• 6 نيسان 2025
  • مقدسيات

 

القدس - أخبار البلد - ويستمر الناشط المقدسينافذ عسيلةبنشر سلسلة من المقالات فيأخبار البلدالمقدسية،  التي تمس الهوية المقدسية والحياة اليومية وخاصة في البلدة القديمة منها  والتي يعيش فيها وهي ملاعب ذكرياته.

 وهذه المرة ركز على الثقافة  والتماسك الاجتماعي 

تستخدم نقاط التفتيش الإسرائيلية في القدس القديمة كأدوات سيطرة مكانية تفرضها القوة الاستعمارية، مما يُضعف النسيج الاجتماعي العربي ويُهدد هويته الثقافية والدينية عبر تقييد الحركة وتفكيك الروابط اليومية مع المكان.

بحيث يُعاد تعريف المنزل والحارة في سياق التهديد الدائم بالهدم أو المصادرة كفضاءات مؤقتة وغير مستقرة، حيث يصبح المنزل ليس فقط مكانًا للعيش بل رمزًا لتمسك بالهوية والحارة تتحول إلى وحدة اجتماعية مرهونة بالتهديد المستمر، مما يعزز التضامن والتعاون بين السكان.

ولهذا فان طقوس العودة إلى المنزل بعد الاعتقال ورمزية مفتاح المنزل كأيقونة للجوء تعكسان ارتباطًا عاطفيًا وثقافيًا عميقًا بالمدينة والهوية، فمفتاح المنزل يصبح رمزًا للتمسك بالمكان والذاكرة الجماعية، بينما طقوس العودة تعكس التمسك المدينة، مما يعزز الهوية الثقافية.

 الطقوس الدينية وإنتاج الهوية

تُستخدم الطقوس مثل صلاة الفجر في الأقصى ومواكب الجمعة لتأكيد الوجود العربي وتجسيد الهوية الثقافية والدينية، فتصبح هذه الطقوس رموزًا للصمود، حيث يعبر المشاركون عن تمسكهم بالمدينة وحقوقهم ويعززون التضامن الاجتماعي، ان حضور المسجد والصلاة في الأقصى يشكل تحديًا ويعبر عن الهوية العربية.

 كما تجسد احتفالات الزواج الهوية الثقافية والتقاليد الاجتماعية وتعزز الروابط العائلية وتؤكد استمرارية القيم والعادات، كما تساهم في تأكيد الهوية الجماعية وإعادة إنتاج الأدوار الاجتماعية والأنماط الثقافية.

حتى المآتم تمثل طقوسًا اجتماعية تعزز الهوية الجماعية وتؤكد الروابط الاجتماعية، فهي فرصة للتعبير عن الحزن الجماعي والتضامن وتعيد تشكيل العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع، بينما تُعيد إنتاج القيم الثقافية والروحية المرتبطة بالموت.

 الجندر والاحتياط الاجتماعي

  • تلعب النساء دورًا حيويًا في الحفاظ على التماسك الأسري من خلال إدارة المنزل في ظل غياب المعيل، حيث يستخدمن شبكات الدعم النسائية، مثل الجمعيات التقليدية، لجمع المال وتوزيعه بين المشاركات وفقًا للأدوار المتفق عليها بينهن. مما يعزز الاستقلال الاقتصادي والتضامن الاجتماعي ويساعد في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. حتى انه  يُعاد تعريف الذكورة من خلال تجربة الاعتقال التي تصبح خبرة مشتركة للشباب، حيث تُستخدم كعلامة على الصمود والمقاومة، فيتم تشكيل هوية الذكور في هذا السياق حول مفاهيم القوة والبطولة، وتُعتبر تجربة الاعتقال جزءًا من تشكيل الذاكرة الجماعية والهوية، مما يعيد تشكيل الأدوار الاجتماعية للذكور في المجتمع.

 الاقتصاد الشعبي واستراتيجيات البقاء

 يُعتبر السوق القديم فضاءً يعزز الهوية الثقافية من خلال بيع المنتجات التراثية مثل الصابون النابلسي ودبس العنب الخليلي والمطرزات المتنوعة، مما يساهم في الحفاظ على التقاليد والهوية المحلية.

كما يُعتبر العمل الجماعي في العائلات وسيلة لضمان دخل متعدد المصادر، حيث يتم توزيع الأدوار بين الأفراد بما يضمن استدامة الموارد الاقتصادية وتلبية احتياجات الأسرة، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويُعيد تشكيل الأدوار داخل المجتمع.

الذاكرة الجمعية والسرديات المتنافسة

 تحافظ العائلات على سجلاتها التاريخية مثل الصور وثائق الملكية والشهادات، والحكايات الشفوية كوسيلة لمواجهة الروايات، حيث تُعتبر هذه السجلات أدوات للحفاظ على الهوية والذاكرة الجماعية وتوثيق تاريخهم وتأكيد حقوقهم في مواجهة محاولات الطمس والتشويه.

 الجسد كساحة صراع

تُعتبر السيطرة على الجسد المقدسي من خلال تفتيشه عند نقاط التفيش كأداة للإذلال، بينما يُستخدم الجسد في المواجهات، مثل الستاندات الموضوعة أمام الجنود للتأكيد على الكرامة والوجود، مما يعكس الصراع على الهيمنة والتعبير عن الهوية.

 وتُعد المقاومة بالجسد، مثل رفض النساء وأطفالهن المغادرة لحماية المنزل شكلًا من أشكال التحدي، حيث يُستخدم الجسد للتعبير عن التمسك بالمكان والهوية ورفض محاولات الإخلاء.

الضيافة كفعل سياسي

 تُعد ثقافة الضيافة المقدسية، مثل استقبال زوار المسجد الأقصى من داخل منطقة ال ـ48 وتوفير تسهيلات للوضوء وتقديم الطعام لهم، أفعالًا رمزية للتحدي والتماسك المجتمعي، مما تعكس الصمود والتمسك بالهوية.