• 20 تشرين أول 2025
  • مقدسيات

 

بقلم:  خلدون ذيب النعيمي

 

تحظى مدينة القدس بمكانة متميزة لدى الوجدان الأردني أكدته الوصاية الهاشمية والأعمار المتتالي لمقدساتها فضلاً عن بطولات الجنود الأردنيين وتخضيب دماء شهدائهم أسوارها التاريخية، وفي الوقت الذي أصبح فيه التعليم العالي الأردني منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني في شباط 1999 ركيزة أساسية في مسيرة البناء الوطني، وذلك من خلال تطوير رسالة عمل الجامعات وتمكين البحث العلمي الذي ينسجم مع الرؤية الملكية الهادفة لإخراط الجامعات في قضايا الوطن وبناء إنسان منتج ومؤسسات تعليمية عصرية قادرة على المنافسة عالميًا مرتبطة بواقع الحياة ومتطلبات المستقبل، حيث تسعى هذه الرؤية تسعى إلى تعزيز دور الجامعات في مختلف المجالات وعدم الاقتصار على الدور الأكاديمي بل الانخراط في النشاطات والفعاليات والاهتمامات الوطنية والمجتمعية المباشرة.

   من الجامعة الهاشمية وفي إنجاز بحثي أكاديمي وثقافي مميز، حصل الأستاذ الدكتور محمد وهيب أستاذ علم الآثار في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث على المركز الأول في جائزة القدس السنوية تقديرًا لجهده في تعزيز الوعي العالمي بعدالة قضية القدس ودعوته إلى تضامن إنساني شامل من أجل الحفاظ على هوية المدينة المقدّسة تحت الوصاية الهاشمية، واستطاع الدكتور وهيب من خلال آلية بحثه النوعية إبراز الواقع التي تعيشه «زهرة المدائن» في ظل احتلال قاسي يستهدف انسانها وموروثها التاريخي والديني وبشكل يغدو هذا البحث بمثابة وثيقة مهمة ومرجعاً لأحوال القدس الشريف وتاريخها المعاصر، وتطرق الباحث في بحثه للجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كعنوان مهم ومميز في الحفاظ على عروبة وتاريخ المدينة المقدسة بوجه إجراءات الاحتلال التعسفية  العنصرية.

القدس بمكانتها المتميزة لدى الاردن وشعبه أبرزها الباحث وهيب بما يليق بها من سيرة دينية وتاريخية حملها الوطن بقيادته الهاشمية بكل قوة ومهارة في مختلف المحافل الدولية، واستطاع الباحث إبراز معضلات المدينة المقدسة بسبب احتلال احلالي يستبعد الجميع باستثناء سرديته المزعومة في وقت لم يصحو العالم بعد من حرب ابادته الأخيرة ضد الإنسان والحجر في غزة، و بمشهد متميز قلب كل السرديات الإسرائيلية الكاذبة وابان حقيقة كذبها امام الرأي العام العالمي وبالذات الغربي الداعمة حكوماته لهذه السرديات، فأصبح الفشل الإعلامي والسياسي الإسرائيلي في كسب ثقة الجمهور هو الخسارة الاستراتيجية الأكبر له في وقت لم تتوقف فيه ايضاً إجراءات دولة الاحتلال المنتظمة بزخمها العدواني ضد المدينة المقدسة وموروثها الإنساني رغم انشغالها بحربها في غزة.

جائزة القدس السنوية التي نالها الدكتور وهيب بجدارة جهده المميز وهو المتابع المجد لموروث الوطن وتاريخه في كل بقاعه تنالها ايضاً الجامعة التي احتضنت الباحث وجهده، لا ريب أن الجامعة الهاشمية التقطت الرؤية الملكية في أهمية الانخراط  الأكاديمي النوعي في قضايا الوطن والامة وبشكل فعال ونوعي يبرز المشكلة والجهد والحل بعيداً عن الآلية التقليدية المقتصرة على التوصيف المجرد للواقع، بوركت جهود الدكتور الباحث وبوركت جهود الجامعة الحاضنة التي تميزت برسالة عملها، عفاكم جميعاً فتسبيحة العيون قدسنا الغراء ببساطة  تستحق وتستحق.

 عن الدستور