أن ادارة المجمع حثت العمال على الاسراع للقدوم للعمل والا فانها قد تضطر للبحث عن عمال جدد اضافة الى طلبها من جميع الموظفين عدم التعليق على ما يجري في غزة وعدم نشر أي شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تتم معاقبتهم من قبل الإدارة وملاحقتهم قانونيا من قبل الشرطة الاسرائيلية كما مع العشرات من الشبان والشابات تم اعتقالهم في القدس في الاوانه الاخيرة بسبب نشرهم لمحتوى مؤيد لقطاع غزة، حيث تقوم الشرطة الإسرائيلية بتفتيش هواتف الشبان الخلوية لحظة ايقافهم بالشارع وكل من يجد في هاتفه حتى صورة علم فلسطين فان هذا سيكون كافيا لاعتقاله فورا وتوجيه تهمة التحريض له ، مما حدى بالشاب احمد عبد الله ٢٥ عاما من حارة السعدية  الى ان يقوم بحذف كل وسائل التواصل الاجتماعي من هاتفه كلهم خرج من البيت خشية اعتقاله أثناء توجهه لعمله في  احد مطاعم القدس الغربية ذلك العمل الذي قال انه لم يعد لديه رغبة بالعمل به بسبب المضايقات التي يتعرض لها أثناء صعوده للقطار الخفيفة  من الحراس ونظرات الركاب اليهود  له ، كل هذا تصاعد مع الحرب على قطاع غزة  ولكنه مضطر للعمل بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في عائلته كما أن صاحب العمل يعامله معاملة حسنة ، ناهيك عن انه تقريبا الوحيد الذي يصل لمكان عمله بسبب عدم تمكن العمال الآخرين من الوصول بسبب الحواجز المغلقة .

 حتى المحامي عزام الهشلمون يجد صعوبة كبيرة في التنقل بين أحياء القدس نفسها  بسبب ما يسمى باللغة العامية الحواجز الطيارة للشرطة الاسرائيلية التي تعيق التحرك وتنغص حياة المقدسيين  ناهيك على الصعوبة الكبيرة بالانتقال الى خارج القدس عبر الحواجز المغلقة والتي لن تسمح له بالعودة إذا كان عنوان الأحياء خارج الجدار .

 مضيفا في حديثه " أخبار البلد" المقدسية : "  إن هذه الحواجز تقطع أوصال الأحياء العربية  اضافة الى وقف النشاط التجاري في المدينة والذي بات مشلولا بشكل شبه تام ، فلا التجار يستطيعون الوصول الى حوانيتهم واشغالهم ولا البضائع يمكنها الوصول أيضا ،  كما أن إغلاق الحواجز يمنع وصول السكان الى مدينتهم مما يقلل عدد وجود المقدسيين  ويعمق عزلها خاصة إذا ما علمنا ان هناك قرابة ٢٠٠ ألف مقدسي خلف الجدار أي نصف سكان القدس خارج المدينة .

 وبالنسبة لكل من زياد الحموري و عزام الهشلمون ولسعيد موسى فان القدس هذه الأيام هي ليست المدينة التي يعرفوها هي مدينة تعيش في خوف مستمر وقلق من القادم المجهول الذي يجعل المقدسيين يغيرون الكثير من عادتهم ومن طباعهم ويجبرهم على ان يكونوا اكثر حذرا في كل شي حتى  الاقتصاد بالكلمات، فهناك من يحاسبهم حتى على أنفاسهم الخارجة من صدورهم بما بالك بالكلمات .