- 13 آذار 2025
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - كتب خالد الاورفالي
تنفرد جريدة " أخبار البلد" تنشر نص الكلمات كاملة التي ألقيت في إفطار جلالة الملك عبد الله الثاني لشخصيات مقدسة والذي جرى يوم الثلاثاء الماضي في الحادي عشر من آذار مارس ، ذلك الافطار الذي حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وكان محور الكلمات الوصاية الهاشمية وأهميتها في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، اضافة الى الاجراءات الاسرائيلية التي تستهدف المؤسسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء .
كلمة الشيخ عزام الخطيب المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية ونائب رئيس مجلس الأوقاف
سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى حفظك الله ورعاك
فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
سيدي صاحب الجلالة
نلبي اليوم دعوة جلالتكم الكريمة في ديوانكم الهاشمي العامر حاملين معنا اسمى ايات إخلاص وولاء مدينة القدس لعرشكم السامي فطالما دافعتم عن مقدساتها ودعمتم صمود أهلها، وندعو الله عز وجل ان يمن عليكم والاسرة الهاشمية والاردن وفلسطين ، وعالمنا الإسلامي بالصحة والخير والعزة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
واننا واعترافا بالحق، نشيد ونثمن مواقفكم الثابتة المدافعة عن حقوق الأمة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني لكونها قضية الأمة كلها، فقد حملتم لواء الدعوة لوقف الحرب على غزة وإعادة الإعمار ومداواة الجرحى واغاثة الجوعى وتمكين أهل فلسطين على تراب وطنهم فكنتم ولا زلتم حاملا لمشعل الدولة الفلسطينية ومقاومة التهجير واعادة التوطين بأي شكل من الأشكال.
سيدي صاحب الجلالة
لقد تمكنا في أوقاف القدس والمسجد الاقصى المبارك وبدعمكم السخي وتوجيهاتكم السامية انجاز عدة مشاريع إعمار هاشمي متواصل ، وكان آخرها مشروع تجديد نظام الصوتيات في المسجد الاقصى/ الحرم الشريف، ومشروع تركيب بابين جديدين للمسجد الاقصى ، ومشروع صيانة سطح المصلى المرواني وعزاء جميع قنوات المياه، وإعادة تأهيل قسم إحياء التراث في الاقصى المبارك .
وهناك سيدي صاحب الجلالة المئات من الرجال والنساء المقدسيين يعمرون المسجد الأقصى المبارك يوميا يتلون ويختمون القرآن الكريم في قبة الصخرة المشرفة ضمن وقفية المصطفى صلى الله عليه وسلم واحدة من مبادراتكم الهاشمية في اعمار المسجد الاقصى ماديا ومعنويا .
سيدي صاحب الجلالة
إن رعايتكم للقدس والمقدسات تعزز صمودنا وتقوي عزائمنا للقيام بواجباتنا الموكلة إلينا تجاه القدس والمقدسات والتي تزداد وتيرتها في شهر رمضان الخير والبركة لخدمة المسجد الأقصى المبارك فقد هيئنا البرامج الدينية وجهزنا مرافق المسجد وباحاته، ووفرنا آلاف وجبات الإفطار والسحور للمصلين يوميا، كما توفر في تكية خاصكي سلطان مئات وجبات الإفطار الساخنة يوميا لمن يقصدها من سكان البلدة ومحيطها والوافدين الى المسجد الاقصى.
وبفضل الله يستقبل المسجد الأقصى تحت رعايتكم الهاشمية عشرات آلاف المصلين المتلهفين للصلاة والقيام في أولى القبلتين رغم كل ما يتعرض له المسجد من تدخل شرطة الاحتلال في مهام الأوقاف وحصار المسجد ومنع الاحتلال آلاف المصلين من الوصول إليه ورغم محاولات الاحتلال المتكررة بكل عبثية وغطرسة تغير الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك . والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
سيدي صاحب الجلالة
نكلا ونضرع إلى المولى عز وجل انه يديم جلالتكم على رأس الامتين العربية والاسلامية وان يمتعك بموفور الصحة والعافية انه سميع مجيب ،وكل عام وانتم والاسرة الهاشمية الأردنية بألف خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة المطران وليم شوملي النائب البطريركي اللاتين في القدس
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله
فخامة الرئيس محمود عباس حفظه الله
أتوجه بأفضل التمنيات لجلالتكم وللأمة الإسلامية بمناسبة الشهر الفضيل حيث يتزامن صوم المسيحيين مع صيام رمضان المبارك مما يزيد لحمتنا وسعينا إلى الخير معا. شكرا للدعوة الكريمة للإفطار في قصركم العامر وهذه مناسبة لنؤكد بعض الثوابت:
أولا: كلّ التقدير لجلالتكم على حسن أدائكم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ثانيا: شكرا لكل ما تقدّمونه للشعب الفلسطيني من دعم سياسي ومعنوي ومادي، مثل الغذاء والدواء والعلاج ولمساندتكم طلاب مدارس فلسطين بمبادرة WISE-School التعليمية الإلكترونية ويستخدمها اليوم أكثر من مليون طالب فلسطيني حوالي نصف مليون طالب منهم في غزة المنكوبة. وسوف يتذكر التاريخ كل ذلك وسيضيفه الله إلى ميزان حسناتكم.
ثالثا: في وقت كان فيه الصراع في فلسطين ليس فقط سياسيا أو عسكريا إنما ذا منحى ايديولوجي وديني، فإن الكنيسة الكاثوليكية لا تقبل تطويب أرض فلسطين باسم الشعب اليهودي بناء على التوراة كما تدّعي الصهيونية المسيحية في أمريكا. لم تكن التوراة أبدا سجلا للطابو تطوّب أرضا لشعب على حساب غيره. بل نزلت لنصرة الفقراء والمساكين والمظلومين وإقامة العدل والسلام في الارض. فشعب فلسطين لا يقبل بوطن بديل عن فلسطين، حتى لو طوبوا له جنات الغرب والشرق.
وأخيرا: الغاية لا تبرّر الوسيلة. فلا يجوز تركيعُ وتجويعُ شعبٍ كوسيلةٍ لإجبارِهِ على الهجرة القسرية. إنها جريمة ضد الإنسانية. فلكلّ إنسان حقٌّ في العيش بكرامة في وطن وفي دولة ذات سيادة.
صاحب الجلالة
في زمن الصوم المبارك نرفع أصواتنا إلى الله كي يحلّ العدل في أرضنا فيتعانق العدل والسلام إلى الأبد. وشكر
كلمة الدكتور مصطفى أبو صوي أستاذ وقفية الملك عبدالله الثاني، كرسي تدريس فكر الإمام الغزالي في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله
تحية مباركة مفعمة بالمحبة والاعتزاز ننقلها لكم يا صاحب الجلالة من مقدسيين مرابطين في رحاب الأقصى المبارك يتفيؤون ظلال الوصاية الهاشمية المباركة، ونحن نشد عضدنا بعزمكم وإصراركم على تثبيت أهل فلسطين في أرضهم، ومنع تهجيرهم منها، ونحيي نضالكم المبارك ضد التطهير العرقي رغم استمرار آلة والدمار والاستكبار.
نفخر بكم يا صاحب الجلالة وانتم تدافعون في كل المحافل والمنابر الدولية عن حقوق الفلسطينيين وتشكلون مع أهلكم في فلسطين وأحرار العرب والعالم سداً منيعاً لمجابهة الطروحات الظلامية والظالمة. ونعتز بكم وبالأردن وهو يشكل موقفاً داعما لرجال الدين المسيحي الأصلاء الذين يتبرؤون من كل ارهاب باسم المسيح أو الدين المسيحي لأن عقل المؤمن لا يتحمل سماع إرهاب فتاوى حاخامات وقساوسة المسيحية الصهيونية الذين يبيحون القتل والتهجير والتدمير باسم الدين.
ونشكر دفاع جلالتكم، بصفتكم صاحب الوصاية الهاشمية، عن الوضع التاريخي الديني القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، فوصايتكم الهاشمية تعبير قانوني دولي وامتداد للعهدة العمرية التي سطرها سيدنا عمر الفاروق تاريخاً ناصعاً في الحفاظ على كنيسة القيامة للمسيحيين وحدهم مثلما هو المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، وكل تغيير احتلالي غير قانوني مخالف لهذه المبادئ لاغ وباطل وسيزول بإذن الله.
ويرسّخ القرآن الكريم علاقة الأمة الإسلامية بالمسجد الأقصى المبارك الذي يرابط فينا كما نرابط فيه، فعلى ثرى بيت المقدس ما يستحق الرباط ومن أجلها ضحى أجدادكم ملوك الهاشميين بالغالي والنفيس.
وستظل القدس مدينةً إسلامية عربيةً عصيّةً على الأسرلة والتهويد، فقد أدرك الفلسطيني أنّ حقه وخياره الوحيد هو المكث في أرضه، أرض الأجداد من قبل، وأرض الأحفاد من بعد: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (إبراهيم 13)
حفظكم الله ورعاكم سيدي صاحب الجلالة، وادامكم حماة للأوطان والمقدسات، ودعاة للحق، والعدل، والخير.