• 7 أيلول 2025
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد- كتب الشيخ مازن اهرام :

مساء اليوم فلسطين والعالم على موعد مع "القمر الدموي" 

يبدأ ظاهرة خسوف القمر اليوم عندا لساعة 7:28 مساءً، ويصل إلى أقصاه في الساعة 10:11 مساءً، وينتهي تمامًا عند الساعة 00:55 صباح الاثنين 

يحظى هواة علم الفلك بفرصة رؤية "القمر الدموي" اليوم الأحد خلال خسوف كلي للقمر يُرصد في آسيا في المقام الأول، ويُرى أيضا في فلسطين والعالم العربي وفي أوروبا وأفريقيا وتحدث هذه الظاهرة التي تلوّن القمر باللون الأحمر عندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد تماما بهذا الترتيب، وعندما يكون القمر في طور البدر ويتحول لون القمر إلى الأحمر أثناء انزلاقه إلى ظل الأرض الذي يحجب أشعة الشمس، ويفقد تدريجيا بريقه الأبيض.

خسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية. وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا).

تنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرضُ ضوءَ الشمس أو جزءاً منه عن القمر

مصطلح «القمر الدموي» الذي يطلق على خسوف القمر الكلي فهو ليس مصطلحاً علمياً وانتشر عام 2013 استنادا إلى نبوءات نهاية الزمان التي ربطت أربع خسفات كلية متتالية بين عامي 2014 و2015. لذلك يفضل استخدام «القمر القرمزي» أو «خسوف القمر الكلي» إذ تصف كلمة «قرمزي» في العربية اللون الأحمر العميق أو المائل للبنفسجي بدقة بينما تحمل كلمة «دموي» إيحاءات سلبية وغير دقيقة علمياً.

تبلغ ذروة الخسوف الكلي عند الساعة 09:11 مساءً حيث يكون القمر في عمق ظل الأرض ويمر أسفل المركز، ويعتمد لون القمر الظاهر خلال هذه المرحلة على حالة الغلاف الجوي للأرض فعادةً ما يظهر أحمر داكن نتيجة تشتت رائلي للضوء وقد يميل إلى النحاسي أو البرتقالي إذا كان الجو محملاً بالغبار أو الرماد البركاني بينما يظهر بنياً أو أصفر باهتاً إذا كان الجو صافياً مع بعض الغيوم الخفيفة ولو لم يكن للأرض غلاف جوي، لكان القمر مظلماً بالكامل.

موعد انتهاء الخسوف الكلي للقمر وينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 09:54 مساءً ثم تبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي حتى الساعة 10:56 مساءً حيث يستعيد القمر كامل إضاءته تدريجياً، ومع ذلك سيظل القمر في منطقة شبه ظل الأرض حتى الساعة 11:55 مساءً وهي مرحلة عادةً غير ملاحظة بالعين المجردة لكنها تتيح الفرصة للعلماء لمراقبة التغيرات الدقيقة في ضوء القمر الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض.

الكسوف والخسوف آيات من آيات الله وتخويف من الله تعالى لعباده لعلهم يرشدون 

تنعكس ظاهرة خسوف القمر خسوفا كليا بعد غروب الشمس بقليل إن خسوف القمر والشمس شيء طبيعي؛ لأن أصحاب المراصد الفلكية أخبروا عنه قبل وقوعه بعدة أيام وحددوا قدره وبدايته ونهايته بكل دقة إلا أن الغريب في الأمر بدأ المشعوذون والدجالون يدلون بدلائهم وشطحاتهم والاستخفاف بعقول الناس رجماً بالغيب أساطير 

على سبيل الظن والحدس، بدون دليل أو برهان، يظهر مدعو معرفة الغيب من المنجمين والعرافين، ونظراً لشغف الإنسان وولعه بمعرفة الغيب واطلاعه عليه، ورغم تحذير الخالق له بأنه خالص لله في قوله تعالى: «عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً»، فإن الإنسان خاض فيه، فكان ظالماً جهولاً.

وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما رواه مسلم عن عائشة أن نفزع في حالة الخسوف إلى الصلاة وقال: فصلوا حتى يفرج الله عنكم.

  ورد في فتح الباري: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده.

  ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفا من الله لعباده، وحثا لهم على مراعاة هذه الآيات والخوف من الله عز وجل والفزع إلى ذكره وطاعته، وأخبر عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إذا رأيتم الخسوف فافزعوا إلى ذكره ودعائه 

وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم)

وأمر في ذلك بالتكبير والعتاقة والصدقة، كل هذا مشروع عند الكسوف، الصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والعتق والخوف من الله والحذر من عذابه.

وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفا من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه   فإنه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتب أسبابها كما تطلع الشمس وتغرب الشمس في أوقات معينة، وهكذا القمر، وهكذا النجوم، وكلها آيات من آيات الله  فكون الله جعل لها أسبابا كما ذكر الفلكيون يعرفون الخسوف بها لا يمنع من كونها تخويفا وتحذيرا من الله   كما أن آياته المشاهدة من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان الله على هذه النعم، وأن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه، حتى يستقيموا على أمره، وحتى يدعوا ما حرم عليهم، فوجود الآيات في السماء من خسوف وكسوف وغير ذلك، يدرك هذا الشيء، وليس هو من علم الغيب؛ لأن له أسبابا معلومة يسبرها الحسابون بتنقل الشمس والقمر، ويعرفون منازل الشمس والقمر، ويعرفون المنزلة التي فيها الخسوف والكسوف، وهذا لا ينافي ما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  من الخوف من الله أو الصدقة أو غيرها، هذا كله من مصلحة العباد، حتى يخافوا ويحذروا ويستقيموا، وكونها تعرف بالحساب لا يمنع ذلك وأعدوا له عدته في وقته، هذا مقصود من نشر ذلك في الأغلب. 

لما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم   لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس: إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته يعني: لا لموت إبراهيم ولا غيره وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره.

وفي الحديث الآخر: فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم،»، وفي اللفظ الآخر: فادعوا الله وكبروا وتصدقوا، وأمر بالعتق عند الكسوف، وصلى بالناس ركعتين، كبر عليه الصلاة والسلام وقرأ الفاتحة، ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس: تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلًا أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع ركوعًا رابعًا وأطال فيه لكن دون الركوع الذي قبله، ثم رفع فأطال لكنه أقل مما قبله، ثم سجد سجدتين طويلتين عليه الصلاة والسلام، ثم تشهد، قرأ التحيات وتشهد كالمتبع، ثم سلم وخطب الناس، خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 

(إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم)

فهل من معتبر" "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"