- 17 كانون الثاني 2025
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - كتب خالد الاورفالي
لقد ارتفع سعر القهوة بشكل جنوني فبعد أن كان سعر أوقية القهوة ١٤ شيكل وصلت الآن الى ٢٠ عشرين شيكل ، هذا شيء لا يمكن القبول به الغلاء بدا يكشف عن أنيابه " هذا ما قاله مصطفى احمد ٦٥ بعد ان خرج من أحد محال بيع القهوة المشهورة في القدس وهو يحمل كيس القهوة المطحونة و رائحتها تنتشر في كل مكان، معربا عن تذمر من هذا الارتفاع الذي بالتأكيد لن يثنيه عن التوقف على شرب القهوة ولكن وكما قال فإنه سيقلص عدد فناجين القهوة التي يشربها في اليوم .
وجاء هذا في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن ارتفاع أسعار القهوة، في موجة الغلاء التي تثير الرعب في قلوب المقدسيين الذين بدأوا يفكرون في كيفية مواجهة هذه الموجة التي تبدو بأنها الأقسى بما في ذلك اتباع سياسة شد الاحزمة على البطون ، تلك الاحزمة التي تبدو أنها سوف تشد حتى يلتصق البطن بالظهر من شدة الازمة الاقتصادية .
فهذا العام لا يبشر بالخير منذ بدايته وجميع الادلة تؤكد انه سهلا لن على جيوب المواطنين ، فموجة ارتفاع الأسعار سوف تقصم ظهور العديد من العائلات ، وسوف تدفع الآخرين الى ما تحت خط الفقر،بل إن الكثير من العائلات في القدس سوف يلقى بها الى قاع السلم الاجتماعي بسبب الغلاء الفاحش والذي لن يتمكن الغالبية منا الصمود امامه او تحمله ، وهذا ما سينعكس بوضح خلال الاشهر القادمة.
وقال احد اصحاب المحال التجاري في البلدة القديمة وطلب عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة خاصة وان عليه دين يزيد عن ١٠٠ الف شيكل للبلدية ضريبة الارنونا .
"تفاجئ المواطن المقدسي ،،بالإرتفاع الملحوظ في زيادة نسبة التعرفة الخاصة بضريبة الارنونا ( وهي ضريبة المصقفات ) على المساكن و المحلات التجارية... فبالإضافة إلى رفع الضرائب غير المبرر ، هناك تعرفة جديده للمسجلين منذ عام ٢٠٢٢ ... حيث كما علمنا تم تقريبا مضاعفة الارنونا على وحداتهم السكنية ... فمن الممكن أن تكون شقتين متماثلتين مساحيا ،، بنفس البناية لكل واحده تعرفة مختلفة بحسب تاريخ بداية التسجيل..
وهناك كما يبدو تعليمات جديده لإدخال اللغة العبرية لقارمات المحلات التجارية ... وهنا نقول من الجهة المسؤولة للتصدي القانوني لهذه الإجراءات وغيرها في القدس،، اهي الغرفة التجارية ؟؟؟ ام المؤسسات الحقوقية ، ام وحدة القدس في الرئاسة ... ام وزارة القدس ،،ام المؤتمر الشعبي ... أما آن الوقت لنرتب اوضاعنا .
واعتبر الناشط الاجتماعي ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة وأحد سكان القدس هذا الارتفاع في الأسعار بان له أبعاد سياسية وقال
" أن الارتفاع المقلق وغير المسبوق في معدلات الفقر بين أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس العربية المحتلة يعكس بوضوح الأهداف السياسية الممنهجة لدولة الاحتلال، التي تستخدم أدوات اقتصادية قمعية، وعلى رأسها الضرائب الباهظة ضريبة الأرنونا، لفرض واقع معيشي خانق يهدف إلى تهجيرنا قسرًا من مدينتنا المحتلة. وأوضح أن هذه السياسات لا تُطبّق فقط في الجانب الاقتصادي، بل هي جزء من استراتيجية احتلالية شاملة تستهدف تفريغ المدينة من أهلها وتغيير طابعها الديمغرافي والثقافي والحضاري والتاريخي.
ووفق الإحصائيات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (JCSSER) توضح أن ما يقرب من 75% من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية تعيش تحت خط الفقر، في حين ترتفع النسبة إلى 83% بين الأطفال الفلسطينيين.
وهذا ما أكده زياد الحموري رئيس مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في القدس والذي مضيفا:
" ان نسبة الفقر المرتفعة في القدس والتي من المقرر ان ترتفع اكثر في العام الحالي والتي تصل الى اكثر من ٨٠ ٪ من سكان القدس العرب يعيشون تحت خطر الفقر مرتبطة بشكل مباشر بالحصار الذي فرضته اسرائيل على المدينة المقدسة من توقيع اتفاق اوسلو وهذا ادى الى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني ، مما ادي الى حالة ركود تجاري واعلاق عدد كبير من المحال التجارية في البلدة القديمة ابوابها بسبب غياب المتسوقين من الضفة الغربية وقطاع غزة "
مضيفا ان الدراسات التي أعدها مركزها على مدار السنوات الماضي اظهر ان حجم ما يدفعه المقدسيون من ضرائب يعادل ما نسبة ر٣٥ ٪ من ميزانية بلدية القدس وأن حجم الخدمات التي تقدمها البلدية لسكان القدس العرب لا تتجاوز ٦ ٪ والفارق يذهب خدمة للمستوطنات والأحياء اليهودية " ووفق تقرير مؤسسة التامين الوطني الاخير فان خط الفقر لسنة 2023 حوالي 3,324 ش. ج. ومن تقل مداخيله عن هذا المقدار المالي يعيش، وفقا لمؤشرات دول ال-OECD بحالة الفقر. واستنادا إلى التقرير، يبلغ خط الفقر للزوجين في دولة إسرائيل – 6,648 ش. ج.، ويبلغ خط الفقر لزوجين مع 3 أولاد 12,465 ش. ج.. تكون معدلات الفقر في إسرائيل عالية، وفي سنة 2023 عاشت في إسرائيل 1.98 ملايين نفس فقيرة، ومن ضمنها 872.4 ألف ولد و-158.5 ألف مواطن كبير السن ،مع العلم انه لم يصدر حتى الان تقرير مؤسسة التأمين الوطني للعام ٢٠٢٤
ويذكر انه ضريبة الأرنونا التي بدأ توزيعها تشير إلى ارتفاع كبير في المبالغ المطلوبة بعد أن قررت البلدية اعتبار كل المناطق العربية حتى المعزولة بأنها منطقة الف وتوحيد الضريبة مما يعني زيادة بالالاف من الشواكل لكل عائلة
حيث قال دلياني : "إن القانون الدولي واضح في موقفه من هذه الممارسات، حيث يعتبر فرض سلطات الاحتلال لقوانينها وأنظمتها الضريبية على أهل القدس، بصفتها أراضي محتلة، انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة. إن هذه السياسات لا تمثل فقط انتهاكًا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشعبنا، بل هي جزء من جرائم الاحتلال المستمرة التي تستهدف الهوية الوطنية الفلسطينية والوجود الفلسطيني في المدينة"
بينما قال زياد الحموري " أن ضريبة الارنونا أصبحت السيف المسلط على رقاب المقدسيين مما زاد من معاناتهم ورغم أن القدس تعتبر منطقة محتلة وفق القانون الدولي يحق للمحتل أن يجمع الضرائب ولكن لا يحق له الاستفادة منها إلا أنه في حالتنا هو يستفيد منها لصالحه ، ما يقلق المقدسيين أن هذه الضريبة هي إحدى الأدوات الهامة الضاغطة على الوجود المقدسي وتهدد بالاستيلاء على الممتلكات نتيجة تراكم الديون عليها ، فهناك العديد من المحال التجارية في البلدة عليها عليها "قيم" باسم البلدية وهذه بداية حملة الاستيلاء على الأملاك العربية في القدس
ووفق تقديرات الحموري فإنه في القدس ان هناك حوالي ٧٠٪-٨٠٪ من المقدسيين عليهم ديون لبلدية القدس بسبب عدم قدرتهم دفع ضريبة الارنونا.