- 16 أيلول 2024
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - أصيبت مدينة القدس بصدمة من خبر رحيل الكاتب والاعلامي القدير "الياس خوري" والذي كان فلسطينيا مقدسيا عربيا خصص جل وقته وكتابه من أجل القضية الفلسطينية.كما قالت صحيفة القدس العربي التي كانت يكتب فيها في نعيها : كانت القضية الفلسطينية هي شاغل الراحل من خلال كتاباته سواء الإبداعية أو النقدية، وكذا مقالات الرأي، وكما يقول هو إن “القضية الفلسطينية بالنسبة لي هي قضية وطن بأكمله وليست قضية الفلسطينيين وحدهم”
وحصلت جريدة " أخبار البلد" على بعض ردود المثقفين والكتاب والأدباء في القدس حول رحيل الكاتب والاعلامي الياس خوري .
فلقد وصف الروائي المبدع "محمود شقير" خبر وفاة الكاتب الروائي الياس خوري بالصادم مضيفا في تصريح ل " أخبار البلد" : " كنت أتابع أخبار مرضه وأتمنى له الشفاء. لكن فكرة الرحيل النهائي لم تكن تخطر في بالي.
الياس خوري روائي بارز ، شكل ظاهرة متفردة في الرواية العربية، وكم استمتعت وأنا أقرأ ثلاثيته الروائية الأخيرة وخصوصا الجزء الأخير منها الموسوم ب: نجمة البحر. حيث يجعلك تشعر بصدق انه موجود هو وابطال روايته في مدن فلسطين، يعيشون همومها ويتنفسون هواءها.
الياس خوري ناقد متميز، وكم سررت حين خص كتابي القصصي: القدس وحدها هناك، بمقالة متميزة. وكان إلياس خوري كاتب مقالة سياسية رصينة عميقة، يحلل فيها الظواهر السياسية والتطورات الناشئة في الوضع الفلسطيني وكذلك العربي والدولي، ويشير دوما الى شعاع الأمل برغم القمع والظلم والاستبداد. سنفتقد هذا المثقف الموسوعي المنحاز الى حق الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والعودة وتقرير المصير والاستقلال. لروح الياس خوري الرحمة والسكينة والسلام.
أما الدكتور طلال ابو عفيفة رئيس ملتقى المثقفين المقدسي فلقد كتب ل " أخبار البلد" في نعيه الكاتب الياس خوري : " رحم الله الكاتب والقاص والروائي والناقد والمفكر والاعلامي القدير الياس خوري الذي رحل اليوم عن عمر ناهز ٧٦ عاما ، بعدما قدم للمكتبة اللبنانية اولا والمكتبة العربية ثانيا عشرات المؤلفات من مجموعات قصصية وروايات ومسرحيات متميزة واغلبها تعالج الوضع العربي المتردي ، ومن أهم رواياته رواية " باب الشمس " التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني في السبعينات من القرن الماضي . ويعتبر المرحوم خوري من كبار مثقفي ومفكري العالم العربي ورحيله خسارة للثقافة العربية والأدب العربي الحر والملتزم ، وخسارة بشكل خاص للشعب الفلسطيني الذي كان يقف دائما مع الحق الفلسطيني وجميع القضايا العربية .
وقال الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية "باسيا" ل " أخبار البلد" : " ان المرحوم الياس خوري هو وطني لبناني وقومي عروبي وصاحب رسالة انسانية ومميز في مفردات خطابه وكتاباته وله حضور كبير في مجتمعاتنا العربية أحب وأخلص لفلسطين حتى اللحظة الأخيرة من حياته .رحمة الله عليه"
وكتب الناقد والكاتب ابراهيم جوهر ل " أخبار البلد" في نعيه الكاتب الياس خوري : " ان الياس خوري أديب عجن مداد قلبه وروحه وخياله بمأساة الإنسان المظلوم في العالم وفلسطين في قلب هذا العالم. كتب لفلسطين وللعودة وكتب عن الناس ولهم حتى صار فلسطينيا أكثر من كثيرين من الفلسطينيين. رحل وهو في قمة عطائه. رحل قبل أن يرى فرح العائدين إلى باب الشمس…"
واضاف انه كتبه مبدعة وضعته في الصفوف المتقدمة عربيا وعالميا. وحولت رواية (باب الشمس) إلى فيلم سينمائي.
من جهتها نعت جريدة “القدس العربي” الياس خوري " تنعى جريدة القدس العربي الكاتب والمفكر والروائيّ والكاتب اللبنانيّ الياس خوري الذي توفّي الأحد في بيروت عن عمر يناهز 76 عامًا. ويعتبر خوري من أهم الكتاب العرب وهو قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي ومفكر لبناني، ومن أعمدة الكتاب في صحيفة “القدس العربي” ورئيس تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، ولد في بيروت عام 1948، كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وسيناريوهات، وله العديد من الكتابات النقدية. عمل في تحرير عدة صحف لبنانية، وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة النهار اللبنانية اليومية. كما قام بالتدريس في جامعات مهمة في الولايات المتحدة وفي الدول العربية والأوروبية، وكان أستاذا زائرا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن في جامعة نيويورك في 2006.
وأضافت الجريدة في نعيها : كانت القضية الفلسطينية هي شاغل الراحل من خلال كتاباته سواء الإبداعية أو النقدية، وكذا مقالات الرأي، وكما يقول هو إن “القضية الفلسطينية بالنسبة لي هي قضية وطن بأكمله وليست قضية الفلسطينيين وحدهم”. لذا حاول خوري صياغة تفاصيل هذه القضية من خلال استعادة الذاكرة وبالتبعية استعادة تأسيسها، وتأتي روايته (باب الشمس) من أهم ما كُتب أدبياً عن فلسطين.
ربطت إلياس خوري بالشاعر محمود درويش علاقة أدبية وفكرية وشخصية، فقد التقى الاثنان في بيروت وعملا معا في مركز الأبحاث الفلسطيني وفي مجلة “شؤون فلسطينية” ومجلة (الكرمل) وكتب خوري العديد من الدراسات حول أشعار درويش. هذه الأشعار الذي يستحضرها في رواياته، خاصة “أولاد الغيتو” بجزأيها تحضر تأويلات نقدية وآراء ظاهراتية فيها، من خلال شخصيات روائية يختفي إلياس وراءها، فما يرد على لسان الشخصيات الروائية يرد في دراسات إلياس ومقالاته. وبما أن الموضوع الفلسطيني هو موضوع “أولاد الغيتو” بجزأيها، وبما أن أحداث الرواية يجري قسمها الأكبر في فلسطين في الفترة التي عاصرها الشاعر، فإن حضور بعض تجاربه يحضر في الرواية، وأبرز تجربة وأكثرها شهرة هي علاقة الحب التي ربطته بالفتاة اليهودية التي كتب فيها القصائد. أنها ريتا الدال الرمزي لفتيات يهوديات عرفهن الشاعر.
ويرى خوري أن المجتمع نفسه هو الذي يرسم حكاياته وشخصياته الروائية، فيقول .. “أحسب اننا في مجتمع انتقالي وفي مجتمع تتفكك فيه كل السلطات، لذلك يؤخذ على رواياتي عموما ان فيها الكثير من التفكك. رأيي ان المجتمع هو المتفكك لا رواياتي. رواياتي تعبر عما اشعر به وليس من الضرورة ان يكون حقيقة، فليس المطلوب من الادب ان يكون شهادة حقيقية على مجتمعه بقدر ما هو شهادة متخيلة عن المجتمع. لذلك في هذا المجتمع المتفكك فإن الهامشي هو الذي يمسك، عادة، بمسار الحدث الحكائي”.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” المناضل الروائي إلياس خوري، في بيان قالت فيه إنه “رحل عنا اليوم بعد مسيرة نضالية طويلة كرسها من أجل فلسطين، وسخّر فيها قلمه وإبداعه ونشاطه لتوثيق السردية الفلسطينية، وحماية الحق وإيصال الصوت الفلسطيني إلى كل مكان”.