• 9 تشرين الثاني 2024
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد -  كتب خالد الاورفالي : 

 في يوم الجمعة كان من المقرر أن تقام  صلاة الجمعة بالقرب من المنازل التي تم هدمها في حي البستان  في سلوان جنوب الأقصى ولكن هذه الدعوة من قبل الأهالي لم تقابل بالكثير من الإقبال من قبل المقدسيين وسكان الحي بسبب الإجراءات الاسرائيلية المشددة لدرجة ان الشرطة الناشط فخري ابو دياب والذي هدم منزله في الموجة الاخيرة بحجة الدعوة صلاة الجمعة في حي البستان مما يعتبر اخلال بالامن العام وبعد ساعات من الاعتقال افرجت عنه

 كما انها وضعت الحواجز منعا لاية محاولة من الاقتراب ولهذا لم يشارك بصلاة الجمعة سوى عدد بسيط من سكان الحي وأصحاب المنازل المهدمة .

 وكان الشرطة الاسرائيلية قد منعت في السابق عدة مرات اقامة صلاة الجمعة أو حتى عقد مؤتمر صحفي من قبل لجنة الدفاع عن أراضي سلوان في الأماكن المهددة بالهدم  كما حدث الشهر الماضي 

 قال أحد المشاركين طالبا عدم ذكر اسمه  ان المخابرات الاسرائيلية والشرطة تمارس ضغوطا كبيرة علينا وأن أي تصريح لنا لوسائل الإعلام قد يعتبر تحريض  ويمكن أن نعتقل على اثره ، ونقدم للمحاكمة ولهذا فإنه الاغلبية منا تخشى الحديث للإعلام ، فهذه الحكومة اليمينة لا تتردد بعمل أي شيء ضدنا .

بينما أضاف آخر وهو ينظر الى ركام منزل بالقرب من مكان الصلاة : انظر الى هذا المنزل أنه لناشط كان الأكثر نشاطا وظهورا على الإعلام لشرح حال سلوان عامة وجي البستان بشكل خاص تم تهديده أكثر من مرة بعدم الحديث للإعلام واخير هدم منزله  ولم يتوقف ابو دياب للحديث عن مأساته 

 حيث قال في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام عقب الهدم  إن الاحتلال الإسرائيلي "هدم 3 أبنية سكنية تملكها عائلتي، وعائلتا الرويضي وعايد، وتضم 7 شقق"،

"بعد ان هدموا لي في شهر شباط فبراير الماضي  قمت بترميم جزء من البيت وفي بيت يسكن ابني لم يستطيعوا أن يهدموه حينها ، الآن هدموا القديم و الجديد هذا انتقام خاصة ان هناك هجمة الآن على حي البستان، الهدم  كان عبارة عن تخريب حتى الشجر لم يسلم و البنية التحتية وهدموا على آثاث البيت لم يسمحوا لنا بتفريغه حتى وثائق أبنائي بالداخل لم نستطع اخراجها أحفادي عند عودتهم من المدرسة رأوا منزلا غير منزلهم الذي خرجوا منه صباحاً شاهدوا خراباً.

ولفت أبو دياب إلى أنه بعد مجزرة هدم المنازل اليوم، ما زال هناك 109 منازل مهددة بالهدم في حي البستان يقطنها نحو 1550 مواطنا سيصبحون بلا مأوى في حال استمرت سياسة الهدم الجماعي، مشيرا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف حي البستان لإقامة مشروع تهويدي على أنقاض منازلنا، وذلك تهجيرنا من مدينة القدس وتهويدها".

 ومن بين تلك المنازل منزل ابو يوسف الرشق ٥٥ عام  والذي يقول : 

" نعيش القلق والخوف كل يوم؛ خاصة في ظل غياب الإعلام عن قضيتنا وتجاهل الدول العربية لمعاناتنا، فنحن نعيش في كابوس يومي ولا ندري متى يقتحمون منازلنا لهدمها" مضيفا ان الشرطة الاسرائيلية تتعمد   اقتحام المنازل وتفتيشها بين الحين والآخر؛ حيث تعرض منزله للاقتحام والتخريب أكثر من ١٥ مرة، ويضطر أبناؤه للنوم بملابس العمل في حال تم اقتحام المنزل واعتقالهم، كما أن الجنود يسعون لتخريب وتحطيم المحتويات ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى ترحيل الأهالي تحت الضغط المستمر

 بداية حكاية حي البستان 

ووفق تقرير أعدته منظمة بتسيلم الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان والاستيطان في الأراضي الفلسطينية ، فإن المخطط الإسرائيلي المعروف بمخطط (العمراني ع.م/٩) والمخصّص لبلورة العلاقة بين الصيانة والتطوير في حوض البلدة القديمة، بأنّ وادي البستان مُعرّف كمنطقة مفتوحة يُمنع البناء فيها، ولم يجرِ في المخطط ضمّ أي منازل باستثناء مبان معدودة كانت قائمة فيه أثناء تصديقه عام 1976. وعلى مرّ السنوات، صُدّقت خرائط هيكليّة لبعض أجزاء سلوان، إلا أنها لم توفر منطقة لازمة لتوسّع الحيّ ولم تزد من حقوق البناء فيه. ومع تعاظم الاكتظاظ في سلوان، بدأ سكانه بالبناء في الوادي، مُجبَرين. ويوجد اليوم في البستان أكثر من 90 منزلاً سكنيًّا شُيّدت من دون ترخيص، غالبيّتها بدأ تشييدها في سنوات الثمانين. ويقطن الحيّ نحو ألف شخص يعانون كون الحيّ غير معترف به رسميًّا، ويواجهون أوامر هدم صدرت ضدّ بيوتهم جراء ذلك. ولا يقوى السكان، أيضًا، على توسيع منازلهم، وتشييد بيوت أخرى على أراضيهم أو إقامة بنى تحتيّة لائقة ومبانٍ عامّة.

في تشرين الثاني 2004 أمر مهندس المدينة، أوري شطريت، "بهدم البناء غير القانونيّ في وادي الملك"، من أجل الحفاظ على المنطقة "كمنطقة عامّة مفتوحة"، كما جرى تعريفها في المخطط ع.م/9 الصادر عام 1976. في مطلع عام 2005 بدأت بلديّة القدس بتوزيع اوامر هدم على سكان البستان، وقامت البلدية خلال العام نفسه بهدم بيوت تابعة لعائلتين في الحيّ. وفي أعقاب ضغط دوليّ مورس على البلدية، أجّل رئيس البلدية وقتها، أوري لوبليانسكي، مخطط الهدم وأعلن أنه سيسمح للسكان بمحاولة تأهيل بيوتهم قانونيًّا. استعان السكان بخدمات مخططة إسرائيليّة، وفي عام 2006 قدّموا اقتراحًا لخارطة هيكليّة لحيّهم. ورغم أنّ المخطط جُهّز بالتنسيق مع سلطات التخطيط، إلا أنّ لجنة التخطيط اللوائية رفضت  المخطط عام 2009، بادّعاء ضرورة الحفاظ على المنطقة مفتوحة. ويأتي هذا نتيجة لموقع المنطقة الهام و"حساسيّتها المنظريّة" و"قيمها التاريخيّة والثقافيّة".

وفي مطلع 2010 قدّمت البلديّة مخططا جديدا يشمل إقامة متنزّه سياحيّ اسمه "حديقة الملك" في وادي البستان، ليكون استمرارًا مباشرًا للحديقة الوطنيّة لمحيط أسوار القدس، وما يشبه توسيعًا لها. وورد في كُتيّب عشية الإعلان عن الحديقة وصف للرؤيا المتمثلة في "تحويل حديقة الملك إلى حديقة مزهرة إلى جانب حيّ سكنيّ تنشط فيه المطاعم وورش الفنانين وحوانيت التذكارات والفنون المحليّة وغيرها {...}". وجاء في المخطط أنّه يجب هدم المباني القائمة غربيّ الحيّ (22 منها على الأقل) من أجل تطوير الحديقة.