• 13 تشرين أول 2025
  • مقدسيات

بقلم : عبد الله توفيق كنعان*

 

   وتبقى القدس هي الرمز الديني والتاريخي والسياسي والإنساني للقضية الفلسطينية ولقدسية وعدالة هذه القضية المركزية ، فعلى الرغم من التطورات الاقليمية والدولية الراهنة وما تتضمنه من صراعات وتداعيات متسارعة ، الإ أن القدس هي معنى التحرير والصمود والنضال والحق بالنسبة للشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي وكافة أحرار العالم، وهي المدينة المقدسة التي تستهدفها مزاعم واساطير ومخططات الصهيونية ونهج حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف .

    وفي هذا السياق المركزي المتأصلة جذوره بالحق الأصيل بالعدالة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني ، يأتي قرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالإجماع، و المتعلق بمدينة القدس القديمة وأسوارها، والمتضمن التأكيد والإجماع الدولي على ضرورة التزام اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس ، وبطلان ما تقوم به من اجراءات احادية تسعى للتهويد والاسرلة والعبرنة ، وهذا القرار الذي تؤكده عشرات القرارات الصادرة عن اليونسكو خاصة ، وقرارات أخرى تناصر القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس والصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، تؤكد  جميعها على عروبة القدس وخطورة ما تقوم به حكومة اليمين الإسرائيلية والمستوطنين المتطرفين ومنظمات الهيكل المزعوم على السلام في المنطقة والعالم .

  ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تمثل للرأي العام الدولي أن هذا القرار وما سبقه من قرارات دولية وأممية ذات صلة ، تأييداً عالمياً لحق الشعب الفلسطيني وعدالة وقداسة مطالبه المشروعة تاريخياً وقانونياً ، خاصة أن هذا القرار يتزامن مع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية وحالة طوفان أممية رسمية وشعبية ضد حرب الابادة في غزة ، وضد سياسة ومخططات الضم في الضفة الغربية بما فيها القدس،  يدلل على ذلك العزلة السياسية والاخلاقية التي تعيشها حكومة اليمين الاسرائيلية ، في عالم حر بات رافضاً لما يجري من جرائم في غزة وفلسطين المحتلة من البحر الى النهر .

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على مركزية وأهمية الجهود السياسية والدبلوماسية والإغاثية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله حفظهما الله ، المدعومة بمواقف العائلة الهاشمية والاسرة الاردنية الواحدة ، في الدفاع عن القدس وفلسطين ومساندة شعبها مهما كان الثمن وبلغت التضحيات .

وترى اللجنة الملكية لشؤون القدس في المناخ الدولي المناصر لفلسطين وشعبها ضد وحشية الاحتلال الاسرائيلي، والمترجم اليوم بالقرارات الدولية  وموجة الاحتجاجات الشعبية الدولية المتذمرة من إسرائيل ومجازرها ضد الشعب الفلسطيني ، وانتخاب رئيس جديد لليونسكو ينتمي بعروبته لقضية القدس ، فرصة لفضح ومواجهة الرواية التلمودية الزائفة والرواية الاستيطانية الإسرائيلية المحرفة نحو  تبني رواية القدس العربية الاسلامية الوحيدة الحقيقية، وحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وتفعيل جميع القرارات الدولية المنصفة للحق الفلسطيني بأرضه ومقدساته في سبيل الحق والعدل والإنسانية التي ينادي بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس