- 28 أيلول 2024
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - كتب خالد الاورفالي :
السياحة هي العمود الفقري لاقتصاد المدينة المقدسة ، وهي المحرك الرئيسي لكل العجلة الاجتماعية والاقتصادية والحياتية، فكل شيء يتحرك في القدس عندما تتحرك السياحة "
هذا ما خلص إليه من العديد من خبراء السياحة وحتى المقدسيين من بينهم "طوني خشرم" الذي يعمل في السياحة ابا عن جد، حيث تعاطت عائلته السياحة منذ أواخر القرن التاسع عشر ولهذا فهو يستطيع أن يتحدث عن السياحة وأحوالها في القدس لساعات دون كلل ولا ملل فو يتنفس السياحة التي يعتبر خير مثال على التعايش والتسامح في المدينة المقدسة.
ويقول في حديث خاص ولان السياحة هي العمود الفقري فان الوضع هو كارثي بكل ما في الكلمة من معنى في القدس ، وأرقام تتحدث عن نفسها :
" فبعد قرابة العام من العدوان والحرب على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني عامة فان الايرادات المالية للسياحة الوافدة هي صفر ، خاصة وأن السياحة الوافدة هي عصب الاقتصاد المقدسي وبالتحديد في البلدة القديمة، كما أنه من المعروف انه في القدس يوجد 45 مكتبا للسياحة الوافدة و 19 فندقا يحتوي على 1100 غرفة فندقية و 12 بيت ضيافة تحتوي على 450 غرفة ضيافة، و298 دليلا مرشدا سياحيا فلسطينيا بلغات عديدة ، كما يوجد 296 حافلة سياحية أصحابها مقدسيين، الى جانب 52 مطعما سياحيا صغير ومتوسط الحجم متخصص للسياحة الوافدة، و350 محل سوفنير "محلات التحف الشرقية" معظمها في البلدة القديمة، 8 ورشات "مشاغل خزف"، و15 مشغل مجوهرات تقليدية فلسطينية و2 مشغل جلد و4 مشاغل فضة... جميعها توقف عن العمل بشكل كامل وخسائر تقدر بعشرات ملايين الدولارات.
من بين الذين يعتمدون على السياحة وتعتبر دخله الوحيد هو السائق ابو ايمن ٣٦ عاما صاحب حافلة سياحية والذي قال إن الحافلة متوقفة كليا عن العمل بسبب غياب السياح في حال توقفت الحرب كليا وعاد الهدوء فان اعادة الحافلة للعمل يتطلب أكثر من عشر الاف دولار من أجل الصيانة وإعادة تفعيل الحافلة المتوقفة من قرابة العام .مضيفا أنه بعد انحسار وباء الكورونا عاد النشاط الى السياحة بشكل غير مسبوق والجميع حقق أرباحا قياسيا حتى انه قام بشراء حافلة جديدة احدث على امل ان يستمر الانفجار السياحي كما كان ولكن جاءت الحرب ليتوقف كل شيء ..
بينما قرر الخبير السياحة وصاحب شركة "دينمك" للسياحة والسفر معروف في القدس "شكيب الحسيني" أن يعمل على فتح مجالات أخرى للعمل بها بعد أن أصيبت السياحة بشلل تام بسبب الحرب على غزة وذلك من أجل البقاء
" لقد بدأت اعمل في بيع الشقق في القدس وفي وقبرص وجورجيا وقبل ذلك؛ كنت قد ادخلت نوعا جديدا من السياحة إلى فلسطين غير معروف الا وهو السياحة البحرية ، وقمت بتسيير رحلات بحرية مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة، وأصبحت شركتنا العنوان لهذا النوع من السياحة ولكن حتى هذا توقف "
مضيفا أن العديد من الفنادق في الضفة الغربية وخاصة في رام الله تحولت في الفترة الأخيرة إلى صالات افراح من أجل الحفاظ على هذه الفنادق مفتوحه ،.
ويذكر ان الحسيني اضطر لإغلاق مكتبه السياحي والعمل من خلال مكتب أقامه في منزله
وأعرب الحسيني عن اعتقاده ان الموسم السياحي لعام ٢٠٢٥ قد انتهي وحتى عام ٢٠٢٦ مهدد ايضا اذا لم تتوقف الحرب خلال الأسابيع القادمة ، فالسياحة بحاجة إلى ما بين ستة الى اثني عشر شهرا للاستعداد لاستقبال أول الوفود السياحية وخاصة السياحة الدينية المسيحية والإسلامية التي هي عماد السياحة الى الأراضي المقدسة .
وفي فندق الامبسادور المعروف في القدس يمكن ملاحظة الآثار المؤلمة والقاسية للغياب السياحة حيث ان قاعته الرئيسية خاليه من السياح ومن الزوار وحتى من المحليين الذين يفضلونه على غيره من فنادق اخرى ، ولهذا فان صاحب الفندق سامي ابو ديه وصاحب سلسلة فنادق ومكاتب سياحة في القدس وغيرها فإن السياحة مرتبطة بالسلام والأمن والهدوء وبغياب ذلك لن تكون هناك سياحة حقيقية ، مضيفا ونحن في هذه الأيام تمر علينا وعلى الوطن وعلى الشعب عامة أوضاعا صعبة للغاية ،والسياحة انعكاس للوضع العام .
هذا الكلام ايده طوني خشرم والذي قال : " غالباً ما يتم تسليط الضوء على السياحة وذلك لأهمية دورها في التنمية الاقتصادية وأيضاً في تعزيز السلام على المستوى العالمي في عالم تترابط فيه علاقات الشعوب بعضها ببعض. تلعب السياحة دورا كبيرا في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقدم الكثير من الفرص والتواصل مع البشر الآخرين وبناء التسامح. وتحت شعار "السياحة والسلام"، يسلط يوم السياحة العالمي لعام 2024، الضوء على الدور الحيوي لهذا القطاع في تعزيز السلام والتفاهم بين الأمم والثقافات وفي دعم عمليات المصالحة، فبدون السلام والهدوء والامن لن تكون هناك سياحة .
يمكن القول ان قطاع السياحة قطاع منهار خاصة تلك التي تعتمد على السياحة الوافدة أما السياحة الخارجية فهي مستمرة ولكنها قليلة للغاية ولا تذكر ، لان سفر الفلسطينيين الى الخارج صعب و معقد ومكلف ، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت تركيا تعتبر الوجه الأكثر جذبا للسياحة الفلسطينية وخاصة من مدينة القدس ولكن بسبب الحرب أصبح حتى السفر الى هناك مشقة كبيرة مما ادى إلى تراجع الناس عن السفر وهذا سبب خسائر كبيرة للمكاتب السياحية ، فكل من يريد ان يسافر الى تركيا عليه السفر الى الاردن اولا وهذا يعنى المرور عبر الجسر والمشقة الكبيرة التي ترافق ذلك ومن ثم السفر عبر مطار الملكة علياء والعودة بنفس الطريقة مما يزيد من الأعباء المالية والجسدية .