- 21 كانون أول 2024
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - تعيش المدينة المقدسة هذه الايام اجواء اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وفق التقويم الغربي ، ولكن هذه الأجواء لا تشبه أجواء اي مكان في العالم فهي أجواء اختلط فيها الحزن مع الفرح وغطت رائحة الدم على رائحة البخور المقدس وامتلت العيون بمناظر الدمار في غزة والضفة على مناظر الزينة الجميلة لشجرة عيد الميلاد المجيد
قال ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة لجريدة " أخبار البلد" المقدسية : " على غير ما اعتدنا عليه في سنوات سابقة، فإن أعياد هذا العام والعام الماضي تكتنفها مرارة غير مسبوقة، نتيجة للعدوان الإسرائيلي الإجرامي المستمر، الذي يلقي بظلاله الكئيبة على مشاعرنا جميعًا. فمنذ بدء العدوان الوحشي على غزة، قُتل عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء، وتشوهت حياة مئات الآلاف ممن أصيبوا بجروح مروعة، فيما يرزح أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تحت وطأة ألم الفقد والخوف المتواصل على حياة أحبائهم.
في ظل هذا الواقع الأليم، فإننا في التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، نضم صوتنا إلى نداء البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، داعين أبناء شعبنا الفلسطيني إلى مواجهة هذا الألم بثبات وصبر، وتجسيد أسمى معاني الوحدة مع أهلنا المنكوبين في غزة. وحرصًا على هذه الروح الوطنية، نشدد على أهمية إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية هذا العام خارج إطار الشعائر الدينية، لإبراز وقوفنا جميعًا مع من طالتهم ويلات هذه الحرب الإبادة الظالمة. كما ندعو الجميع إلى التوجه نحو المعنى الروحي الأعمق لعيد الميلاد المجيد، من خلال التأمل في رسالة الأخوة والمحبة التي حملها سيدنا المسيح، وتفعيل الأنشطة الرعوية التي تعكس قيم المحبة والتسامح في مجتمعنا الفلسطيني.
واختتم دلياني حديث ل" أخبار البلد" بالقول : " وإيمانًا بروح العطاء التي تُميز هذا العيد المبارك، فإننا نحث الجميع، أفرادًا وجماعات، على تقديم التبرعات بسخاء لدعم أهلنا المتضررين من هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم، والعمل على مد يد العون لهم لتجاوز هذه المحنة"
ورغم هذه الأجواء الحزينة التي تسود القدس إلا أن اللفتة الملكية الهاشمية التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني اثلجت صدور المقدسيين مسيحيين ومسلمين على حد سواء.
وكما قالت احدى الشخصيات المقدسية فإن هذا التقليد السنوي من قبل جلالة الملك لقاء شخصيات مسيحية وإسلامية دينية للتهنئة بأعياد الميلاد المجيدة هو بحد ذاته بارقة أمل بمستقبل أفضل ودليل واضح على روح التسامح التي تسود القدس و يعززها الدور الهاشمي. والذي أكد عليه الملك في لقاءة عندما شدد على مواصلة المملكة لدورها التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليه.
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني قد قدم منحة أخرى لتذهيب الزخارف التاريخية في قبة الصخرة المشرفة من جهته شكر الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية والذي حضر اللقاء مع جلالة الملك على تبرعه الشخصي لشراء دفاتر ورق الذهب اللازمة لتذهيب تيجان وزخارف الخشب في قبة الصخرة المشرفة مؤكدا في كلمة التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والاعتزاز بها وعدم قبول أي بديل عنها، معربا عن استمرار العاملين في المسجد الأقصى بتنفيذ مشروعات الإعمار الهاشمي.
كما قدم جلالة الملك منحة على نفقته الخاصة لدعم تأسيس جامعة موقع المغطس الأرثوذكسية الدولية، وشكر البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، دعم جلالة الملك المادي والمعنوي لمشروع الجامعة الأرثوذكسية الدولية في موقع المعمودية، والذي سيعمّق الروابط بين الأردن والكنيسة في القدس، ويعزز حضور الكنائس في الأرض المباركة.
هذه اللفتات الملكية قوبلت بالكثير من الترحاب في الشارع المقدسي والذي ثمن عاليا دور الاردن عامة وجلالة الملك عبد الله الثاني بشكل خاص في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تواجه خطرا حقيقيا من قبل إسرائيل، فلقد وقال احد اصحاب المحال التجارية في حارة النصارى ان جلالة الملك عبد الله الثاني ومن خلال الوصاية الهاشمية ساهم في تعزيز الوجود المسيحي في القدس ذلك الوجود الذي يعاني من هجرة خطيرة في السنوات الأخيرة .