- 1 تموز 2024
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - تقرير خاص :
قال محمد محمود ٤٥ عاما من سكان كفر عقب شمال القدس والعرق يتصبب منه بسبب الحر الشديد " إن حياتنا في الصيف حجيم فلا يكفى حجيم الحرارة العالية الا ان هناك حجيم العطش الذي نعيشه في كفر عقب كل عام في فصل الصيف حيث تنقطع المياه عندنا طيلة الأسبوع باستثناء يومين فقط ، لا يكفينا لملئ خزانات المياه الاحتياطية التي وضعناها فوق البناية .
تلك الخزانات ذات اللون الابيض او الاسود حولت كفر عقب الى غابة من الخزانات التي تزيد تحمل البنايات المنتشرة هناك دون رقيب أو حسيب مما يشكل خطرا آخر .
مضيفا محمود بعد أن مسح عرقه المتصبب بقطعة قماش لأنه لا مياه في الحنفية لغسل وجه:
" عندي خزان سعته من الف وخمسمائة لتر في اليومين المخصصين لنا من سلطة المياه في رام الله لا يمتلئ من الخزان سوى عشر سنتمترات، ولو سمحت لاولادي فتح الحنفية لغسل اليدين فقط سوف تنفذ المياه في الخزان ، وهذا يعني التوجه إلى تجار المياه والذين يتحكمون فينا بأسعار سيارات المياه ومواعيد وصولها ، رغم ان مدينة رام الله والبيرة لا تبعد سوى أمتار معدودة عنا إلا أن المياه لا تنقطع المياه طيلة اليوم والليل ، لماذا؟!
سؤال لم يجد له محمد ولا غيره من سكان كفر عقب البالغ عددهم أكثر من سبعين ألف مقدسي من حملة الهوية الإسرائيلية وعشرات الالاف من الفلسطينين حملة الهوية الفلسطينية جوابا حتى بعد أن تظاهروا واعتصموا أمام مقر سلطة المياه في رام الله والتي تزود المنطقة بالمياه كما فعلوا في السنوات الماضية .
من جانبه أكد رئيس لجنة أحياء القدس الشمالية منير زغيّر، أن مشكلة المياه التي تواجهها البلدة سببها نقص الكمية التي توردها شركة "مكروت" الإسرائيلية إلى سلطة المياه في رام الله، والتي بدورها تزوِّد أحياء القدس الشمالية بالمياه، بما يشمل أحياء: سميراميس، والمطار، وكفر عقب
ووفق اقوال المسوولين في كفر عقب وفي رام الله فان شركة "مكروت" تزوِّد مصلحة مياه رام الله المتعاقدة معها، بـ 3،5 آلاف متر مكعب، من أصل 11 ألف متر مكعب هي استحقاق وحاجة السكان.
اما شركة ميكروت فلقد نقلت عنها صحيفة هآرتس قولها ان المشكلة ليست عندنا وانما في سلطة مياه رام الله
بلدية القدس علقت على هذه الأزمة بقولها ان البلدية تعتبر كفر عقب جزءا لا يتجزأ من المناطق التابعة للقدس ونرصد لها العديد من الميزانيات الا اننا نواجه صعوبة بتوفير كل الخدمات للسكان هناك بعد بناء الجدار عام ٢٠٠٤ . ولهذا فان بلدية القدس من أجل تعميق سيطرتها على الحي تمشيا مع الموقف اليميني الحاكم في اسرائيل والذي تمكن من إقرار قانون في الكنيست بداية عام ٢٠١٨ ينص على أن أي تغيير بالسيادة القانونية والسياسية في أحياء القدس يتطلب مصادقة 80 عضوا في الكنيست ، أي موافقة ثلثي نوابه البالغ عددهم 120 نائبا. وهذا يعتبر شبة مستحيل ان يجمع هذا العدد الكبير من أعضاء الكنيست على مثل هكذا قانون .
ولهذا اعتمدت البلدية على ما يسمى المقاولين لتقديم الخدمات للسكان المقدسيين في كفر عقب بما في ذلك النفايات التي كانت تعتبر المشكلة الأهم لدى سكان الحي الذي تحول طيلة فترة الصيف إلى مكرهة صحية وبيئية لا تطاق ، لدرجة ان الروائح الكراهية تصل القدس والبيرة .
وكذلك الحال بالنسبة للقطاع الصحي حيث مراكز عيادات المرضى الرسمية في اسرائيل ( مكابي، كلاليت) فتحت لها فروع عبر مقاولين محليين بالعادة يكون اطباء، ويقدر عدد تلك الفروع إلى قرابة العشرة مراكز وكذلك الحال بالنسبة للتعليم والمدارس حيث يوجد أكثر من عشرين مدرسة وروضة تابعة لبلدية القدس عبر مقاولين محلين
بل ان اسرائيل قامت بفتح فروع لمؤسسات حكومية على حاجز قلنديا خدمة للمقدسيين سكان المنطقة ومنعا لوصولهم إلى داخل المدينة بما في ذلك وزارة الداخلية والتأمين الوطني ووزارة المواصلات
وكان سكان كفر عقب قد توجهوا قبل أربع سنوات برسالة الى رئيس بلدية القدس موشيه ليئون مطالبين فيها بتحسين أمور حياتهم وجاء في الرسالة " نص"
السيد موشيه ليئون رئيس بلدية القدس
نتوجه اليكم بإسم اكثر من ٧٠ الف مواطن مقدسي يسكنون أحياء منطقة كفر عقب شمال مدينة القدس ( المطار سميراميس كفرعقب )
نتوجه اليكم بمطالبتكم والسلطات الرسمية بتقديم الخدمات الجديدة لمنطقة كفر عقب التي تخضع رسميا لمنطقة خدمات بلدية القدس ويسكنها أكثر من ٧٠ ألف مواطن مقدسي يحملون وعائلاتهم الهوية المقدسية
ندعوكم للوقوف عن كثب والأخذ بزمام المسؤولية تجاه السكان وتقديم الخدمات البلدية الكاملة للمنطقة وتطويرها والعمل على حلول فعلية عملية ذو جودة لضمان حياة كريمة وآمنة للسكان كما شرع القانون وكما هو ضمن مسؤوليتكم وضمن إطار عملكم الملزم
نطالبكم بإسم اكثر من ٧٠ الف مواطن مقدسي يقطنون اكثر من ١٨ الف مسكن وعائلة ضمن حدود بلديتكم بالعمل الفوري الجاد وليس عن طريق مراكز جماهيره ثقافيه غير رسمية ومراكز مساعده لا تملك الموارد والطواقم والتخصص والأدوات وتعمل فقط لإعطاء حلول مؤقتة وغير مهنية وغير كافية وتعمل على تخدير صرخة السكان من تفاقم التمييز والتهميش والتجاهل بالخدمات والعمل على التخفيف فقط من عناء السكن في منطقة ينقصها كل ما يمس بأساسيات نواحي الحياة"
وعلى رأس ما طالب به السكان " توفير مياه الشرب بشكل متواصل غير منقطع عن السكان والمساكن وليس كما هو الحال يومان في الأسبوع والذي ينافي قوانين حقوق الفرد في المياه في البلاد"
ويذكر ان المحكمة العليا الاسرائيلية كانت قد أصدرت قرارا بتاريخ 04.08.2016 يجبر بلدية القدس بتقديم مخططات تطوير المنطقة وتقديم مخطط كامل الخدمات خلال ستة أشهر من تاريخه والبدء الفعلي بالتنفيذ والعمل
ولكن وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات لا زال سكان كفر عقب ينتظرون احترام قرار المحكمة العليا
وحتى ذلك الوقت فإن منطقة كفر عقب ستبقى منطقة لا تعرف وجهتها، تسير بدون استراتيجية ، منطقة تشير الى كارثة انسانية قادمة ان لم يقم من يجب ان يقوم بواجبه بما يجب ان يقوم سواء كانت بلدية القدس او السلطة الفلسطينية .