- 9 نيسان 2025
- مقدسيات
القدس -أخبار البلد - كتب خالد الاورفالي :
قال فراس الدبس موظف دائرة الأوقاف الاسلامية بان تفاجئ من قرار ابعاده لمدة يومين عن المسجد الاقصى في اخر ايام الشهر المبارك بدون اي سبب يذكر فهو مسؤول عن الإعلام ولكن زادت دهشته عندما أبلغ مسؤول الامن الاسرائيلية انه تقرر تجديد امر ابعاده ليصل الى شهرين عن المسجد ، حتى الان لا يعرف السبب فهو لم يقم باي عمل يمكن اعتباره سياسيا ، ووصف القرار بأنه جائر وغير إنساني
فراس هو واحد من أكثر من ثلاثين موظفا آخر من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية مبعدا عن المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك دون اية اسباب تذكر ولاول مرة منذ سنوات تقوم السلطات الإسرائيلية بإبعاد هذا العدد الكبير من موظفي الأوقاف فهي في العادة تستهدف حراس الاقصى بسبب قيامهم بمراقبة الجماعات اليهودية اثناء اقتحامهم للاقصى وهذا لا يروق للشرطة التي تعتقل كل حارس يقترب من تلك المجموعات تقوم بإعادة لعدة أشهر عن الاقصى ، كما قال أحد المسؤولين في الأوقاف والذي قال انه وفق الارقام الموجوده فإنه شهر رمضان المبارك الذي مضى هو الأقل عددا من المصلين بسبب الإجراءات الاسرائيلية .
وإذا ما قارنا الارقام بالسنوات الماضية فإنه يتضح لنا ما يلي :
-
في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك كان العدد المصلين لا يزيد عن 75 ألف في عام 24 كان العدد في نفس اليوم أكثر من 120 الف ، في العام 23 كان العدد 130 ألف وفي عام 22 وصل العدد 160 الف
-
في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك الاخير كان العدد هو 180 ألف وفي العام الماضي 24 بلغ العدد 200 ألف وفي عام 23 كان العدد 280 ألف وفي العام 22 وصل العدد الى 300 الف.
هذه الأرقام التي تظهر التراجع الواضح جاءت بعد أن حددت الشرطة الاسرائيلية عدد المصلين القادمين من الضفة الغربية ببضعة آلاف بحيث لم يسمح إلا لمن هو فوق 55 عاما من الرجل من الدخول والنساء ممن هم فوق 50 عاما ، ناهيك أنه في غالبية الأوقات لم تسمح السلطات حتى لهؤلاء بالدخول الى القدس ، مما قلل الأعداد بشكل كبير.
كما أكد العديد من شهود العيان أن انتشار الشرطة الاسرائيلية بين المصلين داخل المسجد يعتبر تصرفا غير مسبوق في تاريخ المسجد الأقصى، رغم ان الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية قد طالب أكثر من مرة الشرطة الاسرائيلية بعدم الاقتراب من داخل المسجد والبقاء في الخارج على بوابات الاقصى الا ان الشرطة رفضت ذلك . بل ان الشرطة اعتقلت العديد من الصحفيين من داخل المسجد الأقصى حيث وصل عدد المعتقلين من الصحفيين من داخل المسجد في شهر رمضان لوحده أكثر من ١٥ صحفيا وصحفية تم إبعادهم جميعا عن الأقصى لفترات متفاوتة في سابقة هي الأولى.
وأبلغ العديد من حراس المسجد الأقصى قيام مجموعة من الشبان اليهود يلبسون قمصان كتب عليها حراس الهيكل بمرافقة الجماعات اليهودية التي تقتحم الاقصى يوميا في شهر رمضان بمرافقة الشرطة الاسرائيلية ايضا وهذا ما يعتبر انتهاكا ايضا غير مسبوق.
من الظواهر التي انتشرت في في شهر رمضان قيام جماعات مسيحية من نشطاء المسيحية الصهيونية باقتحام مقبرة باب الرحمة أكثر من مرة والوقوف قبالة باب الرحمة والنفخ في البوق ، وكذلك فعلوا في جبل الزيتون وفي جامعة المورمون القريبة من الجامعة العبرية والمطلة على المسجد الأقصى.
وعن ذلك قال الدكتور وصفي الكيلاني المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي في البرنامج التلفزيوني" عين على القدس " والذي يبث كل يوم اثنين في التلفزيون الاردني ويعتبر البرنامج الوحيد في الإعلام العربي المخصص للحديث عن القدس:
" ان الصهيونية المسيحية واليهودية المتطرف يشترك بهدف واحد وهو تهويد القدس وهدم الأقصى وبناء الهيكل من أجل استقدام المسيح، بينما موقف غالبية المسيحيين في العالم تستنكر المسيحية الصهيونية وتكفيرها ولا تعبر عن المسيحية الحقيقية فلا يمكن أن يكون السيد المسيح عليه السلام قد دعا للهدم والقتل والاحتلال ، اذا هناك صراع مسيحي مسيحي ولكن المتضرر من المسيحية الصهيونية القدس وأهلها وهذا ما نلاحظة في السنوات الأخيرة بشكل مكثف "
داعيا المسيحيين الى الوقوف ضد هذه الظاهرة : " انا اعتقد ان هذا واجب كل راهب وكل مطران وكل أب مسيحي كاثوليكي او ارثوذكسي ان يشرح لرعاياه على ماذا ينص الكتاب المقدس وهل يدعو الى قتل الناس ، نحن قبل فترة عقدنا في عمان مؤتمرا شارك فيه أكثر من ستين من الرهبان والمطارنة من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط جميعهم اكدوا ان هذا ليس من الكتاب المقدس"
وعلق محمود داود ٦٥ عاما ل " اخبار البلد" بعد أن أوقفه رجال الشرطة على مدخل المسجد الأقصى والتدقيق في هويته قبل السماح له بالدخول للمسجد" كل هذه الإجراءات التي تجرى في الأقصى الهدف منها إبعادنا عن الأقصى و تهجيرنا من القدس ، هم لا يعرفون أننا لن نتزحزح من بيتنا ولن نهاجر ونطلب من الجميع العرب في الدول العربية واليهود وغيرهم الكف عن الحديث حول وطن بديل لا في الاردن ولا في مصر ولا في اي مكان آخر ، فمن لديه المسجد الاقصى والقدس هل يفكر بتركه الذهاب الى أخرى ، يا ولدي نحن الاصل . لقد شبعنا كلاما عن كذبة السلام الفاشل وحتى أطروحات القتل والتهجير لم تحرك تحرك ساكنا عندنا ، فنحن نعرف ان الموت حق على كل انسان، وان كان كذلك فليكن في القدس والاقصى" قال هذه الكلام بهدوء غريب واختفى داخل المسجد الأقصى باحثا عن مكان يصلي فيه ركعتين شكرا لله على وجوده في القدس .