• 16 تموز 2024
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد -  إن حكاية حي بطن الهوا الذي اتخذ هذا الاسم بسبب شدة الرياح فيه لأنه يقع بين جبل وواديين هما جبل الزيتون وواد سلوان ووادي قدرون في الجهة الشرقية الجنوبية من المسجد الأقصى بحيث أن أذان الصلاة من الأقصى يسمع في كل منزل بهذا الحي الذي يعتبر منكوبا وبحق،  بعد أن تفاجأ سكان الحي ذات يوم  في عام ٢٠١٦ بوصول قرار من المحكمة الإسرائيلية بإخلاء منازلهم في كامل الحي والبالغ عددها أكثر من ثمانين منزلا يقطنها  المئات من الفلسطينيين بحجة أن هذا الحي مقام على ارض تعود ليهود من اليمن قبل عام ١٩٤٨.

 وقال رئيس لجنة حي بطن الهوى ببلدة سلوان زهير الرجبي أن عدد أوامر إخلاء المنازل في بطن الهوى وصل إلى أكثر من 87 أمرا، ويسكن هذه المنازل 700 مقدسي يعيشون على مساحة 5 دونمات و200 متر.. 

وزيادة في الظلم  قامت المحكمة الإسرائيلية بفرض غرامة تصل الى ٥ الالاف شيكل على كل عائلة بسبب عدم حضورها للمحكمة أثناء تداول القضية عام ٢٠١٦  الذي لم يعمل به السكان اصلا ولم تصلهم اية اشعارات بذلك ،  وكما قال احدهم هذا ليس بالشئ الجديد حيث تختفي الاشعارات الرسمية من المؤسسات الإسرائيلية المخصص للعرب في المدينة مما يعرضهم لغرامات مالية باهظة وأحكام  قضائية  مجحفة بحقهم ، مضيفا ان  مئات الالاف من تلك الاشعارات اختفت عندما وصلت بريد القدس وهذا ا ك تم الكشف عنه قبل أسابيع حيث يقوم بعض الموظفين في البريد بإخفاء تلك الاشعارات والرسائل الرسمية   التي لن تصل ذات يوم الى عناوينها واصحابها . 

وقال نظام أبو رموز ٤٥ عاما  احد سكان الحي  بانه بات يخشى ان يتم تنفيذ اوامر الاخلاء باية لحظة ، مؤكدا أنه لم يصله اية اشعارات من المحكمة بخصوص ان هناك قضية ضده  اصلا .

 والان يستعد سكان حي بطن الهوا  الى التوجه الى اعلى سلطة قضائية  في اسرائيل من اجل البحث عن العدل وانصافهم في المحكمة العليا الاسرائيلية بعد ان ثبت جميع المحاكم السابقة قرار اخلاء العائلات من هذا الحي لصالح جمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية التي أقيمت خصيصا من اجل تهويد حي سلوان بل أطلقوا عليه اسم مدينة داود ، هذه الجمعية تحظى بتأييد كامل من جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة من أجل تحقيق هذا الهدف والذي حققت فيه الكثير حيث استولت على الأراضي والمنازل في سلوان 

فبعد احتلال قرية سلوان عام 1967 صادر اسرائيل ما يزيد على 73 ألف دونم من أراضيها لغاية إقامة المستوطنات والطرق الالتفافية.  

ذلك  الاستيطان الذي  استهدف سلوان وبالتحديد  في حي بطن الهوى عام 2004،  وتم بناء مركز شرطة ، ثم تصاعد عام 2014 وفي عام 2017  مما يعنى ارتفاعا في عدد المستوطنين الذين يعيشون  بالعشرات  

وتزعم جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية أن ملكية المنازل في الحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948، وافتتحت عام 2018 في الحي "مركز تراث يهود اليمن" بادعاء أن كنيسا يعود ليهود اليمن كان قائما بالمكان وحمل اسم "بيت العسل" قديما. 

يقول الرجبي أنه لا يعرف ماذا يفعل ان قررت المحكمة العليا - لا سمح الله- باخلاءنا  فنحن بالتأكيد لن نترك هذا المنزل التي ولدنا فيها وتربينا فيها واقامنا عائلاتنا فيها والآن هناك احفادنا فيها.

 مددا ان اي حركة  غريبة في الشارع تشعر  أفراد عائلته بالخطر القادم وأن الشرطة قامت الإلقاء بهم في الشارع .

من يدخل على منزل عائلة الرجبي يعتقد أنه في مشفى حيث ان عدد من أفراد عائلته يعاني من بعض الأمراض المزمنة ويعيشون على الاكسجين وهم طريحو الفراش  ويحتاجون الى عناية يومية ومكثفة ولهذا فان حالته تعتبر صعبة في حال تقرر إخلاء هو عائلته 

 وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" قد نشرت تقريرا قبل عامين جاء فيه  

 ان بلدية القدس قد قسمت  بلدة سلوان إلى 12 حيا يسكنها 55 ألفا، 6 أحياء منها معرضة لخطر هدم منازلها أو الاستيلاء عليها وهي: وادي حلوة (6000 نسمة)، والبستان (1500 نسمة)، وبطن الهوى (726 نسمة)، ووادي الربابة (1000 نسمة)، ووادي ياصول (1000 نسمة)، وعين اللوزة (500 نسمة)..

ما يجري في أحياء القدس يعني أن 45% من مجموع الأسر يتهددها خطر سلب بيوتها على أساس عرقي عنصري من أجل خلق واقع ديمغرافي وجغرافي يفرض أمرا واقعا على الأرض.